ليبيا – علق العضو الاستشاري في مركز المواصفات القياسية الليبية مروان عبد الله على نشاط تجارة الكربون، مؤكدًا أن أضرار نزع الكربون تتعدى السيارة نفسها إلى أبعاد اقتصادية، لأن دور الكربون يتجاوز وظيفة الحد من الانبعاثات الضارة الصادرة عن المحرك إلى تلف المحرك نفسه نتيجة الخلل الذي سيلحق به بسبب الخلط بين الهواء والوقود الذي سيرتفع استهلاكه من قبل المحرك بالتالي سيكلف المواطن والدولة مصاريف إضافية.
عبدالله وفي تصريحات خاصة لموقع “إندبندنت عربية” شدد على أن السيارات التي فقدت علبة الكربون مصيرها تجارة الخردة.
ونوه أنه تعرض للتهجير من مسقط رأسه بالعاصمة طرابلس إلى إحدى مدن المنطقة الشرقية، بسبب كشفه عن تعاون مافيا محلية مع أخرى أجنبية لتهريب هذه المادة خارج حدود ليبيا.
وأشار إلى أن التلوث الناتج من إزالة الكربون ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، أولها عن طريق لمس علبة الكربون وتفكيكها والذي يمتصه الجسم، ثم عن طريق الأكل بحيث تكون المواد الغذائية الزراعية متشبعة بهذه الانبعاثات الضارة، وثالثاً عبر الاستنشاق وهو أخطرها.
وأوضح عبدالله أن الهواء الملوث بعوادم السيارات التي تفتقد للكربون يعمل على تقليص نسبة الأكسجين في الرئة ليستنشقه الجهاز التنفسي ويتحول إلى مجرى الدم ما ينتج منه نسباً عالية في مرضى سرطان الرئة.
ولفت إلى أنه كعضو في الهيئة الاستشارية للمواصفات القياسية الليبية اطلع على دراسات عدة تفيد بأن وزارة الصحة الليبية تقدم لجميع النساء في ليبيا خلال الأشهر الأولى من الحمل جرعة من حبوب “الفانتولين” بهدف توسيع الشعب الهوائية، لتسهيل وصول الأكسجين إلى الرئة بصفة سلسة وسريعة لتفادي خروجه وأخذ مكانه في الرئة من قبل الغازات السامة المنبعثة من السيارات الفاقدة للكربون مثل غاز أكسيد النيتروجين.
وأشار إلى أن ليبيا ينتشر فيها بكثافة رابع أكسيد الكبريت بسبب تجارة الكربون، وجميعها عوامل أسهمت في تشوه الأجنة وارتفاع نسبة سرطان الرضع.
وأكد عبد الله أنه بحكم ارتفاع نسبة الوفيات جراء نزع الكربون وبعلم من النيابة العامة حاول الضغط على السلطات المعنية كوزارة الاقتصاد والتجارة ووزارة البيئة ووزارة الداخلية للتحرك للحد من خطورة انتشار هذه الظاهرة، لكن من دون جدوى.
وأعلن أنه بصفته عضوًا استشاريًا في مركز المواصفات القياسية الليبية، ومن منطلق سعيه لتغيير ثقافة المواطن الليبي وتوعيته بأهمية مادة الكربون كتب مسلسلًا رمضانيًا بعنوان “الورشة” لتسليط الضوء بطريقة كوميدية على مشكلات نزع الكربون وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن هذه المادة بطريقة علمية بحسب المعايير الدولية.
عبد الله أكد أن تفاقم ظاهرة تجارة الكربون تأتي بسبب عدم تحرك السلطات المعنية.