الشريف: أي محاولة لإنهاء حكومة الدبيبة هي خبيثة والهدف ليس مصلحة الليبيين بل إنتاج حكومة جديدة

ليبيا – علق المحلل السياسي فيصل الشريف على استنكار كتلة التوافق الوطني داخل مجلس الدولة للاتفاقية الموقعة بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة إيني والتي وصفت الاتفاقية أنها “دبلوماسية النفط” مقابل البقاء وتسيس النفط الليبي كأداة للصراع السياسي.

الشريف قال خلال مداخلة عبر برنامج “حوار الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد: إن الكل يلعب أوراقه ويريد أن يستخدم ما لديه من أوراق في سبيل البقاء، وهذه في عموم الحال متفق عليها؛ لكن المفاجأة كانت أن هناك كتلة من مجلس الدولة خرجت دون أي توقيعات وأسماء ومن هم عدد الشخصيات الذين تبنوا هكذا بيان.

وأضاف: “بعيدًا عن أن هناك كتلة حقيقية ومعارضة للتي تبنت أي تصرفات في أي ممارسات للمجلس الرئاسي؛ لأن هذا التحرك غير مستغرب ويأتي في ظل المناكفات السياسية التي تحدث، من الناحية الفنية لم اطلع على الاتفاقية وبنودها لكن من الجانب السياسي لا شك أن ليبيا بحاجة بالفعل أن تتقدم نحوها دول أوروبية تبرم هذه الاتفاقيات مع الكثير من الدول، سواء إيطاليا أو غيرها من الدول من أجل أن يكون لها مصلحة في استقرار ليبيا أكثر وأن تستخدم هذه الورقة للضغط على الدول التي إن سعت لاستقرار ليبيا من أجل مصالحها الاقتصادية أيضًا لنا مصلحة سياسية في أننا نريد أن نجري انتخابات ونخلق حالة من الاستقرار السياسي الذي من شأنه أن يمهد لإجراء هكذا عملية انتخابية”.

وبشأن مسألة تشكيك البعض لكل ما تقوم به حكومة الدبيبة اعتبر أنه لم تقم حكومة الدبيبة بخطوة ولا الرئاسي إلا شكك فيها هذا الطرف أو ذلك، بالتالي السؤال العريض الذي يجب طرحه: هل هذا في مصلحة ليبيا أم أنه ضدها؟ بحسب قوله.

وأردف: “هناك أطراف لمجرد المناكفة السياسية وإن سمعنا بعض الآراء، هناك بعض الخبراء في الجانب الاقتصادي قرأت تعليقاتهم وتحليلاتهم تحدثوا أن ليبيا ستمر بأزمة حادة عام 2025 في مسألة الغاز، الفوبيا من هذه الأمور أعتقد أنه إذا عقدت أي شراكة مع الطرف الآخر هناك اليوم مصلحة سياسية وإن أردتم الحديث عن بقاء الدبيبة من عدمه أجروا لنا الانتخابات وسنزيل الدبيبة اليوم قبل الغد، لكن أن تبقوا أنتم في السلطة وتتهموا الاطراف الأخرى أنها تريد البقاء في السلطة، هل أنتم زاهدون فيها؟ محمد عون مع احترامي له علق وعارض الاتفاقية مع تركيا بشكل شديد جدًا ومن ثم خرج علينا وقال إنها مباركة”.

ورأى أنه لا شك هناك آراء أخرى وفي ظل المناكفة السياسية فأي خطوة في النهاية تقوم بها حكومة الوحدة الوطنية سيكون غير مرحب بها وتعتبر ورقة سياسية بالنسبة لها.

كما استطرد: “نعلم أنه لو أن رئيس وزراء إيطاليا اتجه بالوفد المصاحب له لتوقيع الاتفاقية في الشرق الليبي لرأيت أن من ينكرون ويقدمون الكثير من الاتجاهات للخصم بهم يرحبون، أعتقد أن توقيع هكذا اتفاقية أفضل من الحالات التي مر بها الليبيون وأغلق فيها النفط وأصبحنا نتفرج على إغلاقه ومن عمليات التهريب والجرف، صباحًا ومساءً مليارات يتم جرفها من قوت الليبيين”.

وتابع: “ما يحدث اليوم وبدل هذا الصراخ الذي يطلقونه هنا وهناك أن حكومة الدبيبة قامت بها من أجل الصفقة السياسية أو من اجل البقاء وكأن الطرف الآخر زهد في البقاء ويريد أن يرحل، هو بقاء الدبيبة والرئاسي من يبقيهم اليوم في السلطة حتى يبرموا الاتفاقيات ويفعلوا كل هذا ما يبقيهم إصرار عقيلة مع حكومة المشري على عدم التوافق للذهاب للانتخابات وفق الإعلان الدستوري وقانون الانتخابات الموجود حاليًا”.

وأكد على أنه من السهل إجراء الانتخابات للتخلص من هذه الأجسام دفعة واحدة، لكن هم يريدون الاستمرار في المناكفة وأي محاولة لإنهاء حكومة الدبيبة هي خبيثة والهدف ليس مصلحة الليبيين بل إنتاج حكومة جديدة، لذلك ستبقى ورقة حكومة الدبيبه منغصة عليهم، بحسب تعبيره.

وأفاد أن وزير النفط محمد عون قال وجهة نظر مخالفة لوجهة نظر الحكومة وباقي الوزراء الذين صوتوا ومعارضة لرئيس مؤسسة النفط وأعضاء لجنة الإدارية للنفط وبعض الخبراء في مجال النفط وما صرح به من حيث التراتبية والإجراءات وغيرها هي تمت في ظل البيروقراطية الآن التي تعاني منها البلاد والهشاشة السياسية والعبث الحاصل.

وفي الختام قال: إن الظرف الحالي أمام غلاء الأسعار في السوق الدولي والاحتياجات الكبرى على مصادر الطاقة تطلب التحرك والتصرف ومحاولة فرض الاستقرار في ليبيا من خلال التوقيع على اتفاقيات كبيرة بهذا الحجم والتي بدأت مع شركة إيني.

Shares