الحنين إلى الستينيات.. معرض كبير للصور في متحف موسكو

روسيا – يقام حاليا في متحف العاصمة الروسية موسكو، معرض بعنوان: “إيغور كوشيلكوف.. نجوم الذوبان” للمصور الروسي إيغور كوشيلكوف

 يضم المعرض صورا تنقل زوار المتحف إلى زمن الاتحاد السوفيتي وتحديدا حقبة ستينيات القرن الماضي، التي عرفت آنذاك بـ”زمن الذوبان”، وهي المرحلة التي تميزت بـ”دفء” العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والغرب.

وتنقل الصور العفوية لمناظر المدينة والحياة، سردية لأهم أحداث ستينيات القرن الماضي، التي ربما كانت المرحلة الأكثر تفاؤلا وإشراقا في تاريخ الاتحاد السوفيتي. كما أنها تُعرف الزائر بأحد أبرز المصورين الفنيين ممن ظلوا في طي النسيان لفترة طويلة.

وأوضحت مدير “متحف موسكو” آنّا ترابكوفا، أن المعرض الذي سيستمر حتى الـ2 من فبراير القادم، ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يضم صورا عفوية وفي غاية الحيوية لشخصيات مختلفة، والقسم الثاني يحتوي على صور لأحداث ومناظر للمدينة تنقل مجريات الحياة الاعتيادية لموسكو آنذاك.

المصور إيغور كوشيلكوف أنهى مسيرته المهنية عام 1995، حيث توقف تماما عن التصوير حتى على المستوى الشخصي، ومنذ ذلك الحين لم يكن يرى أعماله سوى المتخصصون، حتى تبرعت ابنته عام 2023 بأرشيف الفنان لـ”متحف موسكو”، والذي أبدت رئيسة المعرض وأمينة الصور الفوتوغرافية بالمتحف ليودميلا ليبيشكينس إعجابها به مؤكدة أنها من النادر أن تحصل على أرشيف صور بمثل تلك الحالة المثالية.

واختار “متحف موسكو” من أرشيف الفنان المصور 180 صورة مختلفة لإقامة معرض “إيغور كوشيلكوف.. نجوم الذوبان”، تعكس الأحداث الثقافية والتاريخية للعقد الستيني من القرن الماضي، وتضم مشاهد من الحياة في مدينة موسكو وصوراً لشخصيات فنية شهيرة.
على سبيل المثال لقطة فريدة من “مهرجان موسكو السينمائي الدولي الثالث” عام 1963، ضمت المخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيليني والممثلة الإيطالية جوليتا ماسينا مع رائدي الفضاء السوفيتيين بافل بوبوفيتش وفالنتينا تيريشكوفا.

زائر المعرض سيتمكن من خلال الصور من رؤية مرحلة بناء المتجر المركزي “عالم الأطفال” في ساحة لوبيانكا في مركز مدينة موسكو، وإلقاء نظرة على الحديقة الثقافية والترفيهية باسم “غوركي” في أحد أيام الأحاد من عام 1959 ، وأيضا زيارة الشاطئ المشمس في منطقة كونتسيفو.

ومن الصور المثيرة للاهتمام التي نقلت مجريات الحياة اليومية من تلك الحقبة، هي صورة صالون لتصفيف الشعر بشارع “كراسنايا بريسني (1966)، والتي بينت نوعا من مجففات الشعر، الذي كان يتوجب وضع الرأس كاملا بداخله، ومن المؤكد أن هناك من سيتذكر تلك الآلات بينما سيرى آخرون هذه “التكنولوجيا العجيبة” لأول مرة.

عمل إيغور كوشيلكوف في قسم التصوير بوكالة “تاس” الروسية وفي صحيفة “برافدا” و”فيشيرنايا موسكفا” (موسكو المسائية) وصحيفة “سوتسياليستيشسكايا إندوستريا” (الصناعة الإشتراكية) وفي “الصحيفة الطبية”.

مديرة المعرض ليودميلا لييبيشكينس: “لا أستطيع القول إنه (إيغور كوشيلكوف) كان يتمتع بأسلوب فريد، حيث أن الكثيرين كانوا يصورون في ذلك الوقت بنفس الطريقة، ولكن ذلك لا يعد انتقاصا منه.. صوره حية جدا وتركز على الإنسان وعواطفه” كما أضافت قائلة: “الصور السوفيتية قبل (زمن الذوبان) كانت على الأرجح دعائية”.

مديرة المعرض أوضحت أنه حتى أسلوب تصوير عمال الصلب والمزارعين ورجال الدولة اختلف تماما في “زمن الذوبان” عما كان قبله، إذ لم يعد تصويرهم كأشكال تشبه الأصنام واردا في تلك الحقبة.

المعرض يتضمن العديد من الصور الفوتوغرافية من “مهرجان موسكو السينمائي الدولي” وعددا من مشاهير السينما العالمية مثل الفرنسيان جان ماريه وإيف مونتان والإيطاليان جينا لولوبريجيدا ومارسيلو ماستروياني والهندي راج كابور.

يذكر أن الفنان المصور كان ينظم جلسات تصوير كثيرة للممثلة الفرنسية مارينا فلادي زوجة الفنان الروسي فلاديمير فيسوتسكي، كما أن ابنته إكاترينا ذكرت بطرافة أن والدها عاد ذات مرة إلى المنزل أثناء عمله بالمهرجان بعينين متوهجتين (تعبيرا عن الحماسة)، وقال إنه كان يراقص فلادي “إلا أن فيسوتسكي أخذها منه”.

المصدر: نوفوستي

Shares