ليبيا – تناول تقرير تحليلي نشره القسم الإنجليزي في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط الفجوات القائمة بين ليبيا والعمل المناخي فيها لمواجهة آثار تغير المناخ.
التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من تحليلاته صحيفة المرصد، تحدث عن “مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2022” أو “مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ” “كوب27″ هو الـ27 من نوعه؛ إذ تم عقده في مدينة شرم الشيخ المصري للفترة من الـ6 وحتى الـ20 من فبراري من ذلك العام.
ووفقًا للتقرير قدم المؤتمر انعكاسًا للواقع والفجوات القائمة في ليبيا في سياق العمل المناخي لمواجهة البلاد أزمات اجتماعية وبيئية متعددة ومترابطة تتمثل في الندرة المتزايدة للمياه والطاقة وانعدام الأمن الغذائي والهجرة المناخية وممارسات إدارة النفايات غير المستدامة.
وأضاف التقرير: إن هذه الأزمات تضع إلى جانب حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي ضغوطًا شديدة على سبل عيش الليبيين العاديين، مشيرًا إلى أن البلاد باتت من بين أكبر 33 دولة تعاني من الإجهاد المائي المتزايد مع تناقص جودة المتوافر من المياه.
وبين التقرير أن خزانات المياه الجوفية في ليبيا تتعرض للاستغلال المفرط بسبب الاعتماد الكبير عليها مع انخفاض ملحوظ لهطول الأمطار بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتصحر، ما قاد لورود فصول صيف أطول وتواتر أعلى للعواصف الرملية، ما شكل تهديدًا مباشرًا لاستمرارية الزراعة والاقتصاد.
وبحسب التقرير، لم تلقَ تهديدات تغير المناخ البيئية هذه الاهتمام الكافي من الجهات الفاعلة المحلية والدولية لأن أولويات ليبيا تركزت بشكل أساسي حول القضايا الأمنية في ظل غياب واضح للميزانيات المالية الحكومية المخصصة وإهمال لقضية التصديق عبر مجلس النواب على اتفاقية باريس ذات الصلة للعام 2016.
وأضاف التقرير: إن التصديق على الاتفاقية في العام 2021 لم يفضي إلى تسديد ليبيا مساهمتها الوطنية فيها في ظل غياب خططها للتخفيف أو التكيف مع التغير المناخي، ناقلًا عن المدير التنفيذي لـ”مجلس شباب ليبيا المعني بتغير المناخ” محمد مرعي وجهة نظره بالخصوص.
وبحسب مرعي وهو واحد من الممثلين القلائل لليبيا في “كوب27” في مشاركة ليبية ضعيفة قياسًا بالعدد الإجمالي لممثلي كافة الدول البالغ عددهم 32 ممثلًا، فإن 85% من هذا التمثيل المفتقر جله إلى الجانب الفني لم يكمل المفاوضات خلال المؤتمر بعد مغادرة عناصره.
وقال مرعي: فشلت ليبيا في بذل الحد الأدنى من الجهود اللازمة لاتخاذ إجراءات على أرض الواقع ونأمل في طريقنا نحو “كوب28” أن يكون هناك مزيد من الفرص لتدريب عدد أكبر من الممثلين الشباب من بلادنا لأخذ زمام المبادرة في المفاوضات والبناء على خطى التجربة التونسية كنموذج ناجح.
وبين مرعي ارتباطه الوثيق بشباب تونس المشاركين بـ15 فردًا قياسًا بـ3 فقط من ليبيا في المؤتمر، في وقت شدد فيه التقرير على وجوب تطوير الجانبين الليبي والتونسي قدراتهما على التأثير في المفاوضات من خلال العمل كجزء من التكتلات الإستراتيجية، فالدعم المتبادل بينهما مهم وإن كان غير رسمي.
ترجمة المرصد – خاص