سويسرا – أكد علماء إنهم ربما اكتشفوا علاجا واعدا لأورام المخ العدوانية، وهو مضاد اكتئاب رخيص ومتاح على نطاق واسع.
ويعد سرطان الدماغ من أكثر أنواع السرطان التي يخشاها الناس، حيث أنه عبارة عن ورم دماغي سريع النمو يقتل نصف ضحاياه في غضون عام.
ووجد علماء سويسريون أن الدواء المعروف باسم “فورتيوكسيتين” (vortioxetine)، وعادة ما يتم وصفه للبالغين الذين يعانون من نوبات اكتئاب شديدة “فعال بشكل غير متوقع” في علاج أورام المخ العدوانية والأكثر شيوعا.
وبحسب العلماء من مستشفى جامعة زيورخ فإن الدواء يعد بعلاج المرض العدواني المعروف باسم الورم الأرومي الدبقي، والذي يبلغ متوسط بقاء مرضاه على قيد الحياة حاليا 12-18 شهرا فقط.
ويعيش 25% فقط من مرضى الورم الأرومي الدبقي يعيشون لأكثر من عام واحد، وينخفض هذا الرقم إلى 5% بعد خمس سنوات. وأضاف العلماء أن المزيد من الاختبارات على الفئران أظهرت أن “فورتيوكسيتين” له “فعالية جيدة”، خاصة عند استخدامه مع العلاج القياسي مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي.
وأفاد مايكل ويلر، الأستاذ في مستشفى جامعة زيورخ ومدير قسم الأعصاب: “إن ميزة الفورتيوكسيتين هي أنه آمن وفعّال للغاية من حيث التكلفة. ونظرا لأن الدواء تمت الموافقة عليه بالفعل، فلا يتعين عليه الخضوع لإجراء موافقة معقد ويمكن أن يكمل قريبا العلاج القياسي لهذا الورم الدماغي القاتل”.
ومن الصعب العثور على الأدوية الفعالة ضد أورام المخ، حيث لا يمكن للعديد من أدوية السرطان عبور غشاء يمنع السموم، والمعروف باسم حاجز الدم في المخ، للوصول إلى المخ.
واختبر العلماء مئات الأدوية الأخرى الموجودة القادرة على عبور هذا الحاجز، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية باركنسون.
وقال العلماء إن عقار “فورتيوكسيتين” أثبت أنه الأكثر فعالية من بين جميع مضادات الاكتئاب التي تم اختبارها.
ويتطلع الفريق إلى تجنيد المرضى كجزء من تجربة سريرية حيث سيتم إعطاؤهم عقار “فورتيوكسيتين” جنبا إلى جنب مع علاج وهمي.
ومع ذلك، ينصح العلماء بعدم تجربة المرضى للدواء بأنفسهم دون إشراف طبي.
وقال البروفيسور ويلر: “لا نعرف بعد ما إذا كان الدواء يعمل في البشر وما هي الجرعة المطلوبة لمكافحة الورم، ولهذا السبب فإن التجارب السريرية ضرورية. العلاج الذاتي سيكون مخاطرة لا يمكن حسابها”.
وفي تعليقه على الدراسة، قال الدكتور سيمون نيومان، كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة أورام المخ الخيرية: “أي تطورات علمية تقربنا من علاجات جديدة لورم الدماغ واعدة، حيث لم تتغير العلاجات منذ عقود. نحن في حاجة ماسة إلى علاجات أكثر لطفا وفعالية للأشخاص الذين يواجهون تشخيصا بالورم الأرومي الدبقي، لذا فإن استخدام التقنيات الجديدة وإعادة استخدام الأدوية الموجودة قد يساعد في تحقيق ذلك”.
وأضاف: “إن العثور على أدوية تعبر حاجز الدم في الدماغ يشكل تحديا خاصا، لذا فإن استخدام الأدوية التي نعلم بالفعل أنها قادرة على القيام بذلك هو احتمال مثير. إن ترجمة هذه النتائج المبكرة للمرضى الأكثر احتياجا هي الخطوة التالية، ونحن نتطلع إلى متابعة الدراسات المستقبلية باستخدام الفورتيوكستين”.
المصدر: إنبندنت