ليبيا – علق المحلل السياسي عبد الله الكبير، على زيارة خليفة حفتر إلى روسيا وعلاقتها بزيارة قائد الأفريكوم والسفير الأمريكي لحفتر قبل أيام، معتبراً أنه بالنسبة لزيارة حفتر لروسيا واستقباله من قبل نائب وزير الدفاع الذي سبق وقام بزيارته خلال الأيام القليلة الماضية بعد كارثة الفيضانات وكانت هناك زيارات سابقة لها أهداف معينة.
الكبير قال خلال مداخلة عبر برنامج “العاصمة” الذي يذاع على قناة “فبراير” السبت وتابعته صحيفة المرصد إن من أهداف الزيارة الأول ترتيب أوضاع الفاغنر في ليبيا وتجديد التحالف بين روسيا وحفتر بعد التطورات التي طرأت على شركة الفاغنر وتمرد رئيسها ومقتله في حادثة الطائرة وإعلان الرئيس الروسي إن مقاتلي الفاغنر بوسعهم ابرام عقود مباشرة مع وزارة الدفاع الروسية أي أنهم أصبحوا يتبعون وزارة الدفاع والدولة الروسية وهذا يترتب عليه وضع عسكري وقانوني جديد لأن روسيا كانت تنكر أي ارتباط لها بالفاغنر وتعتبرها شركة أمنية خاصة وبوسع أي دولة الاستعانة بها.
وأضاف: “حفتر في تقدمه بالسن والأمراض التي يعاني منها بالضغط الذي تشكله عليها المحكمة الأمريكية التي ادانته فيما سبق وقد تصدر عليه ادانة أخرى يريد أن يرتب الأمور لابنه صدام الأقرب والأرجح وسيكون على حفتر أن يقنع روسيا أن حليفهم المقبل في معسكر شرق ليبيا خلفاً له سيكون صدام بالنظر لحجم المهام والمسؤوليات التي كلف حفتر ابنة صدام”.
ورأى أن الصراع الروسي الأمريكي في ليبيا لم يعد خفيًا وروسيا من الدول التي لم تعد تريد أن تقود العالم قوة واحدة وإنما رؤية بوتين هي لعالم متعدد الأقطاب تكون فيه أربعة أو خمسة رؤوس تقرر مصير العالم وحدها، معتبراً أنه في كل أزمة يجب أن تكون روسيا على الطاولة ولهذا سبب في جعل روسيا تتوغل في افريقيا.
وبيّن أن الصراع بين أمريكا وروسيا واضح ولن يحسم ويتم تسوية القضية الليبية قبل حسم الصراع الرئيسي بين الدولتين وفي اطار أوسع حلف الناتو مع روسيا في الحرب الاوكرانية وبالتالي الصراع فرعي لصراع رئيسي يدور في الأراضي الاوكرانية.
وأوضح أن الردود التهكمية من المسؤولين الروس على التصريحات الأمريكية تتكرر والمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية كثيرًا ما تسخر من التصريحات الأمريكية وهذا التصريح التهكمي يعكس الاستخفاف الروسي بالتصريحات الأمريكية وربما هم على قناعة أن التصريحات لن يعقبها فعل حقيقي ومن ثم لا يواجهونها ولا يردون عليها إلا بالسخرية.
كما استطرد خلال حديثة: “إن كان حفتر تم تحذيره من التعامل مع الروس أثناء حربه على طرابلس في لقاء عقد في احدى الدول العربية مع فريق أمريكي كبير وقالوا له إن تعاملك مع روسيا والفاغنر وكأنك تربي أفعى في ملابسك لكنه لم يكترث. كان الأولى إن كانت روسيا دولة عظمى وكبرى ولا تريد أمريكا أن تفعل معها شيء في الوقت الراهن لأنها لا تريد أن تصعد وأعتقد أن أمريكا قادرة على لجم حفتر”.
وتابع: “هناك أكثر من خيار ولكن الخيار الذي أمامهم الآن توحيد السلطة في ليبيا عن طريق الانتخابات وربما يدفعون السلطة المنتخبة لمواجهة الوجود الخارجي برمته وبالتالي تحجيم النفوذ الروسي في ليبيا، الأوراق الأخرى التي يستطيعون اللعب عليها وهي الضغط على حفتر تهديده بمحكمة الجنايات الدولية وشن حملة عليه من الصحافة، أن تصدر على الأقل تصريح من مسؤول أمريكي رفيع المستوى تجاه الجرائم التي يرتكبها حفتر في ليبيا ربما قد تخيفه وتدفعه للتراجع عن المضي في التحالف مع روسيا لكن أمريكا لا تفعل ذلك وهي مّصرة على إجراء الانتخابات حتى توحد السلطة في ليبيا”.
ورد على احتمال توجه أمريكا للخيار العسكري، مستبعداً ذلك لأن الخيار العسكري غير مطروح بالنسبة لأمريكا وأن تدخل في مواجهة مع روسيا خاصة أن وجود روسيا في الشرق لم يصل لمرحلة الخطر، مضيفاً “ماذا لديها روسيا من أسلحة استراتيجية في ليبيا باستثناء طائرات الجيل الثالث وأعتقد انها لن تصمد أمام دفاعات حلف الناتو ولكن أن تطور الأمر وجلبت روسيا صواريخ استراتيجية وقادرة على ضرب قواعد حلف الناتو والعواصم الاوروبية هنا سيدق ناقوس الخطر بالنسبة للغربيين”.
وأفاد أن التواجد التركي في ليبيا هو تواجد من أجل المصالح التركية التي لديها مصالح في ليبيا وأهداف استراتيجية وتريد أن تصبح منطقة كبرى وقوة اقليمية وهي كذلك وتعززها من خلال تواجدها العسكري في أكثر من منطقة في العالم وتستثمر مصالحها من خلال الصراع الروسي الأمريكي حيث ستحافظ على علاقتها المعقدة والمتشابكة مع روسيا ولن تفقد حليفها الأمريكي وتستثمر الصراع من خلال تواجدها في ليبيا أكثر فأكثر.
أما بالنسبة للتواجد العسكري المصري اعتقد أنه ليس كما يروج له البعض أنه احتلال ناعم وهناك دعوات مصرية لضم شرق ليبيا فهذا ليس بالبساطة لأن الحدود الدولية محمية باتفاقيات دولية ولا يمكن انتهاكها بسهولة.
وأردف في ختام حديثة: “أدخلوا قوات عسكرية تحت ستار المساعدات وقد أدخلوا بعض المساعدات وساهموا في بعض عمليات الإنقاذ وليس بالحجم الذي يظهره الإعلام المصري، القوة العسكرية دخلت لأن هناك لحظة خطيرة في شرق ليبيا تهدد نفوذ حليفها حفتر وهم يضعون كل الاحتمالات”، معتبرًا أن ما حدث كان يمكن أن يؤدي لانتفاضة ضد حفتر بالتالي تخسر مصر حليفها لذلك بعد الاطمئنان على وجوده في المشهد وبأنه هو المسيطر من المستبعد بقاء هذه القوة وفقاً لتعبيره.

