تحفة معمارية فريدة.. تعرف على “معبد جميع الأديان” في قازان الروسية

روسيا – يعتبر معبد جميع الأديان أحد أكثر الأماكن شهرة وجمالا في مدينة قازان الغنية ليس فقط بتراثها الثقافي والفني، بل وبطبيعتها الخلابة

تطل المدينة على منطقة التقاء نهري الفولغا وقازانكا، ويوجد فيها متنزهات وحدائق عامة عديدة للاستراحة والتجوال إضافة الى بحيرات عديدة تنتشر في المدينة وضواحيها. وبإمكان السائح أن يختار المكان الذي يروق له للتجوال والاستراحة وقضاء أوقات ممتعة.

مدخل معبد جميع الأديان

يجمع معبد جميع الأديان بين عناصر الديانات الرئيسية اليهودية والمسيحية والإسلام والهندوسية والبوذية. بالطبع لا تقام في هذا المجمع طقوس دينية، بل هو مركز ثقافي ورمز للتراث الروحي المشترك للبشرية. ويطلق عليه البعض اسم المعبد المسكوني أو بيت الأديان السبعة.

ويتميز معبد جميع الأديان من ناحية فن العمارة بتصميمه الساطع وغير العادي. ويمكن مشاهدته بصورة مثالية من أسطح السفن النهرية ونوافذ القطارات التي تمر بالقرب منه. للمعبد قباب جميلة ساحرة نُصب عليها الصليب المسيحي والهلال الإسلامي ونجمة داود، ما يوقظ مشاعر مشرقة في نفوس الناس. لذلك تزوره مجموعات كثيرة من داخل روسيا ومن دول أخرى مختلفة من جميع القارات.

تعود فكرة بناء هذا المعبد إلى الرسام والنحات والمهندس المعماري إلدار خانوف (1940-2013) الذي كان يعمل في بداية تسعينيات القرن الماضي في مدينة قازان.
وقد قرر إلدار خانوف بعد زيارته للهند ودول جنوب شرق آسيا الأخرى، تنفيذ هذه الفكرة التي راودته منذ نعومة أظفاره على قطعة أرض تقع في بلدة ستارويه اراكتشينو (ضواحي مدينة قازان) تعود للعائلة، على نفقته الخاصة، ليكون المعبد رمزا لتآخي الأديان المختلفة.

وباشر خانوف ببناء المعبد عام 1994 الذي وفقا لتصميمه يحتوي على 16 قبة، كل منها ترمز إلى دين معين. ووفقا له يمكن للسكان الاجتماع في هذا المبنى وإقامة أمسيات ومحاضرات ثقافية وغير ذلك.
وكان من المقرر أن يصبح المبنى مركزا لمبادرات عديدة “مرصد فلكي؛ قاعة لعلم البيئة ورسم الايقونات؛ ورشة فنية للأطفال؛ نصب تذكاري لشهداء الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية)؛ مأوى للمسنين؛ دار الأيتام؛ مسرح الأوبرا”.

القاعة الأرثوذكسية

وطراز هذا المبنى عبارة عن مزيج معماري من أنماط ديانات مختلفة، حيث تشاهد على أساس واحد عناصر الكنيسة المسيحية والكعبة الإسلامية وداتسان التبتية وحتى معبد صيني متعدد المستويات. مع ذلك تبدو هذه الانتقائية متناغمة جدا. وتجعل القباب والأبراج المبنى قصرا كبيرا من القصص الخيالية، نوافذه مزينة بزجاج ملون وواجهته مزينة بفسيفساء بألواح الإسملت (زجاج الكوبلت). ونصبت عند مدخل المعبد تماثيل أبو الهول.

ويحتوي المعبد على العديد من الغرف والقاعات المتصلة مع بعضها بممرات، وجميعها مزينة بلوحات فنية وفسيفساء ولوحات جدارية.

– القاعة الأرثوذكسية: تشبه هذه القاعة كنيسة أرثوذكسية صغيرة على جدرانها العديد من الأيقونات وفسيفساء زجاجية.

القاعة المصرية

– القاعة المصرية: هي قاعة واسعة تحتوي على أعمدة وألواح فسيفساء ونقوش بارزة لآلهة مصر القديمة، كما فيها نسخ تمثال نصفي لنفرتيتي ونسخة لقبر فرعون.
– قاعة بوذا: هي قاعة كبيرة أيضا مزينة بأحجار فاتحة اللون، وفيها تمثال مذهب لبوذا، وفي السقف لوحة مندالة (مجموعة رموز استعملها الهندوسيون والبوذيون)، وتنانين وعجلة سامسارا التي ترمز لدورة الحياة (الولادة والموت).

القاعة البوذية

– القاعة السلافية (الوثنية): هي عبارة عن غرفة قاتمة تحتوي على صور وفسيفساء للآلهة الوثنية وفيها شجرة حياة فيها حيوانات طوطمية، التي وفقا للأسطورة ينحدر منها أسلاف الشعوب السلافية.

– قاعة كريشنا (إله هندوسي): غرفة الزهور والسعادة، رسمت على جدرانها أساطير عن كريشنا وفي وسطها شجرة حياة مذهبة.

– قاعة شيفا (إله هندي): هي قاعة كبيرة مزخرفة وسقفها وجدرانها مطلية بفسيفساء وفيها تمثال لشيفا، وتقام في القاعة دروس اليوغا.

القاعة الكثوليكية

– القاعة الكاثوليكية: قاعة كبيرة فيها أعمدة وأقواس عالية ولوحات فنية على السقف. وتعتبر أكبر قاعات المجمع، فيها مسرح صغير وغالبا ما تعقد فيها أمسيات شعرية وموسيقية.

– قاعة التتار (قاعة الإسلام): تحتوي القاعة على معرض لصور 40 امرأة تتارية مرسومة بتقنية الأيقونات التقليدية.

قاعة الإسلام

– القاعة اليهودية: تحتوي على تابوب العهد ونوافذ زجاجية ملونة وفيها صور قبائل (أسباط) اسرائيل الاثني عشر التي ينحدر منها الشعب اليهودي.

– قاعة الإسلام: يستمر العمل في تنظيم هذه القاعة التي تحتوي على أسماء الله الحسنى ومعلومات عن الدين الإسلامي وانتشاره.

وهناك قاعات أخرى، مثل قاعة أساس الإيمان وقاعة الجمعيات السرية وغيرها.

المصدر: ru.wikipedia.org + وكالات

Shares