ليبيا – سلط تقرير تقني نشره موقع الأخبار العلمية “ستي لايف” الجنوب إفريقي الناطق بالإنجليزية الضوء على فوائد اعتماد استخدام تقنية “ستار لينك” في ليبيا.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد أن هذه التقنية الخاصة بتوفير خدمة الإنترنت ذات تأثيرات إيجابية كبيرة محتملة لا سيما على قطاع التعليم الليبي فضلا عن إحداثها ثورة في مجال اتصالات الشبكة العنكبوتية مشيرا إلى أن كافة الدلائل تؤكد ذهاب ليبيا نحو تحول هائل في البنية التحتية الخاصة بهذا المجال.
وتابع التقرير أن هذه الخدمة القائمة على نظام الأقمار الصناعية والمتحدثة عبر شركة “سبيس أكس” التابعة لمجموعة نشاطات “الملياردير العالمي “إيلون ماسك” ستوفر سرعات وتغطية ووقت استجابة محسنة لخدمات الإنترنت إلى السكان في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف التقرير إن إطلاق “ستار لينك” المنتظر بفارغ الصبر واعد بخلق طفرة نوعية في وصول ليبيا إلى خدمات الإنترنت عالية الجودة ففي الوقت الحالي وعلى سبيل المثال لا الحصر لا يملك سوى 35% من الليبيين إمكانية وصول لشبكات نطاق عريض لا موثوقة لعدم استقرار مصدرها أو لقيودها التقنية.
وبين التقرير إن بإمكان “ستار لينك” حل هذه المشكلة لتوفيرها اتصالا عالي السرعة عبر مساحة كبيرة من دون الاعتماد على أي نقطة مفردة مثل كابل تحت بحري أو محور شبكة محلية يتعرض لاضطراب بسبب أحداث الطقس أو النزاعات العسكرية المتكررة في مناطق عدة.
وأوضح التقرير إن هذا يعني بالمجمل إن على المستخدمين تجربة مستويات خدمة متسقة بغض النظر عن موقعهم في داخل ليبيا في وقت ستقدم فيه “ستار لينك” معدلات زمن انتقال منخفضة مقارنة بالخيارات الأخرى المتاحة ما يعني عدم مواجهة مستخدميها أي تأخيرات أثناء بث المحتوى عبر الإنترنت.
وأضاف التقرير إن هذه التأخيرات لن تطال أيضا اللعب بشكل تفاعلي مع الأصدقاء في أي مكان آخر في العالم أو الوصول إلى تطبيقات الأعمال عبر دول مختلفة بشكل آمن وسريع مشيرا لوجود عديد الميزات الأخرى لاعتماد البيانات المرسلة على أسلوب الأقمار الصناعية عوضا عن الكابلات الأرضية.
وأشار التقرير إلى إن هذه الميزات تتمثل في تقليل فرص التداخل من المصادر الخارجية ما يضمن تمتع المستخدم بخدمات غير منقطعة في جميع الأوقات فضلا عن التخلص من الحاجة الدائمة إلى الصيانة المميزة لكافة لأشكال التقليدية للاتصالات فالأبراج الخلوية لا بد أن تصان بكلفة عالية عبر ترقية المعدات.
وأضاف التقرير إن هذه الصيانة شرط لحفاظ هذه الأبراج على انتظام قوة الإشارة في جميع أنحاء مناطق نطاقها فيما ستهتم “ستار لينك” بتقديم اتصال موثوق بغض النظر عن مديات التواجد في المناطق البعيدة في معين لضمان حصول كل مواطن ليبي على أقصى فائدة من هذا الحل المبتكر .
وتطرق التقرير لزيادة فرص الأمان المطروحة من خلال تقنيات تشفير عمليات الإرسال بين نقاط النهاية ما يعني توفير حماية أكبر ضد مجرمي الإنترنت المخترقين للاتصالات لنقل معلومات حساسة بشكل غير قانوني للتمكين من الاطمئنان لأمان البيانات واستكشاف فرص للأجيال القادمة.
وأضاف التقرير إن هذه الفرص تعالج مخاوف نقص الموارد الداعمة لنمو اقتصاد الدولة وتضمن المضي قدما في عصر المنافسة على المستوى العالمي في وقت ستستفيد فيه ليبيا من زمن انتقال معلوماتي عنكبوتي منخفض وتحسين الوصول والموثوقية.
وتحدث التقرير عن معاناة قطاع الاتصالات الليبي خلال السنوات الأخيرة بسبب الاستثمار المحدود في بنيته التحتية الناتج عن سرعات اتصال بطيئة ومستويات عالية من التأخير أو زمن الوصول ما أثر بشدة على مناطق نائية وعلى وجه التحديد خلال فترة الاعتماد على الإنترنت إبان تفشي وباء كورونا.
وتابع التقرير إن هذا النقص في الوصول أثر بشكل كبير على الحياة الرقمية للسكان وسبل عيشهم وهو حال سيتغير مع “ستار لينك” الموفرة لنطاق عريض بزمن انتقال منخفض للغاية عبر كوكبة أقمار صناعية تدور في مدارات ذات سرعات تصل إلى 1 غيغا بايت في الثانية.
وأضاف التقرير إن هذه السرعات ستسهم في تقليل التخزين المؤقت عند بث مقاطع الفيديو أو أوقات الاستجابة شبه الفورية عند ممارسة الألعاب عبر الإنترنت وهو ما سيرحب به اللاعبون في جميع أنحاء ليبيا ممن اضطروا لاستخدام اتصالات دون المستوى المطلوب سابقا لنقص الخيارات المتاحة في بعض أجزاء بلادهم.
وتوفر “ستار لينك” تكرارا تشتد الحاجة إليه ففي حالة فشل الشبكات المحلية يمكنها توصيل المستخدمين مباشرة بالخوادم العالمية من دون الحاجة إلى توجيههم عبر بلدان أخرى ما يعني عدم وجود تأخيرات متساوية بدرجة أكبر من الموثوقية أثناء انقطاعات الأماكن الأخرى على الخطوط الأرضية أو أنظمة الهاتف المحمول.
وبين التقرير إن هذه الميزة تجعل “ستار لينك” مثالية لكل من تطبيقات التخطيط لاستمرارية الأعمال والاستخدام اليومي للمستهلكين الباحثين عن مزيد من الاتساق الأداء من اتصال الإنترنت في المنزل مشيرا لوجود مخاوف كامنة بشأن خطط التسعير التي يتم توفيرها محليا.
وأضاف التقرير إن ما يبدد المخاوف الفرصة “ستار لينك” الحقيقية لليبيين القاطنين خارج كبرى المدن حيث صعوبة نيل خدمات إنترنت عالية الجودة ما يمهد الطريق في حال نجاح تطبيقها لمشاريع مماثلة في أنحاء إفريقيا كافة لتوفير حلول اتصال حيوية في أماكن عانت سابقا من ارتباطها بالشبكات التقليدية.
وانتقل التقرير للحديث عن التأثيرات الإيجابية المحتملة لـ”ستار لينك” على قطاع التعليم في ليبيا إذ ستتاح للطلبة عبر حصولهم على اتصال أفضل بالإنترنت فرص أكبر للبحث والتعاون فيما سيتفيد المعلمون من قنوات الاتصال المحسنة بينهم وأسر طلبتهم.
وأضاف التقرير إن زيادة سعة النطاق العريض ستمكن المدارس من استخدام مواد التعلم عبر الإنترنت بشكل أكثر فاعلية من أي وقت مضى ما يسمح للطلاب في المناطق الريفية أو من غير القادرين على الذهاب للمدرسة بانتظام بسبب النزوح أو عوامل أخرى مشاركة أكبر بدراستهم الافتراضية خارج الصفوف المدرسية.
وتابع التقرير إن “ستار لينك” قد توفر لمؤسسات التعليم العالي والجامعات طرقا أكثر فاعلية لمشاركة مضامين المحاضرات بين مواقع متعددة عبر مدن مختلفة في جميع أنحاء ليبيا من دون المعاناة من سرعات الاتصال البطيئة المعيقة للإنتاجية الطلابية لاسيما تلك المرتبطة بنقل الملفات الكبيرة عبر الشبكات الحالية.
وأوضح التقرير أن الاستناد إلى الأدلة المتوافرة من تبني أشكال مختلفة من برامج تتبع التقييم المستخدمة في أماكن أخرى حول العالم أظهر أن الاعتماد على التقنيات الرقمية على نطاق واسع داخل البيئات التعليمية مفض في العادة إلى إمكانيات جديدة لجمع البيانات وتحسينات في تصميم المناهج الدراسية.
وأضاف التقرير إن “ستار لينك” تواكب تطلعات ومساعي القطاعين العام والخاص لتوسيع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لبناء نمو اقتصادي مستدركا بالإشارة إلى وجوب تقييم الآثار الأمنية للإمكانات الكاملة لهذه التقنية بدقة قبل استخدامها داخل العاصمة طرابلس.
وتابع التقرير إن هذا التقييم سيوفر معلومات عن كيفية نقل البيانات الآمن من أجزاء مختلفة من العاصمة في ظل هذا النظام الجديد وما إذا كان المستخدمون سيظلون مجهولين عند اتصالهم بخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية مع مراعاة ضمانات تدابير الوقاية من الجرائم الإلكترونية والأنشطة الضارة.
وأضاف التقرير إن شبكات الأقمار الصناعية عالية السرعة قد توفر ملاذات لمحاولات قرصنة من قوى خارجية باحثة عن نقاط ضعف داخل شبكات الكمبيوتر غير الآمنة أو الأنظمة المتصلة بهذا النوع من التقنيات مع وجوب فحص امتثال السلطات المحلية للوائح الفيدرالية لمراقبة الاتصالات.
وشدد التقرير على وجوب شمول التقييم تحديدا لسيناريوهات المخاطر المحتملة المرتبطة بالتقدم التقني السريع من دون تنفيذ آليات الحوكمة المناسبة مسبقا ومراعاة كل ما يتعلق بمخاطر الأمن السيبراني كاشفا عن عكوف أصحاب المصلحة الرئيسيين على القيام بهذه التقييمات في الوقت الحالي.
ترجمة المرصد – خاص