المغربي: توقيت الاهتمام الغربي بالملف الليبي يأتي ضمن البحث عن بدائل للطاقة الروسية

ليبيا – رأى الأستاذ بأكاديمية الدراسات السياسية والدبلوماسية فضل المغربي أنّ تنشيط المسار العسكري جاء برغبة أميركية أوروبية لتحقيق مصالح في إطار دولي يتجاوز تفاصيل الأزمة في الملف الليبي، لافتًا إلى الدعم الأميركي والأوروبي لجهود  عبد الله باتيلي الذي يشرف على هذا المسار ويتبناه.

المغربي، وفي حديثه لموقع “لعربي الجديد”، تساءل عن أسباب رغبة واشنطن والعواصم الأوروبية في إصلاح التصدعات والانشقاقات الليبية على الصعيدين السياسي والعسكري في هذا التوقيت، قائلًا: “توقيت الاهتمام الغربي بالملف الليبي يأتي ضمن بحثهم مواجهة مع روسيا التي أجبرتهم على البحث عن بدائل للطاقة الروسية، فليبيا أهم بديل اليوم، ولكن الأمر يستدعي تنظيف ساحتها من الوجود الروسي وأعني مجموعة (فاغنر) تحديدًا، وفي هذا الإطار تأتي أهمية تشكيل قوة عسكرية وجهتها المعلنة هي الجنوب، وقيادة سياسية موحدة يمكن من خلالها تمرير المصالح الغربية”.

وذكر المغربي بأنّ باتيلي يتحرّك لإنجاح خطته بالاستثمار في عدة أوراق، منها استمرار عدم توافق مجلسي النواب والدولة في حسم الأساس الدستوري للانتخابات واستمرار الخلاف الحكومي، مستدركًا: “مثل هذه الأوراق لها وجه آخر قد يفشل كل مساعيه إذا ما اتفق المختلفون، فتقارب الخصوم العسكريين الذي كان مستحيلًا أقرب منه تقارب المجلسين والحكومتين إذا ما شعروا بخطر الإقصاء، كما أنّ هدف المسار العسكري وهو تشكيل قوة عسكرية مؤلفة من أشد الخصوم أيضاً مسار مهدّد بالفشل، فكل ما لدى باتيلي هو جمع المليشيات في مليشيا كبيرة ذات تسليح أحدث، لكن تعدد رؤوسها وقادتها سيفشلها سريعًا فهم لا يقفون في صفّ بعضهم البعض”.

ولفت المغربي إلى وجود عامل آخر قد يعرقل مساعي باتيلي والعواصم التي تدعم خطه، متمثلًا في الحراك الروسي، قائلًا: “الجميع يتحدث عن إخراج مرتزقة (فاغنر)، لكن الثقل الروسي لا يتركز في الجانب العسكري فقط، بل لها ثقلها في مجلس الأمن، ولها صوتها الذي يحبط أي قرار أممي لتحصين خطة باتيلي حتى وإن تمكّن من التمهيد لها عبر الأوساط العسكرية والسياسية، كما أنّ عواصم إقليمية قد تدعم أي موقف روسي كالقاهرة مثلاً”، مشيرًا إلى قدرة موسكو على إحداث حراك سياسي في ليبيا موازٍ للحراك الأميركي الأوروبي.

Shares