ليبيا – علق وزير الثقافة السابق بالحكومة الليبية المؤقتة عمر القويري، على الاعترافات التي نشرها مكتب جهاز الأمن الداخلي التي أكدت اعتناق مجموعة من الليبيين للديانة المسيحية على يد أجانب يعملون على نشر الديانة المسيحية في ليبيا.
القويري وفي مقال نشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحت عنوان “الردة عن الأديان في حد ذاتها أمر معقول”، قال: “إن شك الإنسان في الدين ووجود الله أمر طبيعي ومرحلة يمر بها الإنسان، عبر تساؤلات العقل التي لا تتوقف وتبحث دائمًا عن الدليل وما تطمئن له، كلٌ حسب عقله وفكره، وكلُ حسب ما وصل إليه من مؤلفات علوم الأديان، وإذا ما اقتصر الإنسان على ما تعلمه في المدارس وما يسمعه من خطباء الجمعة، فإنها مادة علمية غير كافية لتخلق لديه الاطمئنان واليقين، ولهذا وجب على العاقل المكلف البحث والاطلاع والدراسة والتحقيق ليكون إيمانه عميق وصحيح عبر الدليل وليس الوراثة من الآباء والمجتمع”.
ولفت النظر إلى أن الانتكاسة المستغربة هي الإيمان بالديانة البيزنطية الوثنية المسماة المسيحية، رغم أن عيسى وأمه وعائلته ديانتهم يهودية وجاء مجدِّدًا للناموس مصححًا لأعمال الأحبار وكهنة الدين من استغلالهم لمكانتهم واستحوادهم على النص المقدس وعلى تفسير كلام الله.
وأوضح أن التبشير الحاصل في ليبيا هدفه ليس دينيًا، ضاربًا مثالًا على ذلك: (القس الأمريكي القادم الينا من أمريكا يعرفنا بالمسيح شعبه الأمريكي الهوليودي المخمور والملحد أغلبه أولى بتبشيره وهدايته وإصلاح مجتمعه الشاذ)، لكن عمله مخابراتي ويجب التعامل معه في ليبيا كملف مخابرات، والتعامل مع المقبوض عليهم تعامل الارتباط بالخارج، وقبول التمويل والمال غير القانوني والانخراط في تنظيمات عالمية تشكل خطرًا على الأمن القومي الليبي.
وطالب بتشكيل لجنة مكونة من رجال أمن وعلماء نفس واجتماع وفقهاء مختصين في العقيدة خريجي الأزهر أو الأسمرية أو ما يعادلها، دارسين لعلوم المنطق والفلسفة وعلم الكلام والأصول وليس “السفهاء” من خريجي نجد وقندهار، والقيام بحملة توعية داخل المدارس والمساجد ووسائل الإعلام كل حسب اختصاصه، ليبينوا للناس خطورة التنظيمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والدورات الخارجية التدريبية التي تقدمها لهم مجانًا، فهي كمائن وفخاخ لها أهداف خطيرة جدًا، وأن الانخراط في العمل مع هذه التنظيمات توصف بأنها “خيانة عظمى”، داعيًا إلى إغلاق هذه المكاتب (أوكار التجسس ومكاتب الفتن والخراب) في ليبيا وعدم الرضوخ لضعوط السفارات الأجنبية التي تستغلها.
ورأى أن ما يحتاجه الشعب الليبي ليس التعرف على المسيح (فكتاب الله القران الكريم عرفنا به تعريفًا كافيًا ووافيًا)، بل يحتاج إلى المساعدة الدولية في تتبع الأموال المنهوبة من خزينة الشعب عبر اللصوص والفاسدين من المسؤولين (لصوص سبتمبر وفبراير) وتجميدها وإرجاعها، وليس تشغيلها لهم في البنوك العالمية ومنحهم الإقامات وجوازات السفر الي يعتبر أولوية للشعب الليبي.
القويري أكد في ختام تدوينته أن الشعب الليبي يحتاج إلى دعم دولي لحفظ الاستقرار ومنع تسليح الميلشيات وبيع الأسلحة والمساعدة في مراقبة المتطرفين من خريجي نجد وقندهار وذمار اليمن، كما يحتاج المساعدة في عدم الاعتراف بمؤسسات الدولة المنتهية الشرعية، وتمدد لنفسها منذ عشر سنوات (مجلس النواب والدولة والبنك المركزي) وباقي العصابة التي تتقاسم وتتحاصص السلطة والغنائم.