ميدل إيست آي: سكان من جنوب ليبيا ما زالوا يعانون من تفجيرات فرنسا النووية

ليبيا – تطرق تقرير ميداني نشره موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني لآصار التجارب النووية الفرنسية في الجزائر الماثلة حتى الآن في مناطق في جنوب ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمت الأبرز فيه المرتبط بالسياق الليبي صحيفة المرصد، أكد أن الفترة الزمنية الممتدة بين العامين 1960 و1966 قيام فرنسا بتفجير 17 قنبلة نووية في الصحراء الجزائرية، مشيرًا إلى الآثار المميتة لهذه القنابل ما تزال محسوسة حتى يومنا هذا في ليبيا المجاورة.

ونقل التقرير عن أستاذ الفلسفة في جامعة سبها البالغ من العمر 64 عامًا عبد الفيتوري قوله: “لا أجد ما أقوله من كلمات، فقد توفي والدي وأمضيت 20 عامًا أجمع المواد لكتابي بكاء الصحراء، بعد أن فقد الوالد البصر ومن ثم رحل بعد بضع سنوات من ذلك، ما جعلني أعيش طفولة صعبة”.

وبحسب التقرير، أصيب الكثير من سكان فزان بأمراض الجهاز التنفسي والعين في العام 1960، ما قاد لإطلاق تسميات “عام العيون” و”عام الريح الصفراء” و”عام القضم” مشيرًا لإصابة البعض من هؤلاء لاحقًا بالسرطان وبعد ذلك سقط المطر الحمضي وابتليت به الأرض.

وبين التقرير أن تأكيدات باريس بشأن عدم تأثر السكان من التفجيرات كانت غير صحيحة، بعد أن غطت الإشعاعات المنبعثة من القنبلة الأولى وحدها منطقة امتدت من الجزائر مرورًا بليبيا وصولًا إلى موريتانيا، ومن ثم إلى مالي ونيجيريا، وبعدها وصل التأثير حتى أقصى الشمال مثل إسبانيا وإيطاليا.

ونشر التقرير خريطة عسكرية فرنسية موضحة لتأثر منطقة جنوب ليبيا وفزان على وجه الخصوص بشدة، حيث هبت الرياح الغربية بسحابة نووية من مواقع الاختبار في عين عكر بالجزائر إلى المنطقة، مؤكدًا أن حبة الرمل تحتفظ بالإشعاع لفترة تقدر بـ24 ألف سنة.

وأشار التقرير إلى عدم توثيق تأثير التجارب التفجيرية الفرنسية عبر الحدود في الصحراء الليبية بشكل دقيق؛ إذ واجه باحثون معنيون بتأثير الاختبارات عوائق من أنواع مختلفة، إذ يعتقد أن السلطات الفرنسية والليبية والجزائرية مسؤولة عن عرقلة التحقيقات.

وأضاف التقرير: إن المقابلات الصحفية مع السكان المحليين والمعلومات الرسمية المقدمة تبين أن آلاف الأشخاص في فزان ما زالوا يعانون من آثار ما حدث في الستينات. ناقلًا عن المدرس البالغ من العمر 55 عامًا محمد صالح من مدينة وادي عتبة وجهة نظره بالخصوص.

وقال صالح: “هنالك حاجة للبحث والتحقيق في الأضرار التي لحقت بأهالي فزان نتيجة التفجيرات، فالعام 1960 كان يعرف بعام الصدمة فالناس والمنازل تعرضوا بالكامل لآثار ما حصل وبقي الوضع لفترة طويلة وترك أثره حتى يومنا هذا وقد عانى الجميع”.

ووفقًا للمزارعين الكبار في السن في منطقة غدوة شهد العام 1960 سقوط أمطار حمضية قتلت الإبل وأصابت الناس بحمى وقتلت أسرًا بأكملها، في وقت قال فيه المواطن محمد نصر من فزان: “الألم مستمر حتى يومنا هذا وما زال مئات المصابين بالسرطان مجهول السبب يظهرون وندفن بعضهم يوميًا”.

تحدث التقرير عن شرور تنتظر الأجيال القادمة من بينها انخفاض معدلات الخصوبة؛ لأن الأمطار الغزيرة هي المصدر الوحيد للمياه الجوفية في فزان لندرتها ومصدرها الصحراء الجزائرية، مما يعزز فرضية وجود نفايات نووية مدفونة ونشاطات إشعاعية فيها.

ونقل التقرير عن الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان تأكيده إن عدد الحالات السرطانية في الجنوب مرتفع، ولا سيما ذلك المرتبط بسرطانات الرئة، في وقت قال فيه استشاري الأورام عمر علي: “رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة تتعلق بعدد المصابين فالعدد ضخم والسبب تلوث المياه والهواء من جراء التفجيرات النووية”.

وأضاف التقرير: إن تأثير التفجيرات النووية يأتي على مرحلتين بالأمراض الجلدية والحساسية ومن ثم الأورام السرطانية ويعاني منها كثيرون في الصحراء الليبية.

ترجمة المرصد – خاص

Shares