الجدي: تقنية الحقول الذكية ستساعد في اكتشاف عديد من الحقول النفطية والتحكم بعملية الإنتاج عن بعد

ليبيا – قال خبير شؤون النفط والطاقة رمزي الجدي إن قطاع النفط حقق قفزة نوعية لم يسبق أن وصلت إليها ليبيا منذ سنة 2013، حيث تمكنت المؤسسة الوطنية للنفط بقيادة فرحات بن قدارة من إنتاج 1.2 مليون برميل يوميًا أواخر العام الماضي.

الجدي وفي تصريحات خاصة لموقع “إندبندنت عربية”، تخوف من استغلال ورقة الذهب الأسود من جديد لتصفية الحسابات السياسية، وهو الأمر الذي جرى بعد تنصيب حكومة فتحي باشاآغا، حيث تم إغلاق عدد من الحقول النفطية لمدة 3 أسابيع ابتداءً من 17 من أبريل 2022 على خلفية رفض رئيس تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة التنفيذية لباشاآغا، مما تسبب في خسارة ليبيا 60 مليون دولار يوميًا جراء الإغلاق، وهو ما سيتم تفاديه مستقبلًا مع تعميم تنقية الحقول النفطية الذكية التي ستتيح التحكم في عملية الإنتاج عن بعد.

وأوضح المتخصص في شؤون النفط والطاقة أن هذه التقنية ستساعد في استكشاف آبار نفطية جديدة، خصوصًا منطقة مرزق جنوب البلاد التي تعد من أهم وأكبر الأحواض النفطية التي خرج من رحمها حقل الفيل وحقل الشرارة، وما زالت تعج بالآبار النفطية العذراء التي من المنتظر أن تسهم تقنية الحقول الذكية في اكتشاف عديد منها خلال الفترة المقبلة بأسرع وقت ممكن، عكس عملية الاكتشاف التقليدية التي تتطلب وقتًا طويلًا.

وأضاف الجدي أن هذه التقنية ستقدم فكرة شاملة عن المكمن الذي يوجد فيه الغاز والنفط ونسبة الماء والزيت عن طريق انسيابية جميع المعلومات إلى غرف التحكم الرئيسة لتحديد جودة النفط، إضافة إلى التغيرات القابلة للحصول مستقبلًا، مثلما حصل في ليبيا عندما أغلقت بعض الموانئ النفطية جنوب البلد حينما حدث تغير في بعض المكامن النفطية.

وأشار إلى أن “تقنية الحقول الذكية ستساعد المؤسسة الوطنية للنفط في سرعة الوصول إلى المشكلات الفنية والتقنية التي ترافق عادة عملية الإنتاج النفطي التي لا يتم تحديدها حاليًا إلا عبر زيارات ميدانية”، مضيفًا: “من خلال تقنية الحقول الذكية أو المجسات التي ستوضع في بعض أو كل الآبار ستربح شركات استكشاف وإنتاج النفط الوقت والجهد والكلفة المالية، لأن هذه التقنية سترسل المعلومات الكاملة عن أسباب ومكان العطل مباشرة إلى غرف المراقبة والتحكم”.

وتوقع الجدي أن يشهد الاقتصاد الليبي، الذي يتغذى على الشريان النفطي، نموًا وانتعاشًا خلال السنوات المقبلة على خلفية الارتفاع الذي سيشهده في الإنتاج، باعتبار أن تقنية الحقول الذكية ستسهم في اكتشاف آبار جديدة خلال مدة زمنية قصيرة، ولن تحتاج إلى شركات أجنبية لتشغيل الحقول النفطية الحدودية المشتركة مع دول الجوار، لا سيما الجزائرية منها التي استغلت الظروف الأمنية والسياسية لضم بعض الكيلومترات من قرية إيسين بمدينة غات الحدودية الغنية بالنفط إلى حدودها.

Shares