السفير الألماني لدى ليبيا: لا بديل للانتخابات في ليبيا.. ويجب حل مسألة عدم وجود حكومة واحدة

ليبيا – استبعد السفير الألماني لدى ليبيا ميخائيل اونماخت أن يكون هناك بديل للانتخابات في ليبيا، مشيراً إلى أن توقيتها مهم وبحاجة لجهود دولية وليبية والتعاون بينهما.

اونماخت قال خلال لقاء خاص أذيع على قناة “ليبيا الاحرار” التي تبث من تركيا الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد إنه بعد حادثة درنة الجميع رأى الارادة القوية للشعب في مساعدة الآخرين بالتالي يجب أن يفهم المسؤولين الليبيين أن الانقسام سياسي وليس مجتمعي.

وأكد على أن مصلحة كل اللاعبين الاستقرار في ليبيا، معتقداً أن هناك ارادة قوية في ربوع ليبيا للخروج من الازمة والاتحاد الأوروبي يلعب دور أكبر الآن مما كان عليه قبل 5 سنوات .

وشدد على ضرورة حل عدم وجود حكومة واحدة في ليبيا والوصول لتقدم سياسي في ليبيا وأن تكون هناك مؤسسة واحدة عن الأمن الجوي في ليبيا للتقدم في هذا الملف.

وفيما يلي النص الكامل:

 

س/ ما تقيمك للوضع في ليبيا بعد قرابة الـ3 سنوات من عودة الديبلوماسية الألمانية لليبيا ؟

فتحنا بشكل رمزي السفارة الألمانية في سبتمبر 2021 بعد 3 أشهر من مؤتمر برلين الثاني وكان الأمل عندنا قوي وفتحنا تدريجياً السفاره ووجود الدبلوماسيين بشكل دائم وسكرنا السفارة في تونس من 3 أشهر بشكل كامل وهذا دليل للتقدم في ليبيا وفي نفس الوقت ألمانيا تلعب دوراً ايجابياً مع مؤتمر برلين الأول والثاني في ليبيا وعندما عملنا حوار في 21 فكرنا أننا قريبين من تحقيق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في ليبيا في ديسمبر 21 وهذا ما حدث وبشكل عام أرى تقدم في الوضع الليبي وأرى توتر وعواقب للتقدم، بالنسبة  لنا كسفارة أظن نجحنا تدريجياً ورجعنا تدريجياً والآن موجودين وبشكل كامل مع دبلوماسيين ألمان في ليبيا وهذا مهم ورجعت الكثير من السفارات لليبيا وهذا رمز ودليل لصفة الدبلوماسيين.

 

س/ كأن التوقعات كانت أكبر في تلك الفترة مما تحقق الآن وبعد 3 سنوات وخاصة في عملية إجراء الانتخابات؟

كنا أكثر متفائلين في 21 والسبب أظن أني لم اعرف العواقب والبلد واظن الآن اعرفها وفي رأيي الانتخابات مهمة وشيء أساسي للاستقرار في ليبيا وفشل الانتخابات في 21 وكان يجب أن نجلس جميعاً اصحاب القرار اللليبين والدوليين لنعرف اسباب هذا الفشل.

 

س/ ما الذي كان غائب عن تقديرات الجانب الدولي سواء الالماني والذي كان لاعب أساسي في إطلاق برلين 1-2؟

بعض الأحداث التي جرت، لو نظرنا للمستقبل لكانت من الصعب في 21، جزء من المشكلة كانت تقدم بشكل سريع جداً مؤتمر برلين الأول في 2021 وبرلين الثاني في 2021 وبينهم جنيف والمنتدى وخارطة الطريق وكله كان سريع ولكن لم نرى العواقب بشكل كامل رغم أننا حققنا 80% من الطريق واعتقد أن الليبيين والمجتمع الدولي فرحين من التقدم.

الـ 20% التي لم يتم حسابها وتنفيذها وكانت عقبة مسارات برلين الأمني والاقتصادي والسياسي كله مرتبط مع بعض وكانت هناك مشاكل في كل المسارات والأمني كان مطلوب في برلين 2 انسحاب كل القوات الاجنبية وبشكل متوازن وكان يجب أن يقر قوانين الانتخابات في صيف 2021، كانت تحت سيطرة الأمم المتحدة في ذلك الوقت افشلت ذلك وما كنا في خريف 21 مع قوانين قوية جداً لتنفيذ الانتخابات وعدم إرادة تحقيق الانتخابات عند بعض الأجسام وعندنا كمجتمع دولي مسؤولية وكنا متفائلين أكثر، يجب أن نتعلم جميعاً من فشل المسار السياسي ويجب الدقة وأن نستمر في الجهود.

 

س/ في وقتها لم يكون هناك وارد في حساباتكم أنه سيكون هناك خلافات كبيرة بشأن الإنتخابات للدرجة التي لم تطرح المسألة على طاولة الحوار في جنيف؟

أظن أن تكلمنا على الانتخابات المسؤولية ليبيا الانتخابات وقوانينها كان واضح سؤالنا من الذي عنده حق الترشح؟ وهذا كان عدم وجود قرار واضح وكل واحد كان ممكن يقرأ أو يفهم ما يريد وهذا غلط، فشل المنتدى وكان في صيف 21، وكان الاتفاق بين مجلس النواب والدولة صعب وكنا نعرف الصعوبات ولكن ذهبنا للنفق ورأينا الضوء.

 

س/ هل يمكن القول إن هناك نمط محدد للمشكلة الليبية بحيث يمكن للأطراف الدولية أن تتناغم مع الطرف المحلي حول هذا الشكل بحيث نضمن أن العملية السياسية ستمضي نحو عملية انتخابية حقيقية؟

لا أظن أن هناك بديل للانتخابات لكن توقيتها مهم ونحتاج الجهود الدولية والليبية والتعاون بينهما مهم ودور المجتمع الدولي هو الدعم ودونه لن نرى تقدم.

لا أظن أن دولة أو تيار سياسي في ليبيا يستطيع أن يمنع الانتخابات، إن كانت هناك روح إيجابية عند الاخرين لا يوجد حق فيتو لأي دولة وأي سياسي في ليبيا إن كان هناك تحالف قوي بين الليبيين والمساعدين في المجتمع، في 2019 و 2020 الوضع الدولي أسوأ. في 2021 الوضع الدولي الدولي جيد ولم نرى المشاكل بعد الهجوم الروسي على اوكرانيا وصعب اليوم أن نأخذ قرار في مجلس الأمن لأسباب أمنية.

التجميد ليس في مصلحة أحد ونحتاج لحل المشاكل السياسية، الحل في ليبيا ممكن برأيي بالمصالحة الحقيقية ليس فقط لليبيين لكن من خلال الدول المجاورة ودول عندهم قوة في ليبيا.

 

س/ هل تتفق كل الأطراف الدولية عدا عن الاتحاد الاوروبي والمانيا باقي الأطراف المنخرطة في الشأن الليبي ربما في مستوى أكبر من الحضور الأوروبي هل لديها الرغبة في انهاء الازمة الليبية ؟

لا أعرف إن كانت هناك الرغبة في إنهاء ولا اظن أن هناك ارادة قوية لاستمرار الوضع كما هو عليه، نحتاج تحالف داخلي وخارجي أن نريد التقدم، برأيي هذا ممكن وكل مسؤول سياسي خارج أو داخل ليبيا يقول إننا نريد انتخابات. اعتقد الأمن والاستقرار في ليبيا من مصلحة جيرانها والجميع.

 

س/ بعض المتغيرات التي حدثت بعد سنوات 2021-2022 للآن المتغيرات في الشرق الاوسط علاقة الأطراف الغربية في ليبيا أو بالكيانات السياسية والعسكرية داخل ليبيا هل غيرت المنطلقات التي بدأ العمل عليها في برلين ؟

أظن مسار برلين موجود للآن لكن يجب أن نستفيد اكثر منه واللقاءات تكون بشكل أقوى ومستمر، 5+5 شيء ايجابي جداً وخطوة مهمة ونحتاج لقاءات كهذه بشكل دائم ونحتاج التقدم في الملف الأمني.

 

س/ كل المسارات اليوم حركت الوضع الراهن ولكنها لم تنجز أي نتائج ؟

أولاً نحتاج لروح ايجابية من الكل والانقسام السياسي والاقتصادي والعسكري هذا مشكله لليبيا، نحتاج لنمو أكثر وتوسيع الثروات الليبية للكل وحكومة واحدة تسيطر على البلد وليس فقط تجميد الأزمة.

نريد الآن الاتفاق بين اصحاب القرار توزيع الثروات في ليبيا، من اللازم أن يشتغلوا مع بعض بشكل ايجابي وفي مصلحة الشعب الليبي ونحتاج لتوزيع الثروات في أنحاء ليبيا.

المشكلة الليبية داخلية وخارجية وفي رأيي 70% داخلي .

بعد حادثة درنة رأينا الارادة القوية للشعب في مساعدة الآخرين وكانت بالنسبة لي تجربة ايجابية جداً. ما رأيناه من تضامن ومساعده من الشرق والغرب كان بالنسبة لي أن الشعب الليبي واحد واظن أنه يجب أن يفهم المسؤولين الليبيين أن الانقسام سياسي وليس مجتمعي.

أنا متاكد أن مصلحة كل اللاعبين الاستقرار في ليبيا، أظن أن هناك ارادة قوية في ربوع ليبيا للخروج من الازمة والاتحاد  الأوروبي يلعب دور أكبر الآن مما كان عليه قبل 5 سنوات .

 

س/ اذكر لنا شواهد على هذا الدور ؟

ملف الهجرة غير الشرعية والتقدم في ذلك والتبادل الاقتصادي، كل دولة من الاتحاد الأوروبي عندها مصالحها الاقتصادية في ليبيا وأوروبا بشكل عام تحتاج الطاقة المتجددة من ليبيا وهذا نتيجة التعاون الليبي.

 

س/ ما تصور الخارجية الالمانية للعلاقات مع ليبيا؟

نشجع كل التبادل بين ألمانيا وليبيا وهذا مهم جداً، العلاقات الاقتصادية والثقافية  الانسانية والرحلات، عندنا المنتدى الخامس يحدث في ليبيا وهذا مهم، التبادل ورجوع الشركات الألمانية لليبيا مهم، من اللازم أن نشجع الشركات الالمانية الرجوع لليبيا لكن أن نشجع اللاعبين أن يفتحوا الطريق لهذا الرجوع.

 

س/ تصوركم للعلاقات مع الجانب الليبي لماذا لا نرى الدور الألماني في هذا الاتجاه يأخذ درجة للمخاطرة لدعم ونشر الصورة الإيجابية عن ليبيا؟ ولماذا لا تعملون على عودة العمل القنصلي في طرابلس؟

أنا معك في هذا وأنا اعمل على الرجوع القنصلي لطرابلس لكن هناك عواقب قانونية وأمنية وفي النهاية يجب أن نأخذ هذا القرار وعندنا مشروع و سنراه يتحقق قبل نهاية السنة.

 

س/ متى تتوقع على أقل تقدير عودة العمل القنصلي لليبيا ؟

نحتاج لوقت ممكن نهاية السنة أو نهاية خريف 2024.

 

س/ كيف تجدون تعاون الخارجية الليبية والحكومة الليبية مع هذه المساعي ؟ 

من الجهة الفنية كل المساعدة موجودة من ناحية جهة السلطات في طرابلس والوضع الامني والسياسي وعدم وجود حل سياسي لا يساعد للتخطيط للنهاية المشروع ولكني متفائل.

 

س/ دائماً تطرح في لقاءاتكم مع الأطراف الليبية مسألة المساعدة في رفع الحظر عن الطيران الليبي في أجواء الاتحاد الأوروبي وهي مسألة ممتدة من سنوات ومقلقه ومرهقة بالنسبة للشعب الليبي اليوم رغم ان دواعي اخذ الخطوة لم تعد موجودة ؟

أظن المسؤولية عن ذلك الملف عن عدم وجود حكومة واحدة في ليبيا ونحتاج لحل لهذه المشكلة وتقدم سياسي في ليبيا وأن تكون هناك مؤسسة واحدة عن الأمن الجوي في ليبيا، يجب أن نرى تقدم ونراه ونحتاج خطوات اضافية من الجهة الليبية ونرى بعض الشركات الأجنبية رجعت لليبيا .

 

س/ مسألة رفع حظر الطيران في الاجواء الاوروبية للطيران الليبي مرتبطة بمسائل اخرى ويكون مفهوم التأخر في اتخاذ الخطوة لكن هناك ملفات اخرى اكاديمية وثقافية هذه ملفات ليست مرتبطة بالأمن بشكل مباشر ولم تجد دعما الذي يوازي على الأقل مستوى الاستقرار  الحاصل في ليبيا ؟

رأينا تقارب في الملف الاكاديمي لدينا شراكة وعلاقات مع جالية طرابلس وجالية طبرق وإن كان هناك تقدم هو نتيجة مبادرات شخصية. ومن المهم أن يكون هناك تعاون ثقافي والتبادل. أنا متفائل جداً أننا سنرى تقدم.

 

س/ انتشار الكوادر الثقافية وعلى مستوى الأطباء والعلوم التطبيقيه كأفراد موجود عندما تتسنى الفرصة للمواطن الليبي أن يحمل شهادة أكاديمية وعلمية للوصول الألمانية ودول الاتحاد الأوروبي غالباُ يسجل مستويات النجاح تكون معترف فيها لكن لا يشكل عامل جذب بالنسبة للدول الاوروبية وفتح المجال أمام هذه الكوادر الليبية في العمل في الاتحاد الأوروبي ؟

الكوادر الليبية التي تدرس ودرسوا في ألمانيا بشكل عام ناجحين جداً والمهندسين كذلك إن كان هناك شخص ليبي يريد أن يدرس في ألمانيا وعنده الشهادات الأكاديمية اللازمة فإنه سينجح هناك برنامج ليبي لمساعدة الأطباء للدراسة في المانيا.

اعتبر الليبيين وطنيين جداً رجع الكثير منهم على الرغم أن هناك فرص عمل في المانيا واعتقد انهم يريدون تطور البلد وهذا شيء جيد وهذا سبب التفاؤل في المستقبل.

 

 

 

Shares