ليبيا – افتتح عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني ،أمس الثلاثاء عبر تقنيات التواصل عن بعد، أعمال “جلسة العمل رفيعة المستوى”، المنعقدة بتونس بين خبراء ليبيا وخبراء الاتحاد الأوروبي، لرسم خارطة الطريق لاستراتيجيات مبادرة “صحراء واحدة”، برعاية الرئاسة الليبية ورئاسة الاتحاد الأوروبي.
الكوني أكد في مداخلته على ضرورة استقرار الوضع بمنطقة الصحراء الكبرى، وأن أي اشتعال سلبي فيها سيؤثر على دول المنطقة، وأي تحرك إيجابي سيساهم في الاستقرار.
وأشار إلى تحرك ليبيا في هذا الاطار، منذ اندلاع الأزمة في النيجر، نحو تشاد وأبوجا والتواصل مع كل الأطراف من أجل إيجاد حلول سلمية ناجعة، وتأكيده على ذلك عبر مختلف لقاءاته الرئاسية خلال قمة بريكس في جنوب إفريقيا مؤخرا، وتناوله مع عدد من القادة والرؤساء و الأعضاء في الأكواس تداعيات الوضع في النيجر على كامل المنطقة.
ونوه إلى تحذيراته الاستباقية بضرورة دعم النيجر التي تتوسط الدول المشتعلة،مطالبا المجتمع الدولي أن يساهم بشكل فعال في استقرارها، وإبعاد شبح القلاقل عنها بكل ما قد يترتب على ذلك من تداعيات كارثية على دول المنطقة.
وأوضح الكوني في هذا الصدد بأن ليبيا، مثل سائر دول العالم ، تدعم الشرعية والخيار الديمقراطي للشعب في النيجر، الذي اختاره عبر صناديق الاقتراع الرئيس محمد بوعزوم. فهو من يمثل بالنسبة لنا السلطة الحاكمة في النيجر.
واشار إلى أن ليبيا تتخوف من دخول النيجر في حرب ينفلت الوضع الأمني فيها ويزداد تأثيره السلبي على دول المنطقة وخاصة ليبيا.
وأكد بأن التركيبة السكانية في النيجر بها مجموعة من الأعراق ولديها امتداد في دول الجوار سواء الهاوسا، التوارق، العرب ، التبو،التي من شأنها أن تلعب دورا إبجابيا في إيجاد مخارج سلمية للأزمة.
وقال الكوني في هذا الصدد بأنه “علينا ألا نجعل النيجر منطقة مشتعلة، ولا بد من الاستمرار في التواصل السلمي والحوار مع كافة الأطراف بالداخل ودول الجوار”.
وأوضح بأن جلسة العمل التي تجمع خبراء ليبيا وخبراء الاتحاد الأوروبي بصدد وضع خارطة طريق لمبادرة صحراء واحدة، دليل على إصرار الدول المنطقة على الاستمرار في محاولة رأب الصدع بمنطقة الصحراء، والإصرار على إنجاح مبادرة “صحراء واحدة” جامعة، التي من شأنها أن توحد بين شعوب المنطقة وترسم في تكامل خلاق استراتجيات الحلول التي نحتاجها في مثل هذه المحن،مضيفا:” أن ما قد ينفجر وقد يباعد بين بعضنا البعض، سنكون على قدرة لإيجاد حلول ناجعة لتداركه وتجاوزه”.
وتوجه الكوني في نهاية مداخلته بالشكر لمجموعة العمل المنبثقة عن مؤتمر تونس حيث ولدت مبادرة صحراء واحدة، وأهمية مواصلة العمل المشترك باعتبارهم الخبراء الأقرب لفهم ما يدور على الأرض، وتحديد انتظارات الشعوب وكيف يمكن تحقيق ذلك، منوها بالخصوص على الدور المهم للاتحاد الأوروبي، كشريك أساسي لإنجاح مساعي هذه المبادرة في هذه المرحلة .
وشدد على أهمية مواصلة لقاءات العمل المشتركة للجان المنبثقة عن مؤتمر تونس وجلسة العمل في نواكشوط بأن ذلك سيسمح بجاهزية آليات العمل التي من شأنها اقتلاع جذور أي أزمة قد تقلق المنطقة.
وأعرب عن ثقته بأن هذه النخبة من خبراء منطقة الصحراء الكبرى لديهم قدرة استثنائية على إيجاد مخارج ناجعة وسريعة لاشكاليات المنطقة وفق تجاربهم على الأرض، وقربهم الفعلى منها من الشخصيات الوطنية المؤثرة، والحريصة على أمن واستقرار المنطقة.
واختتم الكوني مداخلته بالتشديد على ضرورة أن يبذل الاتحاد الأوروبي جهداً مضاعفاً لدعم هذه الجهود الساعية لتحقيق الأمن والاستقرار في فضاء “الصحراء الواحدة”، وفي هذه الظروف يجب على الجميع أن ألا يقف مكتفي الأيدي، وينتظر حلول و لا بد أن يسهم الجميع في طرح تصورات للمخارج والعمل عليها تحقيق ذلك، ومساعدة باقي الأطراف، وهذا يشكل عبء مضاعف أيضا على شركائنا الأوروبيين إذ عليهم بذل الجهد المضاعف لمساعدة هذه الشعوب في المجال الاقتصادي والأمني الذي لايزال مشتعلا، ولمواجهة المجموعات المتشددة والإجرامية العابرة للحدود.
ورأى أن ما حدث في النيجر وقبله في مالي وبوركينا فاسو،لا يعني أن الاتحاد الأوروبي يتراجع خطوات للخلف لذا عليه أن يبذل قصار جهده لمعالجة الأخطاء التي كانت ومجاراة الشعوب في مطالبها ويساعدها أكثر وأن لايقطعوا اتصالاتهم بهذه الدول والاستمرار لإيجاد حلول ناجعة.
الكوني أكد تواصله مع أمين عام دول الأكواس للتنسيق لزيارة أبوحا، ونيامي، وباماكو، في محاولة لإيجاد حلول نستطيع أن نبني عليها لإنتزاع فتيل الحرب قي المنطقة.