“تجمع علماء ومشايخ ليبيا”: نطالب الحكومة بإقالة محمد العباني الذي يمثل خطراً على الأمن القومي

ليبيا – أصدر ما يعرف بـ”التجمع الوطني لعلماء ومشايخ ليبيا” التابع لافتاء الغرياني الجمعة، بيانًا بشأن قرار هيئة الأوقاف بما يسمى “حراس الفضيلة”.

التجمع وفي بيانه الذي اطلعت المرصد على نسخة منه، رأى أن اعتماد برنامج حراس الفضيلة محاولة جديدة من رئاسة هذه الهيئة للسيطرة على البلاد وفرض أفكار مستوردة من الخارج، وطمس مذهب ومنهج أهل البلاد، وإثارة الفتنة الدينية الطائفية في مجتمع مسلم يتبع منهج وسطي منذ الفتح الإسلامي للبلاد.

وأضاف البيان:” إن حقيقة ما يقوم به القائمون على هيئة الأوقاف لا يعدو عن كونه بدعة حقيقية، فمخالفة جماعة المسلمين في القطر المعين، ابتداء بمخالفة عقيدتهم، ثم مذهبهم، وتشكيكهم في طريقة عبادتهم الله عز وجل، حتى وصل الأمر إلى تغيير ما أجمع عليه قراء البلد وحفاظه بسندهم الصحيح المتصل إلى أئمة التلاوة وعلماء القراءات من رسم وضبط المصحف الشريف وقفا وابتداءً إلى مواضع سجود التلاوة على ما اتفق عليها مذهب الإمام مالك فقهاً ونافع قراءة، كل ذلك يصاحبه اعتقاد بسنية ما يفعلون وببدعية كل ما يخالفهم “.

وجاء في البيان:” فهذا هو عين البدعة، التي لم يقل بها عالم من علماء السلف، بل السلف رحمهم الله وسعهم الخلاف، وما خالفوا ما أجمع عليه المسلمون في قطر من الأقطار، وخير دليل أن غير الإمام الشافعي كثير من فتاويه ومذهبه بين العراق ومصر وصار له ما يعرف بالمذهب القديم والجديد وكلاهما مستمد من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،و”يظهر الفرق الشاسع بين أن يتأسس الشيخ أو طالب العلم على منهج قويم سليم، متحصن بعلم رصين من كتب تراث المسلمين من أئمة علماء الدين، فينتج عنه فهم المسائل الخلاف بتقبلها من غير غضاضة ولاضرر، وإنما ما يضرهم هو الإنكار وتبديع المسلمين وحملهم على رأي واحد تضييقا وتنفيرا مخالفة لسنة الرسول الكريم تيسيرا وتبشيرا،وبين أن يتسور هذا العلم وهذا الدين نابتة لم يحظ من الدين إلا شكلا وهيئة ادعاها، مصحوبا بخلفية بيئته المشحونة بالمناكفة والغلبة، فضيّق على الناس دينهم، وأحب أن يُشتهر بكل ما يخالف، عقيدة وديانة الله”.

وواصل التجمع حديثه:” حراس الفضيلة.. إن كانت من قبيل الحسبة، فإن الحسبة هي وظيفة ولي أمر المسلمين، يُنشؤها ويحدد مهامها التي كانت إبان الخلافة الإسلامية تمثل جهازا رقابيا على سائر مناحي الحياة بشقيها الاجتماعي والاقتصادي، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجول في الأسواق ويراقب البضائع وينصح المتبايعين، وتطور الأمر في زمن الخلفاء من بعده لتفعيل هذا الجهاز بهدف تحقيق العدالة وحماية المجتمع بأمر من خليفة المسلمين، إذ تعين عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأردف:” في عصرنا الحاضر هناك أجهزة تقوم مقام ديوان الحسبة وإن اختلفت المسميات فأجهزة الرقابة الإدارية، وديوان المحاسبة، يمثل ديوان الحسبة في شقه الاقتصادي، أما شقه الاجتماعي الأخلاقي فيمثله جهاز الأمن الداخلي والبحث الجنائي، وغيرهما من الأجهزة التي تختص بالجانب الأخلاقي الاجتماعي”.

وأردف علماء ومشايخ ليبيا:” لكن أن تُنشيء جهة ما جهازاً يحاسب الناس على عقائدهم، ويُفتش عن مناهجهم، بحجة أنه يمثل ديوان الحسبة، فهذا خلط في المهام وخلل في القياس،فلا يحق لجهة أن تفتش عن عقائد الناس وأفكارهم ومذاهبهم، بل لا يحق لجهة أن تكره الناس على الطاعة ابتداءً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ، بل ليس هذا الأمر من فهم سلف الأمة، إذ كانوا يعدون الامتحان في عقائد الناس من الابتداع في الدين فقد رُوي عن ابن سيرين قوله : “سؤال الرجل أخاه أمؤ من أنت؟ محنة بدعة،اهيك عن أن تكلف جهة ما نفسها بهذا الأمر، ففيه من تزكية النفس ما فيه، وفيه من الرهبنة ما فيه”

التجمع الوطني لعلماء ومشايخ ليبيا دعا في الختام حكومة تصريف الأعمال لاتخاذ موقف قوي لا يقل عن إقالة رئيس الهيئة العامة للأوقاف والذي يمثل خطراً على الأمن القومي للبلاد بتكفيره للإباضية واتهامه الصوفية بالشرك وبطعنه في علماء البلاد ووصف كل من يخالفه بالمبتدع والمشرك والضال.

Shares