البخبخي: كل الأطراف تسارع للتموضع داخل المعادلة الأممية على حساب الثوابت

ليبيا – علق المحلل السياسي يوسف البخبخي الموالي بشدة لحكومة الدبيبة على البيان الختامي للاجتماع الذي عقد بطرابلس وغياب مسألة انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة المسؤولين على اقتراف الجرائم، معتبرًا أن المسؤولية تقع على رئاسة الأركان في المنطقة الغربية ووزارة الدفاع.

البخبخي قال خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني وتابعته صحيفة المرصد: إن اللقاء جاء كمحاولة لتقريب هذه الأطراف في سياق نشاط المبعوث الأممي المتعلق بإنجاز العملية الانتخابية وما يصر عليه في خطته.

وأشار إلى أن الإشكالية لدى كل الأطراف في الساحة وبالأخص في المنطقة الغربية والتي يفترض فيها أن تكون أكثر التزامًا بالثورة وقضية الدولة المدنية، هي عملية التسارع بدعوة من البعثة أو المبعوث أن يكون هناك تموضع في هذه اللقاءات والسياقات، والحرص أن يكونوا حاضرين بما يسمى الفريق العالي المستوى، لافتًا إلى أن التسارع هو الذي أدى بمشروع الدولة المدنية لحالة من التذلل والتهاوي وعدم قدرته على توظيف مكاسبه وانتصاراته، وبإمكانه أن يفرض شروطًا ويضع شروطًا حقيقية على الطاولة، لكن التسارع أدى بالبلاد لما عليه الآن، وهو ما حدث في كل الاتفاقات السياسية.

وأوضح أن عبد الله باتيلي قضيته التمكين ونجاح مبادرته القائمة على أساس العملية السياسية، مؤكدًا أن خليفة حفتر حقيقة على الأرض لا يستطيع تجاوزها، ومن هذا المنظور باتيلي يرى أن هذه الأطراف يجب أن تكون ممثلة بالعملية السياسية للانتخابات، لكن المسؤولية تقع على المشروع المدني والأطراف المرتبطة بالثورة، مستبعدًا أن يصدر عن باتيلي كلام مغاير. بحسب قوله.

كما تابع: “الإشكالية هو هذا التسارع الانتهازي للتموضع داخل المعادلة الأممية على حساب الثوابت. باتيلي لا أتوقع منه كلامًا غير هذا، هو جاء بمشروع يريد أن ينجحه ويتعامل مع معطيات الواقع، رئاسة الأركان ووزارة الدفاع الواجهة السياسية هي من دعت الأطراف واقنعتهم بالجلوس، اللوم يجب أن يتوجه للقيادات العسكرية أن تتخذ موقفًا، طرابلس ليست مكان لتقتحمها هذه الأطراف بعد أن ضربوها بالسلاح”.

وفيما يتعلق بالخطة العشرية التي أعلن عنها البيت الأبيض، بيّن أنها ضمن مفهوم منع الصراعات وصناعة الاستقرار والاستقرار بالمعنى الأمريكي له أبعاد متعددة، مشيرًا إلى أن الفكرة هي منع وجود مناطق فراغ وليبيا أضحت واحدة من هذه المناطق واستطاعت الفاغنر التسلل لها لتصبح ليبيا نقطة انطلاق للقارة الإفريقية، وكذلك تكونت فيها دولة لداعش.

البخبخي أفاد أن الخطة العشرية تنظر لليبيا بوصفها نقطة انطلاق للفوضى ولصناعة القلاقل لما يسمى العالم الحر، مضيفًا: “الآن ليس لدينا اعتراض على اللقاء مع الإرادة الدولية لصناعة الاستقرار، لكن أي استقرار؟ هذه الدول ليس لديها مشكلة أن يكون الاستقرار على شكل استبداد وليس دولة مدنية. نريد دولة مدنية تقوم على أساس الحريات والتداول على السلطة”.

وفي الختام قال: إن هذه اللقاءات التي تحدث على الأرض فيها تضحية لقضية سياسية أنه لا دولة مدنية ولا مصالحة بدون عدالة مدنية ووضع النقاط على الحروف.

Shares