ليبيا – سلط تقرير تحليلي الضوء على ما تم التعبير عنه بـ”الفشل الديبلوماسي والمساومات النخبوية” المفضيان بالمجمل لإطالة أمد اضطرابات مستمرة في ليبيا.
التقرير الذي نشره القسم الإخباري الإنجليزي في شبكة “الجزيرة” الإخبارية القطرية وتابعته وترجمت أهم رؤاه التحليلية صحيفة المرصد اتهم الجهود الديبلوماسية الرامية لمعالجة أزمة تغيير إدارة المصرف المركزي بـ “خذلان” الشعب الليبي إذ وصلت المفاوضات المرعية أمميًا بين مجلسي النواب والدولة الاستشاري بالخصوص لطريق مسدود.
ووفقًا للتقرير بات هذا الطريق المسدود مألوفًا لدى الكثيرين في البلاد في وقت نبه فيه المحلل السياسي جليل حرشاوي لخطورة الأمر بالقول:”إن المصرف المركزي رغم ضعفه الآن عما كان عليه قبل بضع سنوات يظل محورًا رئيسيًا لوصول ليبيا إلى العملة الصعبة لتمويل جل وارداتها من الغذاء والدواء”.
وتابع حرشاوي قائلًا:”هذه المواد الأساسية لا تستطيع البلاد أن تستمر طويلًا من دونها” فيما انتقد التقرير استمرار حالة تدهور نوعية حياة الليبيين منذ العام 2011 في ظل الصراعات القائمة بين نخب السياسية والسلاح المتنافسة برعاية أممية مقتنعة دومًا بأنها الأفضل لاستقرار ليبيا وتوحيدها”.
وأوضح التقرير إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن عاصم الحجاجي مدير إدارة الامتثال في المصرف المركزي بشأن عودة الاتصالات الدولية لا يمكن الركون إليها في ظل بقاء معظم التجارة الدولية معلقة وانخفاض صادرات النفط وحالة عدم اليقين بشأن المرتبات والحياة اليومية لـ6 ملايين ليبي.
وقال المحلل السياسي طارق المجريسي:”تتحدث الأمم المتحدة عن المفاوضات لإعادة تشغيل العمليات وهي علامة أكيدة على أننا لسنا قريبين من الحل والغرب يدعم حكومة الوحدة الوطنية عادة على الرغم من مسؤوليته عن قدر كبير من عدم اليقين ولا يعرف ماذا يفعل”.
وتابع المجريسي:”الغرب ليس حقًا النطاق الترددي للقيام بدور لتعامله مع الحروب في غزة وأوكرانيا وهذا كثير جدًا ففي ليبيا فقدت الجهود الدولية لتحقيق أي نوع من التسوية العادلة زخمها فيما” فيما هاجم التقرير المحادثات الأخيرة بشأن المصرف المركزي لأنها تركز على وصول النخب إلى ملايين الدولارات من الأصول.
وأضاف التقرير إن الوصول إلى الخدمات واليقين الذي يتوق إليه جزء كبير من السكان أصبح مجرد فكرة ثانوية ناقلا عن المحلل السياسي “تيم إيتون” وجهة نظره عبر قوله:”لقد أصبح منع الحرب ينظر إليه على أنه الاستراتيجية الدولية الوحيدة في ليبيا”.
وقال حرشاوي:”الجميع يتحدثون عن العودة إلى الوضع الراهن وكأن هناك توازنًا ثابتًا أنيقًا ولم يكن هذا هو الحال أبدًا أنه موت بألف جرح وحتى عندما بدت الأمور هادئة كانت الترتيبات تتدهور باستمرار وهذا التدهور التدريجي هو ما أصبح واضحًا فجأة في الشهر الماضي مع أزمة المصرف المركزي”.
وبحسب التقرير تظل الانتخابات التشريعية والرئاسية أو حتى الإطار الذي قد يؤدي إليها احتمالًا بعيدًا بعد تأجيلها للمرة الماضية في ديسمبر من العام 2021 في وقت قال فيه “إيتون”:”لقد تم عرقلة أي تحرك نحو إجراءها وقد يقول كل الدبيبة والمشير حفتر إنهما يريدانها غدًا”.
وأضاف “أيتون” قائلًا:”وفي الوقت نفسه يزداد الأثرياء الذين من المفترض أن يعتنوا بالناس ثراء وكلا الجانبين يدعيان العمل من أجل إنشاء حكومة مركزية في حين تم السيطرة على المؤسسات الحكومية اللازمة للإشراف على أي دولة مستقبلية مثل المصرف المركزي من قبل النخب”.
ووفقًا للتقرير يتنافس الأفراد على المناصب داخل الدوائر الصغيرة والحصرية وتستمر الأنظمة المخصصة لدعم الحياة اليومية في ليبيا في التدهور والفشل فيما تحولت البلاد على مدار 13 عامًا من الصراع المتقطع وعدم اليقين السياسي لمصدر مستمر لعدم الاستقرار داخل منطقة غير مستقرة بالفعل.
وقال المحلل السياسي أنس القماطي:”الغرب والأمم المتحدة في ليبيا يؤديان مسرحية ديبلوماسية بينما تنهار البلاد فلديهما صندوق أدوات للنفوذ يتراكم عليه الغبار وبدلًا من ممارسة الضغط فإنهم يمكنون الفساد من خلال إضفاء الشرعية على من لا يتمتعون بتفويض انتخابي أو مصداقية سياسية”.
وأضاف القماطي قائلا:”هذه ليست دبلوماسية هذا تواطؤ في حركة بطيئة ففي الشرق أو الغرب تشير بوصلة ليبيا إلى الفوضى والفساد في وقت تضع فيه النخب أموالها فهم يحتفظون بأصولهم في الخارج بعيدًا عن النظام المصرفي المستنزف حتى الجفاف من قبلها فهي لا تثق فيه ويمكن للغرب تجميدها”.
وتابع القماطي بالقول:”إنهم مشغول للغاية بمصافحة الأيدي التي تسرق مستقبل ليبيا فصناع السياسات الغربيون والنخب الليبية محاصرون في سباق لقاع الوهم والجشع ويرى الغرب خط النهاية وترى النخب بوفيه لا نهاية له وهذا ليس سذاجة بل عمى متعمد يدفع ثمنه الشعب الليبي”.
ترجمة المرصد – خاص