ليبيا – علق وائل الهصك باحث في تاريخ المذاهب والأديان على تعامل الأوقاف مع المخالفين لنهج المداخلة في المساجد وما حصل في مسجد الناقة في طرابلس مؤخراً، معتبراً أن ذلك من أخطر الأمور فمشكلة الأوقاف ورئيسها أنهم يدخلون دار الإفتاء وعلمائها في طعوناتهم ولا تكاد تخلو صفحتهم ومناشيرها من ذم علماء البلاد وخلافاتهم مع أغلب الليبيين من جميع المشارب والأطياف بحسب قوله.
الهصك قال خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني وتابعته صحيفة المرصد إن مسألة “مسجد الناقة” هو امتداد لتصفية الحسابات التي تمثلها الهيئة مع كل من يخالف نهجها بعيداً عن توجهها.
وأردف: “الاتفاق بين الناس والأوقاف في صلاة العيد كان عبر إمام بعينه ومتوافقين عليه في صبيحة ذلك اليوم فاجأونا بصلاة العيد بشخص غير معروف يأتي بورقة تكليف من الأوقاف التي يفترض أنها متفقة مع الأهالي على الإمام! وهذا بعيد حتى من الناحية القانونية. الأوقاف للأسف خرجت عن خطها ومسيرتها في تنظيم المساجد وتوفير احتياجاتها. انتاج الافكار الهدامة والمفرقة للأسف والمشتتة باسم الدين أثرها عظيم، ما الذي تحصلنا عليه من هذا الفكر الذي بات يسيطر على مؤسسة كالأوقاف؟ جحافل من المتكبرين على الناس ينظرون لهم باستعلاء، الجماعة معزولة عن المجتمع رويداً رويداً ومنطوين على أنفسهم فيما يشبه الحزبية! اليوم هذه الجماعة وصلت كأننا تدرس مذهب من مذاهب التاريخ القديمة كالمعتزلة وغيرها ولها فكر وادبيات وشيوخ”.
كما استطرد في حديثة: “تغيير الموظفين في الأوقاف والتعامل معهم بهذه الطريقة هي سابقة خطيرة جداً، بحيث تكوين الشلالية والجماعات الدينية داخل مؤسسات الدولة هذا مرفوض بالكامل وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها بالكامل نحن لسنا ضد فكر أو غيره، لكن قضية الإقصاء والدخول لدهاليز التكفير وهذه الامور لا يجب السكوت عنها أو تمريرها لأننا نرى شعار المجموعة تقزيم والنيل من العلماء الاكابر”.
وأشار في الختام إلى أن قيام الأنظمة الممولة من الدول إما أن تكون انظمة غير دينية أو دينية مدجنة بفكر ديني واضح، مضيفاً “عندما رأينا الثورات والتي شاركنا وضحينا فيها بعضهم وقف معنا ولم يتردد في المشاركة والبعض زعموا أنهم فعلوا الثورات ولما رأوا أن الأمر خرج من بين يديهم كما حدث في مصر انقلبوا علينا وصاروا يدعمون أمور تثير الفتن في بلادنا ومخالفة لمذهب البلاد”.