ليبيا – قال الكاتب الصحفي عبد الله الكبير إن المساعدات الليبية لتركيا في ظل الكارثة التي شهدتها تنبع من الدور الإنساني والعمق الديبلوماسي والعلاقات الدولية بين الدولتين، وحتى لو لم تكن هذه العلاقة متينة، لكن المأساة الإنسانية التي تداعى لها العالم لا يجب التأخر بها عن تقديم العون والمساعدة.
الكبير أشار خلال مداخلة عبر برنامج “العاصمة” الذي يذاع على قناة “فبراير” الإثنين وتابعته صحيفة المرصد إلى أنه في كل المآسي التي تتعرض لها شعوب العالم، المنظمات والحكومات تهب للمساندة، سواء على مستوى الحكومات أم الشعوب، تنتهي الحواجز وتزول الأحقاد أمام هذه المأساة، وهو كما يراه الجميع في مساندة الشعب التركي والسوري.
وأكد على أن الاستجابة السريعة من حكومة عبد الحميد الدبية والشعب الليبي لهذه المأساة مدعاة للفخر، مضيفًا: “نفخر بشبابنا الذين انتقلوا لتركيا ليعملوا جنبًا لجنب مع فرق إغاثة جاءت من دول عدة، وهذا الموقف الصحيح، أن نكون من أول الفرق التي تصل لتساعد الشعب التركي، ونحن نرى الفريق الليبي يقدم هذه الخدمات ويحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه ويوفر الرعاية الصحية والعمليات الجراحية العديدة التي أجراها الفريق الطبي حظيت بإشادة كبيرة من قبل الأتراك، وهذا يدفعنا للفخر أن لدينا شبابًا وفرق جاهزة للتعامل مع الحالات الطارئة”.
ولفت إلى أنه لا بد من الإشارة أن الكوارث الطبيعية لا تعترف بالحدود السياسية، والزلزال مركزه جنوب تركيا وامتد للشمال السوري، والكثير من العمليات الجراحية والإنقاذ التي نفذها الفريق الليبي لمواطنين سوريين مقيمين في تركيا.
وبيّن أن الناجين من المناطق المتضررة يحتاجون للمواد الطبية لمعالجة الكسور والجروح بالدرجة الأولى؛ ولأنه موسم شتاء يحتاجون لملابس سميكة وأغطية ومواد غذائية خاصة المعلبة.
كما استطرد في حديثه: “الآن يقرؤون خبرًا عن ليبيا أنها تتعافى وبدأت تستعيد دورها وتستجيب لهذه المأساة الإنسانية وتبادر بتقديم المساعدات الممكنة. لا ينبغي تجيير الحدث الإنساني لخدمة أهداف سياسية لأننا في حالة صراع وقد يزايد البعض ويعتبر المساعدات للشعب التركي لتحقيق أهداف سياسية، بل هي وقفة ننتظرها ونتوقعها من أي حكومة كانت سواء السراج أو الثني، إذا كانت دولة في حال صراع مع تركيا كانت من أوائل الدول التي بادرت في إرسال المساعدات وهي اليونان”.
ونوّه إلى أن هذا موقف طبيعي وتضامن متوقع، ولو تعرضت ليبيا لكارثة طبيعية فالمتوقع من دول العالم أن تساند البلاد وتقف معها، مهما كانت الدولة غنية لا تستطيع أن تواجه الكارثة لوحدها.