ليبيا- واكب تقرير ميداني نشره موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني نهوض كشافة ليبيا بأعباء تقديم المساعدة لمدينة درنة المنكوبة.
التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من مضامينه صحيفة المرصد أكد تجمع عناصر الفوج الكشفي الليبي في ظل غياب الدعم الفوري من الجيش ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية لفتح الطرق ومساعدة الناجين وتوزيع الأدوية على المتضررين منهم.
وأوضح التقرير إن جهود الكشافة الليبيين برزت على هيئة مجموعة متفانية تعمل بصمت وبلا كلل لتقديم الدعم والإغاثة للمحتاجين مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا في طليعة جهود الاستجابة لحالات الطوارئ إذ شرعوا في العمل بعد يوم واحد من العاصفة دانيال.
ووصف التقرير زي الكشافة المميز بأغطية حول الأعناق يرتديها فتيان وفتيات فائمين بجهود مبذولة لتسهيل وصول المساعدات وتنظيف الطرق من الحطام وتوزيع الأدوية ومساعدة المصابين وفرق البحث والإنقاذ الأجنبية.
ونقل التقرير عن وائل وهو متطوع ومترجم ميداني في مدينة درنة قوله:” لقد كانوا يخفضون رؤوسهم ويعملون بصمت منذ البداية بعيدا عن الكاميرات ووسائل الإعلام فهم يوزعون الأدوية والملابس والغذاء وكلهم شباب سواء من المدينة أو خارجها”.
وقال وائل:”أنا فخور بهم لأنهم يبذلون جهودا كبيرة في صمت تام فهم يقومون بذات عمل المنظمات الدولية مثل الهلال الأحمر وغالبيتهم أعمارهم تتراوح أعمارهم بين الـ18 والـ24″ فيما أبدى مالك وهو صحفي مقيم في ليبيا وجهة نظره بالخصوص.
وأوضح مالك بالقول:”شهدت عمل الكشافة بشكل مباشر منذ يوم وقوع الكارثة فقد تجمعوا من جميع أنحاء البلاد واحتشدوا في مدينة درنة وفي البداية كان الأمر عشوائيا في مساعدة المصابين ونقل الجثث وكان كل ذلك عملا تطوعيا”.
ووفقا لمالك وتم استخدام الكشافة حسب خبرتهم فيما تراجعوا عن انتشال الجثث والبحث عن ناجين بعد أن وصلت فرق البحث والإنقاذ إلى الأرض في اليوم الـ5 للكارثة وحولوا تركيزهم إلى مساعدة المنظمات من خلال جمع المساعدات وتنسيقها وتوزيعها والترجمة.
وبحسب مالك كان من بين المجالات الرئيسية الأخرى التي ساعد فيها الكشافة الدعم النفسي والعقلي للناجين الشباب والأطفال إذ يقومون في الصباح بالمساعدة في جهود الإغاثة فيما يشهد الليل إقامة أنشطة وألعاب للأطفال لتحسين وضعهم”.
وبحسب التقرير كان زهير رئيس فريق الطوارئ الكشفي بدرنة منسقا للجهود وكتب قائمة تم مشاركتها عبر الإنترنت بالمساعدات اللازمة ومن بينها عناصر مثل ألعاب الأطفال والكراسي المتحركة والعكازات وحقن أنسولين وأدوات إسعافات أولية وأجهزة قياس ضغط الدم.
ونقل التقرير عن المحلل السياسي عماد الدين بادي قوله:”كان للكشافة دور فعال في ضمان توزيع الإغاثة بشكل صحيح وبطريقة فعالة لا سيما في غياب الاستجابة الإنسانية ويقوم الكشافة بإزالة الأنقاض وانتشال الجثث ويتطوعون في جوانب مختلفة”.
وقال بادي:”إنهم يعرفون كيفية التنظيم لأنهم محليون إلى حد ما كما أن قدرتهم التنظيمية هي المفتاح لجهود الإغاثة والكشافة من المؤسسات القليلة التي حافظت على نزاهتها وقيمها وسط الصراعات السياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة”.
واختتم بادي بالقول:”لقد نجح الكشافة دائما في عزل أنفسهم عن التأثير السياسي وهو ما يعكس الثقافة التي تمكنوا من وضعها في حركتهم” في وقت تولى فيه قائد الكشافة محمد فتحي الآغا مسؤولية تنسيق الجهود الميدانية على الأرض عبر تنظيم القادة والخبراء في مجال المساعدة النفسية للأطفال والأسر.
وأوضح الأغا قائلا:”ومن ثم طلبنا من المرشدين والمرشدات في العاصمة طرابلس جمع الهدايا للأطفال في درنة وكتابة رسائل لهم فيما أثنت المنظمة العالمية للحركة الكشفية على جهودنا التي تغذيها واجباتنا الثابتة تجاه مساعدة الآخرين”.
وبين الأغا مشاركة قرابة الـ500 من قادة الكشافة من مركز درنة للأزمات واللجان القريبة بنشاط في العمل الميداني ولعبوا دورا حاسما بعمليات الصرف الصحي وجهود البحث والانتعاش والدفن الكريم وجمع التبرعات على نطاق ليبيا بأكملها.
ترجمة المرصد – خاص