ليبيا – قال وزير الدولة بحكومة تصريف الأعمال عادل جمعة، إن منتدى الأعمال الإيطالي الليبي، المقرر عقده في طرابلس يومي 28 و29 أكتوبر يمثل بالنسبة لليبيا مرحلة جديدة ومتينة نحو التعاون الاستراتيجي مع إيطاليا وسيشهد توقيع اتفاقيات في قطاعات رئيسية مثل “الطاقة والبنية التحتية والصحة والزراعة”.
جمعة الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اللجنة التحضيرية لمنتدى الأعمال، صرح في مقابلة مع وكالة “نوفا”، بشأن كيفية تنظيم الحدث الذي يستضيفه معرض طرابلس الدولي إلى أربعة مجالات رئيسية: “الأول سيخصص لقطاع الطاقة والتعدين، والثانية للتنمية والبنية التحتية، والثالثة للرعاية الصحية وصناعة الأدوية، في حين أن الرابع سيتناول الصيد والزراعة”.
وأفاد بأن المنتدى سيتضمن معرض أعمال وأنشطة ثقافية لتعزيز التبادل الأكاديمي والثقافي بين البلدين.
وقال الوزير: “نتوقع توقيع عدة مذكرات تفاهم في القطاعات المشمولة على المستويين العام والخاص،ونأمل أن يكون هذا المنتدى حجر الزاوية لتعزيز التعاون بين الجانبين في قطاعات مثل التعدين والبنية التحتية والصناعات التحويلية والخدمات العامة،والهدف هو تعزيز المزيد من التواصل المباشر وزيادة التفاهم بين مجتمع الأعمال في البلدين”.
وتابع جمعة حديثه:” وباعتراف المجتمع الدولي، فإن حجم التجارة الحالي بين إيطاليا وليبيا، والذي يعادل حوالي 9 مليارات يورو سنويًا، يشكل أساسًا متينًا يمكن البناء عليه،ومع ذلك، لا يزال هناك مجال واسع لزيادة المعاملات الثنائية وتحقيق التوازن التجاري بين البلدين”.
وسلط وزير الدولة الضوء على أن أكثر من 25 بالمائة من الصادرات الليبية موجهة إلى السوق الإيطالية، في حين أن 8 بالمائة فقط من الواردات الليبية تأتي من إيطاليا.
كما أكد جمعة الاستئناف الوشيك للرحلات التجارية لشرطة الخطوط الجوية الإيطالية إيتا بين روما وطرابلس وهو الهدف الذي أرادت ليبيا تحقيقه من خلال العمل بشكل مكثف على تكييف البنية التحتية للمطار مع المعايير الدولية.
وأوضح الوزير: “نهدف إلى زيادة وتيرة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، بما في ذلك المطارات الأخرى خارج طرابلس”، معربًا عن تفاؤله بتحقيق مزيد من النمو في التعاون الثنائي.
وبخصوص الجمود في أعمال إعادة إعمار مطار طرابلس الدولي،قال جمعة:” إنه بدلا من ذلك في طور الحل”.
وطمأن جمعة اتحاد “إينيس” الإيطالي المسؤول عن المشروع، موضحا أن الحكومة ملتزمة بتبديد أي مخاوف تتعلق بالمسائل الإجرائية، والتي تسرع في ضمان حقوق المواطنين الليبيين الذين حرموا لسنوات من التنمية والمشاريع الحاسمة،كما سيتم التغلب على الحصار المفروض على الأعمال الموكلة إلى تحالف الشركات الإيطالية.والذي طلب الكونسورتيوم تدخل رئيس الوزراء.جيورجيا ميلوني.من خلال الإجراءات المعمول بها بالفعل في السياق الإداري الليبي.
وأكد جمعة على أهمية الشركات الإيطالية، مشيرا إلى أن مشاركتها في المشروع وغيره من الخطط الإستراتيجية تعتمد على احترام المواعيد النهائية والمعايير الفنية والبنود التعاقدية.
وقال ممثل حكومة الدبيبة:” إن زيادة طلبات الحصول على تأشيرات لإيطاليا يمثل انعكاس حقيقي للنمو الاقتصادي بين بلدينا من قبل المواطنين الليبيين”.
وبين جمعة أن هذه الزيادة تتزامن مع نمو الواردات الإيطالية إلى ليبيا، والتي ارتفعت من مليار دولار عام 2020 إلى مليارين عام 2023، بنسبة زيادة 100 بالمائة، وذلك بفضل المسارات البحرية المستقرة بين البلدين، والتي تقدم ميزة تنافسية للسلع الإيطالية في السوق الليبي.
وواصل جمعة حديثه:”منذ تولينا مهامنا، وضعنا إعادة بناء الثقة في نظام المعاملات التجارية على رأس قائمة أولوياتنا”.
كما تحدث الوزير عن القيادة الجديدة للبنك المركزي، مؤكدا أنه مع تعيين مجلس الإدارة مؤخرا، تم إزالة العديد من القيود التي كانت مفروضة سابقا على المعاملات التجارية،كما ويجري العمل على التغلب على كل ما تبقى من عوائق.
وفيما يتعلق بالتعاون في المجال الأكاديمي، أشار جمعة إلى أن المتخصصين الليبيين يشاركون في برامج التكوين في إيطاليا، خاصة في قطاعي الزراعة والصحة البيئية.
وأعرب الوزير عن أمله في أن يتمكن المنتدى من تشجيع التوأمة بين الجامعات والمشاريع البحثية وإرسال طلاب ليبيين جدد إلى إيطاليا.
وشدد جمعة خاصة في مجالات مثل علم الآثار، على أن التجربة الإيطالية أساسية لتثمين تراثنا الثقافي.
وعلى جبهة البنية التحتية أخيراً، أكد الوزير التقدم المحرز في إنشاء “طريق السلام”، الطريق السريع الاستراتيجي الذي سيربط شرق ليبيا بغربها،مختتما: “لقد أولينا هذا المشروع اهتماما خاصا، حيث قمنا بإعادة تشكيل لجنة الإدارة والتواصل مع الجانب الإيطالي الذي تمكنا من خلاله من إعادة إطلاق المشروع،كما سيتم البدء في بعض الأقسام الجاهزة تقنيًا في الأشهر المقبلة، وإن جدية والتزام كلا البلدين تترجم إلى نتائج واضحة للبنية التحتية الحيوية لاتحادنا وتنميتنا الاقتصادية”.