ليبيا – تناول تقرير إخباري نشرته صحيفة لاسيڤارتو رومانو” الفاتيكانية الناطقة بالإنجليزية معاناة المهاجرة غير الشرعية الإريترية “مسكيرم” في الأراضي الليبية.
التقرير الذي تابعته وترجمت المرتبط منه بالشأن الليبي صحيفة المرصد، نقل عن “مسكيرم” تأكيدها مغادرتها بلدها الأم بسن الـ15 إلى جانب شقيقتها “ماسا” ذات الـ23 عامًا، مؤكدة ترتيب الأخيرة الرحلة من السودان باتجاه ليبيا من خلال عبور الصحراء بشاحنة صغيرة مع كثير من الرجال والنساء.
ووفقًا لـ “مسكيرم”، لا تتوقف الشاحنة لالتقاط من يسقطون خلال الرحلة، في وقت تم فيه اختطاف العديد في هذه المرحلة منها، مبينة وضع الجميع في مستودع كبير مليء بالناس قبل الدخول إلى ليبيا، حيث الرائحة النفاذة الكريهة، لتتفاوض “ماسا” المالكة لحلي ذهبية على إخراجها وشقيقتها ممن عملن بعد ذلك لوهلة.
وبحسب “مسكيرم”، عاملتها المرأة العاملة لحسابها مثل العبيد، ما دفعها للهروب مع إريتريين آخرين أخذوها إلى مستودع مليء بالناس قبل خطوة الذهاب إلى البحر الأبيض المتوسط، ليغادر من دفعوا المال عبر مجموعات ولتلتقي هي بزوجها المستقبلي سليمان.
وبينت “مسكيرم” أخذها من قبل القائمين على المستودع للعمل في منزل لكسب المال اللازم من أجل الرحلة، لتعاني على مدى 6 أشهر من كل أنواع العنف، لتجد في النهاية سليمان الحامي لها بعد إعادتها لمكانها الأول، ومن ثم تصعد في قارب هجرة غير شرعية لمدة قاربت الـ11 ساعة.
وأضافت “مسكيرم” بالقول: “جاء زورق خفر السواحل الليبيين وأعادنا وتم سجننا مرة أخرى في مركز احتجاز قصر بن غشير في العاصمة طرابلس لـ11 شهرًا، تزوجت خلالها بسليمان وولدت ابنتي، وانتظرنا وصول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللجئين لتسجيلنا في سجلاتها”.
وقالت “مسكيرم”: “وذات يوم تلقيت مكالمة هاتفية من إيطاليا وقالوا لي إنني انضممت للممرات الإنسانية ولم أصدق، وفي الثانية طلبوا مستنداتي واسمي زوجي وابنتي، وفي تلك اللحظة شعرت أن هناك شيئًا مثل ملاك يأخذني من الأرض ويطير بي إلى ما وراء البحر بعيدًا عن الجحيم”.
وتابعت “مسكيرم” قائلة: “لم أعد أستطيع النوم وفكرت هل سنغادر حقا؟ بدا لي من المستحيل ومن ثم اتصلت المفوضية أيضًا وبدا الأمر أكثر واقعية، كنت سعيدة جدًا لكنني كنت خائفة حتى على متن الطائرة اعتقدت أنهم سيجبروني على النزول قبل الإقلاع”.
واختتمت “مسكيرم” قصة معاناتها الطويلة بالقول: “انتهى جحيمي في ليبيا بعد 10 سنوات، وأود بشدة لأولئك الذين بقوا في الخلف أن يتمكنوا أيضًا من تجربة فرحتي، وأنا الآن حامل في طفلي الثاني ونحن سعداء جدًا؛ لأن ابنتي تعيش هنا وتذهب إلى المدرسة ولن تختبر ما عشته والآن أنا هنا”.
ترجمة المرصد – خاص

