العراق – أكد أليكسي بلوتنيكوف، عضو مجلس الجمعية التاريخية العسكرية الروسية، أن غزو أمريكا للعراق بذريعة كاذبة دمر البلاد وأغرقها في صراعات لا نهائية وحول الشرق الأوسط لقوس من عدم الاستقرار.
وقال بلوتنيكوف لوكالة “نوفوستي”: “قبل 20 عاما بالضبط، يوم 20 مارس 2003، أطلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية (حرية العراق) للإطاحة بسلطة صدام حسين. وبحلول شهر مايو، كان التحالف قد استولى بالفعل على البلاد، وقسم أراضيها إلى عدة مناطق محتلة”.
وأشار المؤرخ إلى أن ذريعة التدخل، الذي حدث دون موافقة مجلس الأمن الدولي، كانت اتهامات بأن العراق يمتلك مخزونات من أسلحة الدمار الشامل، وتبيّن بعدها أن معلومات المخابرات الأمريكية كانت كاذبه.
وشدّد بلوتنيكوف على أنّ الهدف الحقيقي للولايات المتحدة في الحرب التي اندلعت هو السيطرة على حقول النفط العراقية، فضلا عن كونها موطئ قدم في منطقة ذات أهمية استراتيجية والقدرة على السيطرة على الشرق الأوسط على حساب “الفوضى الخاضعة للسيطرة” التي نشأت هناك.
كما لفت إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية “جيّدة” لجهة أن واشنطن – على عكس المملكة المتحدة – التي تحب التوليفات المعقدة، كانت صريحة للغاية في أهدافها المعلنة .. كان النفط العراقي مهما جدا بالنسبة لها، وأراضي البلاد نفسها كقاعدة استراتيجية لانتشار نفوذها في الشرق الأوسط.
وأردف قائلا: “من أجل القيام بذلك، كان عليهم القضاء على الزعيم المستقل للدولة، وهو ما لم يكن يعجبهم.”
وفي هذا الجانب، بحسب بلوتنيكوف، على الرغم من الاستيلاء الفعلي على العراق والإطاحة بصدام حسين، بعد 7 سنوات على ذلك الغزو، اضطرت الولايات المتحدة إلى المغادرة دون تحقيق غالبية أهدافها، تاركة وراءها دولة مدمرة مزقتها الصراعات الدينية والعرقية بدلا من دولة مستقرة كانت ذات يوم.
خروج الأمور عن سيطرة الأمريكي
وفسّر الأمر بأن الجانب العكسي لسياسة الفوضى الخاضعة للرقابة هو أن هذه الفوضى ذاتها تخرج عن نطاق السيطرة وتبدأ في إيذاء “سيّدها “.
إذ يعترف الأمريكيون أنفسهم بأن أحد أكبر نقاط ضعفهم هو عدم قدرتهم على احتواء الوضع الذي قاموا هم بخلقه.
وفي سياق الحل وإخراج العراق من هذا الوضع الذي وصل إليه، قال بلوتنيكوف: “بصراحة، في السنوات وحتى العقود القادمة، لا أرى سبيلا لحل الوضع في هذا البلد”.
واستدرك: “بالنظر إلى التفاصيل الإقليمية، فإن الفرصة الوحيدة لاستعادة الحياة السلمية في العراق هي الوصول إلى السلطة في هذا البلد بـ”اليد القوية”، التي حرمتها الولايات المتحدة بغداد قبل 20 عاما.”
واختتم: “يجب أن يكون هناك صدام حسين جديد – الرجل الذي سيوحد العراق مرة أخرى بيد قوية.”
المصدر: نوفوستي