روسيا – أكد المحلل السياسي ألكسندر نازاروف أن صفقة تبادل السجناء و”عملاء الاستخبارات” الأخيرة بين روسيا ودول غربية ليست انفراجا في العلاقات أو خطوة نحو التعاون بينها.
واعتبر نازاروف أن إسراع الرئيس بايدن ونائبته هاريس من جهة، والمستشار الألماني شولتس في بلده لاستقبال الجواسيس الذين أفرجت عنهم روسيا، ما هو إلا ردة فعل على ما قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه السجناء الذين وصلوا إلى أرض الوطن بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل.
وأشار الخبير السياسي إلى أن استقبال الغرب لعملاء الاستخبارات هو تقليد لما قام به بوتين مع الواصلين إلى مطار “فنوكوفو” في العاصمة موسكو، حتى لا يظهر هؤلاء في واشنطن وبرلين على أنهم قادة سييؤون في نظر شعوبهم.
مبادرة رمزية من بوتين
كما لفت إلى أن مبادرة بوتين في الاستقبال تعتبر خطوة رمزية لتكريم هؤلاء الأبطال الذين بقوا أوفياء لوطنهم رغم كل التجارب القاسية التي عاشوها في سجون الغرب.
وأكد أن خطوة بوتين هذه تهدف إلى تعزيز إرادة البلاد وجيشها على متابعة القتال وإشارة إلى أن العمل الفذ لكل جندي لن يُنسى وإنما سيتم تقديره عاليا.
وأردف: “لا علاقة للتعاون بين الطرفين بهذا الأمر، ولا داعي للحديث عن أي انفراجة. فليس لدى بوتين أي دوافع لهذا الأمر قبل الانتخابات (الأمريكية)”.
وقال نازاروف: “بعد فضائح السجون الأمريكية في غوانتانامو وأبو غريب، نستطيع استنتاج ما قد يرتكبه الأمريكيون بحق السجناء وطريقة معاملتهم”.
لزيادة شعبية هاريس
وأوضح نازاروف أن “ضرورة مشاركة هاريس في استقبال عملاء أجهزة المخابرات الأمريكية هو تحديدا ما عجل في إتمام هذه الصفقة وجعلها ممكنة بهذا الشكل، فكما أفهم، فإن المساومة بين الطرفين كانت مستمرة منذ فترة طويلة ولم تتنازل الولايات المتحدة، لكن إدارة بايدن تواجه الآن حاجة ملحة لتعزيز شعبية كامالا هاريس كمرشحة في الانتخابات الرئاسية”.
وأضاف:”في الوقت نفسه تصور وسائل الإعلام التي تقع تحت سيطرة الديمقراطيين في الولايات المتحدة على أن شعبية هاريس ارتفعت بشكل حاد، ولكن في الواقع هذا بالطبع تلاعب ولا يتوافق مع الواقع، وبناء على ذلك، فإن أي إجراء يزيد بالفعل من شعبية هاريس لا يقدر بثمن بالنسبة للديمقراطيين”.” بحسب نازاروف.
شولتس وتحسين صورته أمام الجمهور
أما فيما يتعلق بالمستشار الألماني شولتس، اعتبر نازاروف أنه من خلال هذه الصفقة التي أفرج فيها عن مواطنين له متهمين بالتجسس في روسيا “لم يكن بإمكان شولتس الظهور بمظهر المنشق مقارنة بالآخرين (بايدن وهاريس) وحتى لو لم يكن قد خطط للقيام بذلك من قبل، فقد اضطر للذهاب إلى الاجتماع مع الجواسيس الغربيين المفرج عنهم ليقرأ بضجر قصاصة ورق سطرت فيها كلمات لن تجد بكل حال من الأحوال من يسمعها .. وأخشى أن مثل هيه الخطوات الدعائية لن تساعده لا هو ولا حزبه ” في تحسين صورتهم المتدهورة في أعين المواطنين الألمان.. وإن كانت لن تؤذيه”.
المصدر: RT