غوقة: الصلابي ضغط على الانتقالي للذهاب بشكل مستعجل إلى خيار الانتخابات

ليبيا – أرجع عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عدم تشكل الدولة في ليبيا بعد العام للاستعجال بالذهاب إلى إجراء الانتخابات في العام 2012.

غوقة أوضح خلال استضافته عبر تقنية “سكايب” في برنامج “حوار الليلة” المذاع عبر قناة ليبيا الأحرار تابعتها صحيفة المرصد أن القيادي بجماعة الإخوان عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالدوحة علي الصلابي ضغط بهذا الاتجاه في حينها، وفيما يلي نص الاستضافة:

س/ لماذا لم تتشكل هذه الدولة المنشودة؟

ج/ في بداية الثورة في المجلس الوطني الانتقالي في السلطة التي ولدت من رحم الثورة، وعندما عكفنا على إيجاد المسطرة التي نحكم من خلالها وهو الإعلان الدستوري المؤقت لم تكن هناك صعوبات تذكر، عندما بدأنا في صياغته، بالتالي عندما تم إعلان التحرير. كان هناك إعلان دستوري وباشرنا بتطبيقه وتشكيل اللجنة التي تواصلت مع بعثة الأمم المتحدة التي وضعت قوانين الانتخابات، وتركنا مسألة تحديد شكل الدولة للدستور الذي كان من المفترض أن تشكل لجنة له.

في البداية الهدف كان أن يستمر المجلس الانتقالي ويمثل كل ليبيا المحررة ويستمر حتى يضع الدستور ويعين لجنة لوضع الدستور ويتم الاستفتاء عليه، وهكذا كان الإعلان الدستوري في بداية الاتفاق، ولكن تحت ضغط الشارع الذي يريد انتخابات ولا يريد للمجلس أن يستمر، وقصة معروفة كيف واجه المجلس العديد من التحديات والصعوبات، ارتأى أن يذهب في فكرة الاستمرار وتوسيع المجلس ويذهب للانتخابات وتعد العدة لذلك وترك مسألة تحديد شكل الدولة ومقوماتها للسلطة التي تنتخب في أول انتخابات تشهدها ليبيا.

س/ ولكن هناك من يرى أن الذهاب لانتخابات مباشرة دون تأسيس الدولة هو حالة من حالات الاستعجال، بالتالي ضريبتها وتكلفتها باهظة؟

ج/ من الإنصاف أن نتحدث عن أسباب هذه الاستعجال، قلت: إن المجلس الوطني الانتقالي كان يخطط أن يستمر حتى يضع الدستور ويطرحه على الاستفتاء ونمضي، ولكن الضغط كان كبيرًا، الدكتور علي الصلابي عمل جاهدًا من أجل إجراء الانتخابات ورفض أي شكل من اشكال استمرار المجلس الانتقالي، وهذا انعكس لدى الإسلاميين الذين ضغطوا على المجلس واعتدوا عليه بالحرق والتخريب وهذه صورة واضحة كانت الظروف في 2011 في غاية الصعوبة.

عندما تحدثت عن الدكتور علي الصلابي لأنه كان يمثل طيفًا قويًا جدًا في الثورة وهو طيف الإسلام السياسي، أما باقي المكونات داخل المجلس كان معنا الإخوان المسلمون والسلفيون والليبراليون واليساريون والصوفيون، هدفنا كان أن نعمل من أجل إنقاذ البلد والمرور للحالة الدائمة، ولكن هناك تيار حاول خطف المجلس لآيديولوجية معينة هذه حقيقة، وكان يقول إن العلمانيين يريدون فرض وجهة نظرهم ولكن الهدف كان أن نمضي للانتخابات أنتجنا جسمًا معنيًا بوضع الدستور وتحديد شكل الدولة، وما حصل وكيف فشل الإنجاز معروف للجميع.

س/ مشهدنا اليوم وبما فيه من انقسامات وحالة التوافق اللحظي الذي يحدث في كل مرة وعديد الحروب التي مرت فيها ليبيا تعتقد أن هذه البيئة ممكن أن تكون مهيأة أكثر لإنتاج حالة قبول بين مختلف الأطراف حول هدف واحد إنتاج تصور سياسي يحظى بالتوافق من الجميع وبالقبول منهم؟

ج/ لا، المعارضون الذين كانوا في الداخل ولا الذين في الخارج كانوا مؤهلين للحكم؛ لأن القذافي طيلة الـ4 عقود أنهى الحياة السياسية في ليبيا، الآن وصلنا في مرحلة التوافق لمرحلة صعبة جدًا لأنه الآن أصبح الجميع لا يريد الدستور وهذه الكارثة، نعم أخطأ المجلس الوطني الانتقالي عندما أسند إليه اختيار الهيئة التأسيسية لوضع الدستور من التعيين للانتخاب.

وهذا بالرغم من إلغاء المحكمة له ذهب للمؤتمر الوطني، ولكنه كرر ذات الخطأ عندما اعتمد آلية الانتخاب وهو جسم منتخب أصلًا، وهذه الآلية وجدت هيئة أصبحت عاجزة عن التوافق والوصول لدستور واقتضى منها الأمر أكثر من 3 أعوام لتضع مسودة للأسف مشوهة، وكان يفترض أن تطرح على الاستفتاء، ولكن لا البرلمان ولا الرئاسي بات يريد الانتخابات على الإطلاق ويتحدثون عن قاعدة ومحكمة دستورية من واقع المسودة التي لديهم والتي باتت حبيسة الأدراج.

س/ مسألة المسارات الأممية ربما قد تكون ناجحة أو تصل بالبلاد لحالة الاستقرار المنشود وحالة سياسية أقرب للمثالية المسارات الأممية لم تحقق ذاك الرضى ولم تحقق ذلك النجاح المنشود، بل تعثرت أكثر من مرة، وآخر كل مسار كان هناك حرب المسار الأممي ليس مثالي، هل يمكن الجمع بين المسارين؟

ج/ لا بد من تدخل الأمم المتحدة، وأعتقد الأزمة في ليبيا لن تحل بإرادة الأطراف الليبية على الإطلاق الأمم المتحدة والمبعوث الأممي مطالب أن يجمع الليبيين مجددًا بالمنتدى أو مؤتمر وطني جامع ويضع خارطة طريق ولا تمثل إسناد أي مهمة لأطراف الصراع؛ لأننا سنرجع لذات الفشل إن أسندنا لهذه الأطراف أن تضع قوانين الانتخابات.

التدافع السياسي والآراء واعتمادها مسألة جيدة، ولكن لا أفهم أن من يمارس السياسة ويؤسس حزب سياسي يكون لديه ذراع عسكري مثلًا ومسلحون، إن لم تسر الأمور على هواه يلجأ للسلاح وهذه مشكلة كبيرة، يوجد لدينا آيديولوجيات ظهرت من بداية الثورة بعضها متطرف وبعضها يدعي أنه منفتح ويقبل بالآخر، وظهر أنه ليس كذلك إطلاقا بين أنصار الدولة المدنية ولا أقول علمانيون وليبراليون، شخصيًا مؤمن أن الحل في ليبيا لا يكون إلا بالديمقراطية والذي يقطع علينا عودة أي نموذج بائس من أنظمة الحكم الشمولية والديكتاتورية والعائلية هو الديموقراطية ولن تشهد ليبيا إعمارًا ولا ازدهارًا إلا في ظل النظام الديموقراطي.

Shares