ليبيا – أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي أن الحل يجب أن يكون من الليبيين من خلال حوار بين من يتحلون بإرادة حسنة ويريدون إخراج البلاد من الأزمة، معتبراً أن هذه مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية.
باتيلي علق خلال لقاء أذيع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد على عقد اللقاء الخماسي بين الاطراف الفاعلة قائلاً “ليس لدي وجهة نظر نهائياً بهذا الخصوص والأمر يتوقف عليهم، هل يريدون أن يعينوا ممثلين عنهم للتحدث باسمهم؟ ولكن في مرحلة معينة يجب أن يلتقوا وعندما اتحدث عنهم أرى أنه ليس هناك اختلاف بشأن المبادئ وبالتالي لماذا لا يلتقون معاً ويتحدثون؟ هم يذهبون لخارج البلاد ويتحدثون للقادة الأجانب ولكنهم لا يمكنهم الحديث لبعضهم البعض”.
وأشار إلى أن الطريقة والحل الوحيدة هو تشكيل حكومة واحدة والاتفاق على تشكيل حكومة جديدة ليست انتقالية بل موحدة لديها السلطة في أن تبسط سيطرتها على كامل ليبيا وتقود البلاد لانتخابات وهذا يمكن أن يتم من خلال المفاوضات السياسية بين أصحاب الشأن الرئيسيين وليس من طرف واحد فقط لأنه لو قام طرف واحد بإنشاء حكومة لن يقبلها الطرف الآخر وسيؤدي ذلك للنزاع، مبيناً أن هذا هو السبب في رغبته باجتماع الأطراف لمناقشة ذلك بشكل سلمي وتشكيل حكومة جديدة.
واعتبر أنه يريد رؤية العملية الانتخابية في ليبيا كعملية يكون فيها جميع أصحاب الشأن كلاً في مسؤوليته من أجل وحدة ليبيا والسلام والاستقرار فيها ولا يتعلق الأمر فقط في مجلسي النواب والدولة لأنه يقع على عاتقهما خلق الظروف المواتية لأنهم أنفسهم جزء من النزاع بحسب قوله.
وشدد على أن الأمم المتحدة ليست متواجدة في ليبيا من أجل فرض أمر بل لدعوة القادة لتحمل مسؤولياتهم بشكل صادق وشفاف ونزيه بعيدًا عن الاعتبارات الجهوية والقبلية.
كما استطرد خلال حديثة: “أنا لا أفرض حلولاً ولكن أيسّر الحلول والنقاش بينهم لإيجاد الحلول وهناك الكثير من المخاطر التي تحوم حول البلاد ومخاطر تفككها، في الواقع لدينا اليوم بلدين في ليبيا، المواطنين لا يمكنهم التنقل بحرية وبالتالي من الضروري على القادة الاضطلاع بدورهم، عندما تكون رئيس لمؤسسه ما عليك أن تفكر في مصلحة الشعب الذي انتخبك، الذي يريد أن يكون شعب واحد، انظر ما حدث في درنة عندما حدثت المأساة جميع الليبيين اجتمعوا وساعدوا درنة هذا نداء استيقاظه لجميع القادة، انظروا هذه المأساة يمكن أن تحدث مرة أخرى قد تحدث غداً في بنغازي والزاوية أو سرت أو جميع المناطق لننظر لمصلحة بلدنا وليس لموقفنا الشخصي لأن المواقف الشخصية لا تصب في مصلحة الشعب الليبي”.
وفيما يلي النص الكامل للقاء:
س/ آخر ما تحدثت عنه في الإحاطة فيما يتعلق بها لماذا خلت من أي مبادرات وخطط لحل الأزمة؟
خطتي التي أتبعتها منذ أن وصلت ليبيا في أكتوبر الماضي هو أن الحل يجب أن يكون من الليبيين، الذين طال أمد أزمتهم وتحدثت مع القادة والجيش والحكومة وقلت دائماً الخطة هي أن يكون هناك حوار بين الليبيين وأقصد أولئك الذين يتحلون بإرادة حسنة ويريدون إخراج بلدهم من الأزمة. وهذه مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية ولذلك زرت العديد من المناطق في البلاد واستمعت لكثير من الليبيين الذين لديهم متطلبات مختلفة والأهم تحدثت للقادة الليبيين وأصحاب الشأن الرئيسيين كمجلس النواب والدولة والجيش الوطني والحكومتين والمجلس الرئاسي ولطالما قلت إن الحل هو الحوار الذي يجمع الليبيين.
س/ محاولات اخراج الليبيين أنفسهم من الأزمة التي يعانونها طوال السنوات تحدثت في احاطتك السابقة عن عزمك لعقد لقاء بين الأطراف السياسية، كما ذكرتها الدبيبة وحفتر والمنفي وعقيلة، أين وصلت جهودكم لعقد اللقاء؟
عندما نبدأ بمثل هذا الأمر ليس سهل، هؤلاء القادة من مدة طويلة لم يلتقوا ببعضهم ويتحدثون لبعضهم، هل يمكنكم أن تفكروا في بلد لا يمكنه لمجلس النواب الذي يمثل كل الليبيين لا يتمكن فيه رئيسه من الحضور للعاصمة والتقاء الحكومة؟ ورئيس مجلس الدولة لا يمكنه التوجه لبنغازي؟ قائد الجيش العربي الوطني لا يمكنه التوجه لمصراته! بسبب هذه الوضعية من غير الممكن مواصلة عملية الحوار ولا يمكن حل الأزمة دون تحمل مسؤولياتهم التاريخية والسياسية.
س/ أنت تفكر في عقد اللقاء بشكل مباشر يجمعهم الخمسة أم عن طريق ممثلين عنهم؟
ليس لدي وجهة نظر نهائياً بهذا الخصوص والأمر يتوقف عليهم، هل يريدون أن يعينوا ممثلين عنهم للتحدث باسمهم؟ ولكن في مرحلة معينة يجب أن يلتقوا وعندما اتحدث عنهم أرى أنه ليس هناك اختلاف بشأن المبادئ وبالتالي لماذا لا يلتقون معاً ويتحدثون؟ هم يذهبون لخارج البلاد ويتحدثون للقادة الأجانب ولكنهم لا يمكنهم الحديث لبعضهم البعض.
س/ قلت في الإحاطة إن هناك بعض الأطراف تعترض بشدة على حضور هذا الاجتماع من هي هذه الأطراف التي لا تود الحضور أو تعرقله؟
لا أعتقد أن هناك معارضة قوية تحدثت إليهم جميعاً، بطبيعة الحال لديهم تحفظات وتساؤلات وأعتقد أنه من المهم بالنسبة لهم أن يعوا حل مشاكل ليبيا وهذا ما طلبه المواطن الليبي البلد الذي عاش أزمة لأكثر من عقد بحجم اليأس والدمار الذي طال البنية التحتية والاقتصادية والخلافات السياسية عندما تحدث مثل هذه الوضعيات من المهم تحمل مسؤولياتهم ويجتمعوا معاً، لديهم وجهات نظر مختلفة ولكن لنجد تسوية القضايا التي لدينا بشأنها خلافات.
س/ طالما لا يوجد لديهم اعتراضات بالشكل الكبير لماذا لم يلتقوا للحظة وما الذي يؤخر هذا اللقاء الذي يحظى بدعمكم وكذلك بدعم أمريكي؟
أعتقد سمعتم احاطتي يوم الاثنين وجميع الأعضاء طالبوا أن يتم الاجتماع وأن الحل بالنسبة لتعافي ليبيا ومن أجل السلام والاستقرار لا يمكن أن يأتي إلا من خلال تحمل القادة مسؤوليتهم، القادة القبليين والمجتمعيون وحتى الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني والجميع يطالب انهاء الازمة وهذه الأزمة ستستمر ما لم يتحمل القادة مسؤولياتهم وهذا هو المهم الآن تاريخياً كقادة للبلاد من المهم أن يقولوا لأنفسهم ما هو الإرث الذي سأتركه للتاريخ رئيس لمجلس النواب أو الدولة او قائد للحكومة هل سيكتبني التاريخ كشخص أتى بالسلام والاستقرار أم كشخص سمح بالجمود والانسداد والتمتع بالمأرب الشخصي دون الالتفات لمعاناة الشعب الليبي.
س/ هذه المبادرة التي يقول عنها رئيس مجلس الدولة محمد تكالة في لقاء خاص أن ما يقصده باثيلي في توسيع دائرة المشاركة وانشاء طاولة دائرية بمشاركة حفتر والمنفي والدبيبة والدولة والنواب هي غير واضحة بالنسبة له لماذا للآن لا تبدوا المبادرة واضحة لشخصية رئيسية كتكالة ومسألة الاستجابة الأطراف كيف تقدرها؟
لا اريد أن أعقب على المواقف الفردية، المواقف الآن هو أن يفهموا أنهم مدينون بشيء للشعب الليبي، لديهم مؤسسات انتهت ولايتها وكنت عضوا في البرلمان في بلدي لعهدتين ولا يمكنني التفكير في تمديد ولايتي مدى الحياة. هذا السبب الذي يجعل من الانتخابات ضرورية كي يكون للبلاد مؤسسات شرعية وبرلمان شرعي وحكومة شرعية ومؤسسات أمنية موحدة وجيش موحد للدفاع عن حدود ليبيا في وقت يتميز بالأزمات حيث نجد عدد من المخاطر، انظروا للسودان ومنطقة الساحل وحوض المتوسط وما يحدث في المنطقة بشكل عام. هناك روح من المسؤولية ينبغي أن يعم الاستقرار ليبيا ويجب أن يجتمعوا ونحن هنا من أجل دعم الاستقرار وليس من أجل اتخاذ موقف من شخص دون الآخر، نحن هنا من أجل دعمهم ليتمكنوا من الاجتماع والنقاش، عندما أرى المشاكل التي قد تؤدي للنزاع بين الليبيين يجب أن أشير اليها وأقولها بشكل صادق.
س/ الإحاطة الأخيرة وأبرز النقاط الخلافية حددتها في أربع نقاط إلزامية الجولتين، ربط الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والحكومة الجديدة وخلاف المجلسين على نسخة القوانين، فيما يتعلق بربط الانتخابات الرئاسية والبرلمانية رأيت أن ورائها اختبارات سياسية غير معلنة ما طبيعتها؟
أعتقد هذا النص القانوني يظهر مستوى انعدام الثقة في العديد من الانتخابات، رأيت الكثير من الانتخابات عبر العالم من أجل انتخاب ممثل من القاعدة الشعبية نذهب للبرلمان ونناقش القوانين المتعلقة بالبلاد، بالتالي البرلمان يتمثل بانتخاب برلمانيين يمثلون الشعب على المستوى المحلي والدوائر الانتخابية بالنسبة للانتخابات الرئاسية نختار قائد واحد يقوم بحكم البلاد وبالتالي طبيعة النوعين من الانتخابات مختلفة ولا أهتم إلا ان حدثت الانتخابات في اليوم نفسه الأمر ليس اشكالاً لكن الإشكال أن نقول إنه في حال الإخفاق في الانتخابات الرئاسية فإن الانتخابات البرلمانية تلغي بشكل آلي ما السبب وراء ذلك؟ هل هذا يفترض مسبقاً أن الانتخابات ستفشل؟ اعتقد أني أُفكر بحسن نية.
س/ لا تملك تقدير عن ذلك عندما تقول إنه غير واضح بالنسبة لك إن كانت الانتخابات الرئاسية ستلغى برمتها إن فشلت؟ ما الغاية من وراء ذلك حسب ما تراه أنت؟
هناك إشكال سياسي وليس فني، إن كان هناك حسن نية من قبل الأطراف الفاعلة ممكن للانتخابات أن تتم وكل شخص يمكنه أن يطعن لأي سبب كان سواء الانتخابات البرلمانية أم الرئاسية وأن يخفق مسار العملية كلها كما حدث في ديسمبر 2021 ومن ثم هذا إشكال الجولة الثانية الإلزامية وهذه أول مرة في التاريخ أرى اقتراح في ليبيا أنه مهما كانت النسبة التي وصل لها المترشح حتى ولو كانت 70% من الأصوات ينبغي أن يكون هناك جولة ثانية، هذا أمر لم أراه في العالم. وعليه بالنسبة لي لا يوجد إشكال بالنسبة للطابع الفنية للانتخابات، الانتخابات يمكن أن تتم فنياً ولكن سياسياً وبسبب انعدام الثقة بين القادة وفي أي وقت يمكنهم أن يستعملوا الأحكام القانونية من أجل عرقلة المسار الانتخابي. الانتخابات في ديسمبر 2021 كان لها أن تتم ولكن لم يحدث ذلك بسبب انعدام الثقة على المستوى السياسي.
س/ ما المشهد الذي تتخوف منه أن يحدث إن أجريت الانتخابات بهكذا نصوص وصيغ قد لا ترى اليها بنظرة إيجابية على أنها ستقود الليبيين لانتخابات ما المشهد الذي تتخوف منه؟
لجنة الـ 6 قامت بعملها وبعمل يستحق الثناء وعلي أن أجدد ذلك لكن المسائل المتبقية هي مسائل ذات طبيعة سياسية لهذا السبب قلت إن السياسيين يمكنهم أن يلتقوا ويجب أن يلتقوا لحل مثل هذه المسائل، مسألة الحكومة قالوا إن المادة 85 تشير لتشكيل حكومة جديدة ويجب تشكيلها في إطار زمني معين، من أجل أن تحدث الانتخابات لا يتعلق الأمر فقط بالجوانب الفنية، لديكم ما حدث في حكومة باشاآغا عندما تم تعيين الحكومة من قبل مجلس النواب ما الذي حدث في البلاد؟ رأينا ما حدث هل يريد الليبيين تكرار السيناريو مرة أخرى؟ لا بالطبع والطريقة الوحيدة والسبيل الوحيد لتلافي ذلك هو أن يلتقوا وبحسن نية وأن يقولوا إن البلاد لا يمكنها أن تتحمل حكومتين وينبغي أن تكون هناك حكومة واحدة ولنتفق على تشكيل حكومة جديدة ليست انتقالية بل موحدة لديها السلطة في أن تبسط سيطرتها على كامل ليبيا وتقود البلاد لانتخابات وهذا يمكن أن يتم من خلال المفاوضات السياسية بين أصحاب الشأن الرئيسيين وليس من طرف واحد فقط لأنه لو قام طرف واحد بإنشاء حكومة أن هذه الحكومة لن يقبلها الطرف الآخر وسيؤدي ذلك النزاع وهذا ما يجعلني اريدهم أن يجتمعوا ويناقشوا بشكل سلمي ويشكلوا حكومة جديدة وأنا على أهبة الاستعداد، من أجل تسهيل النقاشات.
س/ طالما أن الحكومة تحتاج لمفاوضات هل ستكون متركزة على الخمس شخصيات أم مفاوضات أوسع تشمل ممثليهم ربما والبعض يذكر بحالة مسألة اجتماع تونس جنيف إن كانت التجربة ستتكرر مرة أخرى؟
عندما ننظر للوضع في ليبيا ما هو سبب الانسداد؟ خلق بسبب أولئك الذين لديهم مناصب في المؤسسات ويتمسكون بها وعليه أنه من أجل خروج ليبيا من أزمتها هم مسؤولين عن ليبيا وأزمتها وعليهم أن يجدوا الحل ليس هم فقط لأن الانتخابات تتعلق باختيار قادة للبلاد برلمانيين ورئاسيين وبمناسبة الانتخابات يأتي المترشحين مع خططهم وعملهم لليبيا وإن كانت لدينا أرضية لفرص متكافئة لجميع المترشحين يتمكنون بها من الذهاب لكل ربوع ليبيا وعرض برامجهم لا يمكن أن يخلق كل هذه الظروف المواتية إلا حكومة موحدة وهؤلاء المرشحين يمكن أن يخلقوا زخماً للنقاش في البلاد وللمصالحة الوطنية القادة من الشرق يذهبون للغرب والجنوب والعكس هذا يمكنه أن يعكس زخماً في البلاد لكن ليس ذلك فقط وليس هم فقط.
بل الداعمون الأمنيون سمهم مليشيات او تشكيلات مسلحة لديهم دور يضطلعون به، لا يمكننا إجراء انتخابات في ظل ظروف تكون فيها المليشيات والتشكيلات المسلحة تعرقل المسار الانتخابي لذلك ومن شهر مارس عملت وبدعم من لجنة الـ 5 + 5 المشتركة حوار بين الفاعلين الأمنيين في تونس وهنا في طرابلس وبنغازي هذه النقاشات خلقت زخماً، التشكيلات المسلحة ذهبت من الغرب للشرق والعكس وخلال أزمة درنة رأينا هذا النوع من التعاون بين الجيش الوطني الليبي وبعض التشكيلات المسلحة من الغرب وهذا أمر مهم جداً.
وكذلك منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية يجب عليهم إيجاد حل خلال الدعاية الانتخابية من أجل الاتفاق على الدخول في العملية الانتخابية وعدم عرقلتها وبالتالي يكون عليهم التوقيع على مدونة السلوك ويمكن لرجال الاعلام ارباك المشهد يجب عليكم خلق الظروف المواتية من أجل الاستماع لبعضهم وليس التحريض وخطاب الكراهية وأن يكون هناك نقاش سلمي حول مستقبل ليبيا انتم رجال الاعلام لديكم دور تقومون به مع الفاعلين الأمنيين واللجنة العسكرية المشتركة 5+5 تضطلع بدور مهم في الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وعندما نفكر في مسألة القوات المسلحة الموحدة في ليبيا هذا أمر مهم قائدا الأركان الناظوري والحداد يناقشون كيف أن يكون هناك جيش موحد من أجل حماية الحدود في ليبيا، أريد أن أرى العملية الانتخابية في ليبيا كعملية يكون فيها جميع أصحاب الشأن كلاً في مسؤوليته من أجل وحدة ليبيا والسلام والاستقرار فيها ولا يتعلق الأمر فقط في مجلسي النواب والدولة لأنه يقع على عاتقهما خلق الظروف المواتية لأنهم أنفسهم جزء من النزاع.
س/ ما تصورك للحكومة الموحدة، هل بدمج الحكومتين الدبيبة وأسامة حماد أم حكومة جديدة تكنوقراط مصغرة؟
لست أنا من أقرر الأمر الوحيد الذي أعتقد أنه ضروري في ليبيا هو إنهاء دوامة الحكومات الانتقالية والموازية في الشرق والغرب، الشعب يشعر انه تم التخلي عنه، انظر لما حدث في درنة هناك حاجة وضرورة للالتقاء وإيجاد أرضية مشتركة لتقييم مدى الدمار هناك، التكلفة وكيفية إعادة بناء المدينة وهذا الأمر لا يمكن أن يأتي من قبل مجموعات فرادى من الشرق أو الغرب وكل طرف يأتي بلجنته ويجب استعمال الأموال الليبية وأن يكون المسار شفافاً ويعمل بشكل ناجع تحت كيان واحد يقيم الأضرار ويعيد الاعمار وهذا منطقي، ليبيا هي البلد الوحيد الذي لديه هذا الوضع الآن بحكومتين، وأعتقد أنه إن ما كانوا يتمتعون بالحكمة أنهم سيلتقون ويتمكنون من إخراج بلدهم من هذه الوضعية.
س/ متى سيعقد هذا اللقاء؟
أتمنى أن يتم بسرعة ومن الأفضل أن يحدث في اسرع وقت ممكن للانطلاق بالمسار الانتخابي وأن يكون هناك حكومة موحدة موجودة في العاصمة طرابلس وتخلق زخم الانتخابات وهذا ما يريده المواطن، هم كقادة يمكنهم التنقل عبر البلاد بعكس الوضع الحالي وهذه مأساة حتى بالنسبة للعائلات حتى تتمكن من الذهاب والتنقل شرقاً وغرباً، ليبيا بلد واحد ويجب عليهم القيام بذلك حتى تكون البلاد موحدة تتمتع بالاستقرار وتكون قوة اقتصادية في المنطقة ولديها الثروات لتصبح الأولى في هذه المنطقة، لنعطي الليبيين هذه الفرصة ليتمتعوا بالازدهار وهذا ما أقوله لليبيين الأمم المتحدة ليست هنا من أجل فرض أمر بل دعوة القادة لتحمل مسؤولياتهم بشكل صادق وشفاف ونزيه بعيد عن الاعتبارات الجهوية والقبلية ليبيا موحدة واحدة تصبح مزدهرة وأنا احلم بهذا ونحن هنا لدعم هذا المسار.
س/ هل تعد الليبيين أن يكون العام الثاني لولايتك كمبعوث أممي عام الإنجازات أم عام آخر ضائع؟
الأمر لا يتوقف علي، أنا هنا من أجل تيسير ودعوة كافة القادة لتحمل مسؤولياتهم ويمكن أخذ جَمل للواحه ولكن لا يمكنك إجباره على شرب الماء، أقوم بما وسعي عندما اذهب لسرت مصراته درنة سبها بنغازي وكل مكان أزوره في هذه البلاد عندما استمع للشعب الليبي، اكاديميين القادة الاجتماعيين البلديات كل ما يريدونه عودة البلاد لوضعها الطبيعي، كلهم يعتقدون أن قادتهم خذلوهم، لا نحتاج لسنتين من أجل التحضير لانتخابات والذهاب اليها إن كانت هناك إرادة حسنة سياسية وأخلاقية يجب الذهاب للانتخابات وهذا لا يتوقف علي بل عليهم إن أرادوا أن يبقى الوضع كما هو عليه لن يتحدثوا لبعضهم البعض كما لو كانوا أعداء. عليهم كقادة التحلي بروح المسؤولية والاجتماع وايجاد حل وسط لليبيا.
أنا لا أفرض حلولاً ولكن أيسّر الحلول والنقاش بينهم لإيجاد الحلول وهناك الكثير من المخاطر التي تحوم حول البلاد ومخاطر تفككها، في الواقع لدينا اليوم بلدين في ليبيا، المواطنين لا يمكنهم التنقل بحرية وبالتالي من الضروري على القادة الاضطلاع بدورهم، عندما تكون رئيس لمؤسسه ما عليك أن تفكر في مصلحة الشعب الذي انتخبك، الذي يريد أن يكون شعب واحد، انظر ما حدث في درنة عندما حدثت المأساة جميع الليبيين من جميع المشارب اجتمعوا وساعدوا درنة هذا نداء استيقاظه لجميع القادة، انظروا هذه المأساة يمكن أن تحدث مرة أخرى قد تحدث غداً في بنغازي والزاوية أو سرت أو جميع المناطق لننظر لمصلحة بلدنا وليس لموقفنا الشخصي لأن المواقف الشخصية لا تصب في مصلحة الشعب الليبي.
كوسائل إعلام لديكم دوراً مهم في إعادة توحيد ليبيا والعملية الانتخابية من أجل أن تقود البلاد نحو مؤسسات شرعية لأنه اليوم من المهم الليبيين أن يقوموا بإعادة بناء بلدهم ويبقوا موحدين ويكون هناك استقرار في البلاد، جيش واحد وحكومة واحدة وجهاز أمني واحد في كامل ربوع واحد وليس مؤسسات متشظية كما هو الحال في كل مدينة في هذه البلاد حان وقت المسؤولية والالتزام الحقيقي وشكراً لكم.