عميش: على الأمريكان إدراك أن اللقاء مع حفتر لا يجب أن يكون على هذا المستوى

ليبيا – علق عصام عميش القيادي في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على اللقاءات التي عقدها الوفد الدبلوماسي من الخارجية الأمريكية في ليبيا، مشيرًا إلى أن الجميع يشاهد أعلى وفد دبلوماسي من الخارجية الأمريكية الذي يتعاطى مباشرة مع الملف الليبي، برئاسة بربرة ليف التي كانت سفيرة سابقة لدى الإمارات وامرأة مخضرمة دبلوماسيًا، وتعلم الشرق الأوسط بشكل جيد، والآن الملف الليبي تحت مسؤوليتها، كون وجودها مع ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال أي كل أعضاء الدبلوماسية الأمريكية الموجودين في ليبيا.

عميش قال خلال تصريح لقناة “ليبيا الأحرار” الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد: إن لقاءهم بكل الأطراف يحمل رسالة بأن الولايات المتحدة الأمريكية تضع ثقلها في مشروع عبد الله باتيلي، وأنه لا مجال للنقاش والحوار حول أي خيارات أخرى تخرج عن مبادرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة.

ورأى أن زيارة الدبلوماسية الأمريكية لليبيا كونها تلتقي مع أطراف سياسية كرئيس البرلمان ورئيس مجلس الدولة ورئيس الحكومة كلها تقع تحت طائلة أعمالها، أما لقائها بخليفة حفتر هو خارج النسق المطلوب في تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية مع الملف الليبي من نظرة سياسية، والرسائل واضحة دون شك من يتحكم في مناطق ليبيا بالسلاح يراد أن يوضع له حد حتى لا يفسد موضوع الانتخابات القادم. بحسب قوله.

وأوضح أن المقصود من الزيارة هو الاصطفاف الكامل مع العملية الأممية التي يراد لها أن تنتهي بالانتخابات المرجوة هذا العام، وأن أي معرقلات وإشكاليات ما زالت تنتظر الاستحقاق الانتخابي يجب الانتهاء منها، كمسألة البرلمان ومجلس الدولة والانتهاء من القاعدة الدستورية أو أي ترتيبات يراد لها أن تكون أرضية من خلالها تقوم الانتخابات.

كما لفت إلى أن المصالح الاستراتيجية الأخرى لأمريكا سواء تدفق النفط واستقرار المنطقة وإخراج القوات وغيرها يعتبر موضوعًا لاحقًا للانتخابات، والأولى هو الانتهاء من إيجاد جسم شرعي يمثل الإرادة الليبية السياسية والتعاطي مع هذه الملفات بعد ذلك.

وأضاف: “كان لي لقاء مع نورلاند من وقت قريب، وهم لا يريدون أن يتم تعقيد العملية الانتخابية بانتخاب حكومة جديدة، تعاملوا مع حكومة الأمر الواقع حكومة الدبيبة ويرون فيها أنها كافية من أجل إنجاز الانتخابات إذا ما وضعت الضوابط أو الأشياء الأخرى المحتاجة لاستقرار البلاد. الآن كل الأطراف الليبية ما زالت تحاول هضم الموقف الأمريكي، الأمريكان يغيب عنهم أحيانًا التعامل مع دقائق الوضع الليبي، وأحيانًا الإصرار في إخراج أمريكا للانتخابات بشكل معين دون التعاطي مع الحزازات الموجودة في الموقف الليبي يسبب إشكالًا، وهم يعولون على أن اللجنة العليا التي سيشكلها باتيلي تكون قادرة على البت في هذه الأمور، لذلك يدفعون تجاه دعم العملية الأممية”.

واستطرد: “بالنسبة للقاء مع حفتر صحيح أنه عبارة عن إعطاء رسائل واضحة بالنسبة لحفتر ولم يكن بالضرورة مجرد تعاطٍ معه بالحديث حول الأمور في ليبيا، وعلى رأسه أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الفاغنر كمنظمة إجرامية عابرة للقارات. الولايات المتحدة الأمريكية نظرتها واضحة فيما يتعلق بالتعامل مع الفاغنر”.

واعتبر أن الأمريكان لا يعتقدون أن حل مشكلة المرتزقة في المرحلة الحالية ممكن في ظل وجود حكومة شرعية وسلطة منتخبة قادرة على الاستفادة من الاصطفاف الدولي الموجود في ليبيا، متهمًا خليفة حفتر بالتعامل مع هذه “العصابات” واستخدمها في أغراض زعزعة الاستقرار في ليبيا، ومعتبرًا أن الإدارة الامريكية عليها أن تعي بأن اللقاء مع شخص عنده ملف كامل من ارتكاب جرائم كبيرة لا يجب أن يكون بهذا والمستوى. وفقًا لتعبيره.

Shares