ليبيا – تابع تقرير ميداني نشرته وكالة الأنباء الفرنسية واقع حال آثار ليبيا في موقع قورينا الأثري بالقرب من مدينة شحات بعد الفيضانات الأخيرة.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد تعرض الموقع المهم لخطر الانهيار ناقلا عن رئيس البعثة الأثرية الفرنسية في ليبيا “فنسنت ميشيل” تحذيره من فناء معبد “زيوس” بتاريخه الممتد إلى القرن الـ2 الميلاد وحجمه الأكبر من نظيره “البارثينون” في أثينا.
وقال “ميشيل” العارف جيدا الموقع بعد أن عمل لمدة 10 سنوات في جزء آخر من المنطقة:”إن الأضرار المباشرة التي لحقت بآثار قورينا طفيفة نسبيا لكن المياه المتداولة حول أساساتها تهدد بانهيارات مستقبلية وتمكنت من تحليل صور الآثار التي تم التقاطها بعد الفيضانات”.
وتابع “ميشيل” بالقول:”حاليا لا يوجد دمار كبير بقورينا فالآثار قائمة لكن سيول المياه والتراب والصخور أحدثت أخاديد في الشوارع القديمة وخاصة الطريق الملكي وما زال الضرر الرئيسي قادما حيث انتشرت المياه على مساحة واسعة وأضعفت الأساسات “.
وأضاف “ميشيل” قائلا:”نظرا لأن نوعية الحجر في المنطقة رديئة فإن الآثار معرضة للانهيار بسبب عدم وجود أساسات جيدة فيما غمرت مئات الأمتار المكعبة من المياه المقبرة المجاورة ما أدى إلى غمر بعض القبور”.
وأعرب “ميشيل” عن مخاوفه بشأن مخاطر النهب المتبددة جزئيا بسبب التعبئة السريعة لإدارة الآثار الليبية التي طلبت بالفعل المساعدة من البعثتين الأثريتين الإيطالية والفرنسية التي يرأسها لحماية قورينا وموقعين قريبين.
وأضاف ميشيل أن الهدف هو تضافر الجهود مع السلطات المحلية بالتنسيق مع “يونسكو” لتسليط الضوء على نقاط الضعف الرئيسية في الآثار وتسجيل أي تدهور فيما ينبغي بعد ذلك اتخاذ إجراءات لازمة لإصلاح الصرف الصحي في الموقع ودعم أسس الآثار.
وقالت المحللة السياسية “كلوديا غازيني”:”الكثير من الموقع لا يزال غارقا بالمياه بعد أيام من الأمطار الغزيرة وفي بعض الأماكن انهارت الجدران القديمة ما أدى إلى سد المجاري المائية وعادة ما تستنزف الموقع المترامي الأطراف بمقبرته ذات حجم المدينة نفسها في خارج أسواره”.
وأضافت “غازيني” بالقول:”هناك شارع بجدران قديمة على جانبيه تربط بين مستويين علوي وسفلي حيث تتسرب عادة مياه الأمطار ولكن سقطت صخور كبيرة فيه ما أدى إلى منع التدفق وفي طابقه الأسفل هناك أيضا ماء قذر متدفق باستمرار من الأرض وسط الأنقاض”.
واختتمت “غازيني” قائلة:”ولم يتمكن سكان مدينة شحات المجاورة ولا أي مسؤول من قسم الآثار المحلية ممن التقيت بهم هناك من أن يخبرني من أين جاءت وإذا استمرت المياه في التدفق وبقيت محاصرة في الموقع قد ينهار الجدار الاستنادي آخذا معه جزءا كبيرا من الأنقاض”.
ترجمة المرصد – خاص