ليبيا – قال رئيس حزب تكنوقراط ليبيا، أشرف بلها، إن الجهود التي بذلت في المناطق المتضررة والفزعة الوطنية ستبقى صفحة عظيمة في تاريخ ليبيا وتؤكد على وحدة الشعب الليبي كنسيج اجتماعي واحد وهذه ليست غريبة على المجتمع الليبي وتجسدت في ظروف صعبة اعتقد الجميع أن الليبيين انقسموا فيها وأصبحوا أطراف مشتتين لكنهم اثبتوا بأن المناكفات السياسية لا تؤثر على وحدة الليبيين في الشدائد.
بلها أشار خلال مداخلة عبر برنامج “العاصمة” الذي يذاع على قناة “فبراير” الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد إلى أن الجهود الدولية كانت طيبة من عدة دول وأكثر من 70 طائرة وصلت لليبيا وعدة سفن تجارية شحنت الكثير من المعدات والمستلزمات وكانت فرق الإنقاذ من عدة دول وصلت لليبيا باختلاف توجهاتهم السياسية والنزعة الإنسانية واضحة.
واعتبر أن جهود الهلال الأحمر الليبي وهيئة الإغاثة والمتطوعين الشباب تحتاج لتنسيق وطني وجهود لتجاوز بها الانقسامات السياسية والأطماع المادية وشبهات الفساد والاستعانة بمنظمات دولية محترفة في ادارة الأزمات وإعادة الإعمار على المدى الطويل.
وتابع: “في حالات الكوارث هناك فترة تسمى استيعاب الصدمة التي حدثت خصوصاً أن حجم الاضرار غير متوقع وحجم الضحايا كذلك وعدد المفقودين غير متوقع وردة الفعل لم تكون منسقه لأنها كانت مفاجأة للجميع ويعاني الضحايا الذين بقوا على قيد الحياة منهم من انعدام المأوى هناك بيوت هدمت وبيوت لم تعود تصلح للسكن وهناك بيوت تحتاج للصيانة وفقدوا كل المقتنيات والأوراق الثبوتية التي تملك الملكية أموال وأشياء ثمينة وكثير من اطفالنا ابتلعهم البحر وهذه الظروف تحتاج لمعالجة عاجلة ونتمنى أن يكون هناك عون مادي قوي من خلال معونة لمن تبقى من الأسر حتى تقتني بعض اساسياتها”.
ورأى أن الانقسام سيؤثر على كل الأمور التنفيذية في الدولة الليبية وسيكون تأثيره سلبي وأضراره أكثر خاصة عندما يتم تشكيل لجان من جهتين ووضع خطط في نوع من الازدواجية التي لا تخدم القضية التي يعمل عليها في ملف درنة وغيرها علاوة على الكثير من مناطق ليبيا التي تحتاج لتأهيل.
كما استطرد خلال حديثة: “لا زالت لدينا عقدة حب التمسك بالسلطات والسعي لها وفي ليبيا عندنا التجرؤ على الوظيفة العامة حتى من يترشح لوظيفة ولا يكون أهل لها يتمسك بها ولا يرفضها ولو أنه جلس بينه وبين نفسه بضمير يرى أنه غير مؤهل كعميد بلدية درنة مع احترامنا لشخصه ولكن نتكلم عن أداء العميد أنه سيء وكان يفترض فيه الا يتصدر للمهمة وهو غير قادر على إدارة أزمات كدرنة”.
ونوّه إلى أهمية الاعتراف بأن معدل الفساد في ليبيا هو أعلى المؤشرات في العالم وهناك عدة ضربات تعرضت لها البلاد بسبب الفساد في ليبيا ويفترض أن تكون هناك عظة وعبره منها، مضيفاً “لدينا جهات ممكن الوثوق بها كمركز التخطيط الوطني جهة محترمة وغير منقسمة ولديها خبراء تكنوقراط وفي درنة معروفة بنسبة الكوادر المتعلمين فيها ومن هم معروفين بنظافة الذمة المالية ومقبولين من التركيبة الاجتماعية والمختلطة في درنة والاستعانة بمنظمات دولية لها باع في التدريب والتنظيم والمراقبة فيما يخص كيفية الإنفاق الرشيد لكل الامكانيات وضرورة تخطيط العمل في درنة بشكل جيد قبل الشروع بإعادة الإعمار”.
بلها بيّن أن التوازن الديموغرافي في كل مكان في العالم يتم أخذه بالاعتبار حتى في الدول المتحضرة وهذا طبيعي ليحظى بأكبر تأييد ممكن من خلال مشاركة الجميع فربما أي مرشح يفوز بالانتخابات بنسبة 51% لكن هناك 49% في حال جعلهم شركاء في الحكم ستكون قوة المرشح أكثر وكذلك التمثيل الاجتماعي.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك توازن في المكونات الاجتماعية ودرنة معروفة بتوازنها الاجتماعي لكن تدخل أطراف أخرى طامعة ممكن أن يفسد الأمر لذلك يجب الاعتماد على التوازن الاجتماعي في درنة وبإمكانها الازدهار من جديد لو كانت النوايا جيده.
ولفت إلى أن تكوين فريق أهلي من درنة من تكنوقراط درنة متوازن ومتخصص يعتبر نوع من الاستجابة لمطالبات أهالي درنة من خلال مظاهراتهم وكتاباتهم على مواقع التواصل وسيكون الفريق مكون من الأشخاص المعروفين بنظافتهم سواء بالذمة المالية والإدارية.
وسلط الضوء على المناطق الأخرى التي تقع بجانب درنة والمتضررة من الفيضانات والسيول متمنياً أن تكون ضمن الاهتمام والا يتم التركيز على درنة فقط.
وفي الختام أفاد إلى إمكانية الاستعانة برجال الأعمال لإعادة الإعمار وليس فقط على القطاع الحكومي في هذا الأمر بالإضافة للاستثمارات المحلية والأجنبية لتكون تجربة رائدة.