اليمن – شدد علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1980-1986) على أنه من مصلحة دول الخليج استقرار اليمن، معتبرا أن تحقيق ذلك يعني استقرار المنطقة بأسرها.
وفي حديث إلى برنامج “قصارى القول” عبر RT عربية، تحدث ناصر محمد عن كيفية قيام فكرة مجموعة السلام العربي، مبينا أنها “بدأت في عام 2015 عندما اندلعت الحرب في اليمن، يومها نصحنا الإخوة في المنطقة بأن هذه الحرب ستطول منذ اليوم الأول”.
وكشف أنه يومها كان “في إحدى الدول الخليجية وقدمت لي عروض حينها فيما يتعلق بما يسمى بعاصفة الحزم (الحملة العسكرية السعودية ضد اليمن). العرض كان مغريا وفيه أشياء كثيرة.. أنا لست ضد عاصفة الحزم، ولكن أنا ضد الحرب”، مشيرا إلى “أننا حينها رأينا أن الخيار العسكري كان الخيار الوحيد”.
وتابع قائلا: “نحن الآن في العام العاشر للحرب. صحيح أنه لا توجد حرب فعلية، لكن هناك هدنة، ومع ذلك لم تنته الحرب. ولهذا ركزنا على الموضوع واستمرينا في المطالبة بوقف القتال. بعد ذلك فكرنا لماذا لا نطور الفكرة من مجموعة السلام اليمني إلى مجموعة السلام العربي؟ لأن الحروب موجودة في كل مكان، في السودان وسوريا وليبيا وغيرها. ثم كانت المنطقة كلها ملتهبة، فسميت بعد ذلك بمجموعة السلام العربي. وعقدنا أول اجتماع في جامعة الدول العربية في أكتوبر من عام 2022”.
ولفت ناصر محمد إلى أنه “أول ما بدأت الحروب، بدأت من لبنان، واستمرت أكثر من خمسين سنة، أنهكت لبنان وأضعفته، وشردت السكان ودمرت الاقتصاد، فدمر النسيج الاجتماعي وتحولوا إلى طوائف إلى أن عقد مؤتمر الطائف. ومن بعد لبنان حروب الصومال، وأصبحت الصومال تحتوي على أكثر من دولة، ثلاث دول فيها، ثم اليمن وفيها الآن رئيس الشمال ورئيس الجنوب.. ثم ليبيا والعراق”، مشددا على أن “الحروب أضعفت هذه الدول كلها، وما حدث ويحدث هو لصالح أعداء الأمة العربية وأعداء القضية الفلسطينية”.
وعن توقعاته وعما إذا كان له دور في التدخل لمنع تدهور الوضع العسكري على الحدود وداخل اليمن؟، قال: “أنا كرئيس سابق أيضا لدي علاقات مع كافة الأطراف في الصراع في اليمن، والأطراف الإقليمية كذلك، والأطراف الدولية. ألتقي مع المبعوثين للأمم المتحدة من جمال بن عمر وإسماعيل ولد الشيخ ومارتن غريفيث، ونحن نتواصل من أجل وقف الحرب في اليمن. وأنا أشعر أننا بدأنا نؤثر في المشهد السياسي، وبدأنا حتى أقمت الاتصالات مع عمان التي تقوم بدور إيجابي جدا لأن دورها متوازن في الصراع، لم تدخل في الصراع اليمني ولم تدخل في الصراعات الإقليمية”.
وأضاف: “سمعنا تصريحات من وزير الخارجية السعودي وبعض المسؤولين السعوديين عن وجود خارطة طريق جديدة لوقف الحرب في اليمن. أعتبر هذا، إذا تحقق، انتصارا كبيرا على طريق السلام، ليس فقط في اليمن بل في المنطقة بأسرها، لأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة بدون استقرار اليمن”، معتبرا أنه “من مصلحة دول الخليج استقرار اليمن”.
وعما إذا أثرت العمليات العسكرية التي تقوم بها جماعة أنصار الله ضد الوجود العسكري البحري الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، على سياسات إسرائيل العدوانية؟، أجاب قائلا: “ما يحصل في غزة نعم يدمي القلب في ظل الصمت الرسمي العربي والإسلامي والدولي”، مطالبا “الدول العربية بالوقوف إلى جانب غزة وإلى جانب القضية الفلسطينية”.
وأوضح أن “الموضوع ليس موضوع غزة فقط، فالضفة الغربية أيضا تكتوي بنار الصراع مع إسرائيل في ظل هذا الصمت العربي”، مشيرا إلى أن “الجماهير خرجت في أوروبا وأمريكا وفي العالم كله، وفي المقدمة الطلاب، للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية وإلى جانب غزة. للأسف لم يخرج طلابنا في الجامعات العربية”.
وأكد أن “عمليات الحوثيين ناجحة ومهمة بلا شك، وقد أثرت بشكل كبير. الحركة الملاحية في البحر الأحمر توقفت وتأثرت الملاحة الدولية بأكملها. لكن إسرائيل مستمرة في تصفية القضية الفلسطينية.. إذا سقطت غزة، فإن الدور سيقع على الضفة الغربية ثم على الأردن ثم على الدول العربية”، مبينا أن “اليهود حدودهم من النهر إلى البحر لكن الطموحات تتجاوز هذا حتى الخليج. المرحلة القادمة ستكون خطيرة جدا”.
وأضاف: “أنا أعتبر أن غزة هي خط الدفاع الأول عن القدس وعن الأمة العربية والإسلامية أيضا، فهي خط الدفاع عن المقدسات، ليس فقط عن القدس والمسجد الأقصى بل حتى عن الحرمين الشريفين. كيف ندافع عن هذه المقدسات؟ لا أعرف. عندما كنا في اليمن، كنا نقدم كل أشكال الدعم رغم أننا دولة فقيرة، لكن كنا نبدع ونمتلك إرادة وقرار في هذا السياق”.
و خلال حديثه كشف علي ناصر عن موقف حافظ الأسد من التطبيع مع إسرائيل : وقال قدم عرض إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد حول التطبيع مع إسرائيل،أتذكر مرة كنت مع الرئيس حافظ الأسد في مكتبه وكان الحديث يدور حول التطبيع مع إسرائيل. وكان العرض أن تقدم الأرض في الجولان مقابل التطبيع. كان حافظ الأسد يشير إلى خريطة ويقول لي: “الجولان هي حوالي ألف ومائة متر، ويريدون مقابل الجولان أن يرتفع العلم الإسرائيلي في دمشق. وأنا لن أقبل، لن أقبل إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، أي تطبيع بعد قيام الدولة الفلسطينية”.
وأضاف: “هنا ملاحظتان: نحن لسنا ضد هذه الدولة، لكن يجب أن يكون بعد قيام الدولة الفلسطينية. ما حقهم في التطبيع قبل قيام الدولة الفلسطينية؟ وقضية تفريق القضية الفلسطينية، لماذا الهرولة؟ أنا لست مع الهرولة، أنا مع قيام الدولة الفلسطينية وبعدها يمكن التطبيع.. بعض الدول لا توجد لديها علاقة مع إسرائيل ولا مشاكل معها وليست قريبة من إسرائيل. الأسد رفض وقال: “لن يرتفع العلم الإسرائيلي في دمشق وأنا على قيد الحياة، إلا إذا ارتفع العلم الفلسطيني في القدس”.
وقال: “نحن نتمنى للأخوة العرب، عندما يدخلون السياسة، أن تكون لهم أهمية خاصة في فلسطين والقضية الفلسطينية. وأنا أشعر دائما وأقول أكثر من مرة أن غزة والمدن الفلسطينية هي خط الدفاع الأول عن الأمة العربية والإسلامية”.
وعن رأيه بالموقف الروسي من قضية غزة، قال: “الموقف الروسي تاريخاً، سواء في التحالف السوفييتي أو حتى اليوم، فستجدونه دائما مؤيدا للقضايا العربية وأيضا للقضية الفلسطينية”.
المصدر: RT