معزب: مسألة إعادة الإعمار مسألة كبيرة تحتاج إلى ميزانية ضخمة

ليبيا – قال عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر العام منذ عام 2012 محمد معزب،إن حكومة تصريف الأعمال برئاسة عبد الحميد الدبيبة لم توجه لها الدعوة رسميا للمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار درنة، الذي دعت له الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، والمقرر عقده في العاشر من أكتوبر تشرين الأول المقبل.

معزب اتهم في حديث لوكالة أنباء العالم العربي ،حكومة أسامة حماد بالممانعة ووضع العراقيل في طريق رأب الصدع والتعاون بين الحكومتين في مجال إعادة إعمار مدينة درنة.

وقال معزب:” إن هناك محاولات تجري الآن لتذليل العقبات سواء من جانب المجلس الأعلى للدولة أوحكومة الوحدة الوطنية للتوصل لصيغة تعاون بين الطرفين في هذا المجال، خاصة وأن المناطق التى تحتاج لإعادة الإعمار تقع جميعها في الشرق ولاتقع في مناطق نفوذ حكومة الدبيبة”.

كما أكد أن حكومة طرابلس مستعدة لبذل كامل جهودها لإعمار درنة وتعتبر نفسها مسؤولة بشكل كبيرعن المدينة.

وزعم أن حكومة الشرق تحاول عرقلة التعاون لسببين، الأول، هو رغبتهم في احتكار إدارة الموارد المالية والمساعدات التي ستأتي من الخارج، والثاني هو أن حكومة الشرق تحاول تغطية التقصير والتسيب والإهمال الذي حدث في درنة وتسبب في هذه الكارثة إذ لم يتم إنذار السكان ولم يتم إجلاؤهم في الوقت المناسب مما ضاعف من الأزمة.

وأشار معزب إلى أن مسألة إعادة الإعمار مسألة كبيرة تحتاج إلى ميزانية ضخمة،وحكومة الشرق تريد إدارة الموارد منفردة.

وادعى قائلا: “عندما وصلت معونات هائلة وإمدادات طبية وغذائية وايوائية للأسف الشديد برزت تصرفات من بعض مسؤولي حكومة الشرق لا تشجع على وضع كل المواد تحت إدارتها، كل ما نريده هو تكوين لجان مهنية بالدرجة الأولى تتوافق فيما بينها وتضع مصلحة السكان أولية لها”

وأردف:” إذا أصرت حكومة حماد على أن يكونوا المسؤولين الوحيدين وكل شيء تحت تصرفهم، ستكون عملية إعادة الإعمار عرجاء وبطئية و لن تؤتى ثمارها، كما لا نتوقع أن يكون لذلك آثار وانعكاسات على السكان المنتظرين إنجازات وتحركات سريعة بحيث يعودوا إلى مساكنهم ويتم إعادة بناء البنية التحتية في مناطقهم وغيرها من الأمور المطلوبة لاستعادة الحياة فى درنة”.

ورأى أن الأزمة بين الحكومتين مفتعلة وليست حقيقية، والتقارب ممكن وليس مستحيلا، كما أن حجم الكارثة كبير ولا يسمح بأى مماحكات سياسية واختلافات، فيجب أن يخجل الجميع من نفسه إذا لم يتفقوا على التحرك بسرعة لخدمه أهلنا فى درنة.

وواصل حديثه: “هناك أشخاص يحاولون الحصول على منافع شخصية من خطط إعادة الإعمار، ولذلك يريدون أن تكون الأمور تحت سيطرتهم ولكنهم ليسوا القاعدة هم مجرد استثناء”.

وأكد أنه لا توقعات بتوحيد حكومتي الشرق والغرب،معتبرا أن هذا أمر مستحيل، لكن من الممكن تشكيل لجان مستقلة متخصصة مشكلة من أطراف تتبع للغرب والشرق تكون مسؤولة عن إعادة إعمار درنة والمناطق المحيطة بها كسوسة والبيضاء،إذ نحاول أن نبعد هذه المنطقة عن أي تجاذبات سياسية أو خلافات، وهدف هذه اللجان سيكون فقط تنظيم وإدارة مسألة إعادة الإعمار ليس أكثر،على حد قوله.

وعن دور المبعوث الأممي في خطط إعادة الإعمار، قال معزب:”نتواصل بشكل يومي مع المبعوث الأممي في مجال إعادة الإعمار، وذلك في محاولة لرأب الصدع بين حكومتي الشرق والغرب لكن الأمور لم تصل إلى حد الوساطة فمازال في إمكان الليبيين أن يتفاهموا مع بعض في هذه المسألة دون تدخل دولي وخارجي”.

ولفت إلى أن التحقيقات في مسألة التقصير في درنه تتم على قدم وساق حيث يتولى النائب العام التحقيقات بحرية كاملة بحيث يمكنه استدعاء أي شهود والاستماع لإفاداتهم، كما طلبنا تحقيقا دوليا في الأمر، ولا تهاون مع المقصرين.

Shares