المونيتور: “شكلاطة دحية” تجسيد مسرحي لاستغلال شباب ليبيا بالعمل المسلح

ليبيا – سلط تقرير ميداني نشره موقع “المونيتور” الإخباري الدولي الضوء على مساعٍ لمسرحيين بمدينة مصراتة لإنتاج أعمال فنية مرسلة لرسائل رافضة للحرب.

التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من مضامينه صحيفة المرصد، أشار لتجسيد هذه المساعي عبر عرض مسرحية الكوميديا السوداء “شوكولاتة البيضة” أو بالعامية “شكلاطة دحية “، ملقية الضوء على استغلال المسؤولين للشباب من عناصر التشكيلات المسلحة المستخدمة في ألعابهم السياسية والمالية وسط دوامة فوضى وإفلات من العقاب والعنف.

ونقل التقرير عن الكاتب المسرحي عبد الوهاب الحداد قوله: “جاءت فكرة مسرحيتي هذه من العروض العسكرية الشائعة كثيرًا في ليبيا، وسألت نفسي عن كواليس التحضيرات لها والجهات المتولية لإدارتها وتوزيع الأدوار على تشكيل سائرين مثل الروبوتات أمام شخصيات رئيسية جالسة على المنصة بميداليات وأزياء حربية”.

وتابع الحداد قائلًا: “وبدت لي هذه المسيرات سريالية وشبه هزلية رغم محاولات المخرج لجعلها تبدو جادة وخطر لي أنها لا يتم تجميعها بشكل عشوائي، بل يتم تنظيمها من قبل منتجيها علما أن اسم المسرحية الأصلي كان (وراء الكواليس)، إلا أن المخرج اختار اسم “شكلاطة دحية “.

وأضاف الحداد قائلًا: “وتم اختيار هذا الاسم بسبب تكراره طوال المسرحية لإظهار الأسلوب المخادع والتافه المستخدم في جذب الشباب للمشاركة في عرض عسكري، ففي واحدة من قصصها تم استخدام (الشوكولاتة البيضة) واللعبة الموجودة داخلها للإشارة إلى ازدراء واستغلال القادة وسذاجة الشباب”.

وقال الحداد: “نحن لا نخاطب المسؤولين لأننا فقدنا الأمل فيهم، بل الشباب في محاولة لاستفزازهم وجعلهم ينظرون إلى المرآة للتعرف على حقيقة وضعهم وكيف يتم التعامل معهم على أن الناس يمكن تجنيدهم وخداعهم من خلال لعبة تم العثور عليها داخل “شكلاطة دحية”.

وأضاف الحداد بالقول: “سعينا إلى أن نظهر للشباب أنهم دمى تستخدم في عرض أوسع، ويمكن التخلص منها بسهولة واستبدالها بمجرد أن يصبحوا غير قادرين على أداء أدوارهم”. في حين تحدث أحد الممثلين ويدعى أيوب عن شقيقه المقتول في الاشتباكات الأخيرة.

وقال أيوب: “أحاول أن أظهر للناس الحقيقة، فللمسرحية رسالة مفادها أننا لا نريد المزيد من الحروب ولقد سئمنا منها ونرغب في أن نتمتع بطعم الحياة وليس الموت، والعروض المسرحية تتأثر بالوضع في ليبيا حتى عندما نرفض الوضع فبعد أكثر من عقد من الفوضى والاقتتال نحن نبحث عن السلام”.

بدوره أكد علي -وهو ممثل آخر- اعتناق العديد من أصدقائه ثقافة الميليشيات المسلحة عندما كانوا مراهقين، بما في ذلك بعض من تركوا المدرسة للانضمام إليها ليشعروا مؤخرًا بالخجل من كونهم مقاتلين؛ لأنه أصبح من المحرمات وجود مقاتل في الأسرة في وقت أدركوا فيه إمكانية النجاح من دون الاضطرار إلى ذلك.

وبحسب التقرير، فإن فهم أي ثقافة أو شعب يحتاج إلى فهم فنونه المسرحية لأن أنجح العروض في المهرجانات الدولية هي من تحاكي في الغالب الشارع لتصبح مسرحًا للنضال، نظرًا لشجاعة تصوير الواقع من دون أي قيود فيما أبدى أنور الطير ميدر المسرجة وجهة نظره بالخصوص.

وقال الطير: “هدفنا الرئيسي هو تعزيز وتشجيع الممارسات المسرحية التي لا يمكن القيام بها إلا من خلال ورش العمل والدورات الخاصة للممثلين وعندما أتيحت الفرصة إلى اشباب للانضمام إلى المسرحية أتوا بلهفة وسعادة؛ لأنه لم يكن هناك بدائل سوى الانضمام إلى الألوية أو التشكيلات العسكرية”.

ترجمة المرصد – خاص

Shares