ليبيا- قدم رئيس حزب التغيير ورابطة الأحزاب في ليبيا جمعة القماطي التهنئة إلى الشعب الليبي بمناسبة حلول الذكرى الـ12 ليوم الـ17 من فبراير من العام 2011.
وجاء موقف القماطي خلال استضافته عبر تقنية “سكايب” في برنامج “حوار الليلة” المذاع عبر قناة ليبيا الأحرار تابعتها صحيفة المرصد، وفيها وصف ذلك اليوم بثورة الحرية وإسقاط الديكتاتورية، وأنه فرصة لتقديم التحية الخاصة لمدينة بنغازي؛ لأنها شرارة الثورة ولولاها لم تكن فبراير وفيما يلي نص الاستضافة:
س/ تركة القذافي لأي درجة تبدو المشكلة الحقيقية التي حالت دون أن تتشكل الدولة المنشودة؟
ج/ أهنئ الشعب الليبي بذكرى فبراير ثورة الحرية وإسقاط الديكتاتورية، وتحية خاصة لبنغازي لأنها شرارة الثورة ولولاها لم تكن فبراير، وقضية لماذا لم توضع أسس الدولة المنشودة بعد موضوع معقد ويحتاج لتفصيل وتشخيص كثير، في2011 ورثنا إرثًا ثقيلًا ولم تكن هناك مؤسسات، وكان لا بد أن نبدأ من الصفر. من السهل أن تهدم بناية قديمة آيلة للسقوط، وهذا ماحدث في 2011 لنظام القذافي، ولكن أن تبني مكانها بناية جديدة قوية حديثة وتصمد لمئات السنين هذا سيأخذ وقتًا.
وللأسف كان يجب أن تنطلق عملية بناء الدولة والمؤسسة منذ الشهور الأولى، وهذا كان يتطلب رؤية وقيادات سياسية واعية ومستوعبة ومتبنية للمشروع، وأعتقد أنه كان هناك خلل في الموضوع، فالقيادات السياسية التي تصدت في البداية بعد الثورة مباشرة لم تكن تملك هذه الرؤية والفهم والإرادة لبناء دولة على أسس صحيحة، وفي الـ12 سنة الماضية دخلنا في الكثير من التحديات والمنزلقات.
وكان هناك سنتان من الاستبشار بالخير والأمور واعدة وانطلقت عملية التأسيس، ولكن في 2014 دخلنا منعطف خطير وهو حرب أهلية وصراعات، وكذلك 2019 حرب أخرى على العاصمة وما زلنا نعاني، وكذلك التآمر الخارجي الإقليمي الذي لا يريد لليبيا أن تكون دولة حديثة ومستقرة .
س/ يبدو لك أن من عارض القذافي وعاد للدولة هناك فكرة حاضرة بذهنه أنه الأحق بقيادة الدولة ومعه الكثيرون من رجالات المعارضة لكن تبين أنهم غير مدركين للواقع وتغيراته وكيف تدار الدولة والشعب؟
ج/ الذين كانوا يعارضون في الخارج ليسوا جميعًا عادوا من أجل أن يحكموا، وأنهم لم يدركوا ما يحدث في ليبيا هذا غير صحيح؛ لأننا كنا في الخارج نتابع ليبيا يوم بيوم وساعة بساعة ونقول أننا لم نكن نعيش في ليبيا ولكن ليبيا تعيش داخلنا، من قاد ثورة فبراير من البداية والمجلس الوطني الانتقالي كلهم كانوا من شخصيات من داخل ليبيا مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل وآخرون كانوا محسوبين على تيار سيف وليبيا الغد.
وصحيح أن هناك تيار الإسلاميين دخلوا في المجلس الانتقالي وحاولوا أن يكون لهم ثقل حتى وصل عددهم لنصف عدد المجلس الانتقالي، وهذا كان خطأ في الاجتهاد، ولكن الذين قادوا وكانوا في الواجهة هم شخصيات من داخل ليبيا وشخصيات تقلدت المناصب في حكم القذافي في الـ12 سنة الماضية الشخصيات التي أتت من الخارج وكانت معارضة هم 3 أشخاص محمد المقريف والمرحوم عبد الرحيم الكيب وعلي زيدان.
الكيب قاد الحكومة لـ6 أشهر وكان أنزه رئيس حكومة للآن مقارنة بالعشرات الآخرين الذين تولوا الحكومات وعاشوا داخل ليبيا، إن أردنا أن نبني دولة فيها الشفافية والنزاهة والحوكمة الجيدة ليس لدينا إلا خيار الاحتكام لصناديق الاقتراع والانتخابات والتداول السلمي على السلطة، وتغيير كل من يقود هذه الدولة كل 4 أو 5 سنوات على كل المستويات.
وهذا النظام الديموقراطي التعددي هو أكثر الأنظمة نجاحًا في العالم وحقق استقرارًا وازدهارًا وأعلى مستويات المعيشة، وهذا خيارنا الوحيد إن أردنا للشعب الليبي أن يعيش بخير وحياة كريمة ورفاهية ويستمتع بثرواته الهائلة، ولكن هناك عوائق وأعداء لهذا المشروع وليس بالضرورة التيارات الآيديولوجية المتصارعة لا يوجد أصلًا في ليبيا تيارات آيديولوجية؛ لأنها غير متجذرة 45 سنة في السياسة الليبية، لا يوجد علمانيون في ليبيا ولا نحتاج في ليبيا لتيارات إسلامية.
س/ لكن ما تطرحه أقرب لتجاهل الواقع وكأنك تنسف حالة التعددية والتيارات، كان هناك إخوان مسلمون وسلفية جهادية وربما شيوعيون اعتقلوا في السنوات الأخيرة عند النظام وعذبوا، وهناك مواجهات مسلحة وبالتالي هناك تيارات حقيقية؟
ج/ التيارات النخبوية الفوقية غير متجذرة في المجتمع الليبي؛ لأنه محافظ ومرتبط في دينه ولا يحتاج لحركات تعلمه دينه وتزايد عليه في الدين ولن يكون أرض خصبة لتيارات علمانية وليبرالية كما الحال في مجتمعات أخرى لا أصادر حق كل من يملك فكر أو آيدلوجية أن يعبر عن ذاته أحترم كل فكر وتجريمه استبداد المجتمع الليبي يحتاج لأحزاب خدمية أكبر عدو في ليبيا اليوم وخصم لقيام دولة المؤسسات هو مشروع الغنيمة، وهذا الذي يحكم في الـ10 سنوات الأخيرة.