ليبيا – قال الكاتب السياسي المتخصص في الشأن الليبي عبدالله الكبير إن ترحيب البعثة الأممية بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عن موعد إجراء الانتخابات البلدية، تحصيل حاصل فالبعثة تناشد أن يكون هناك استقرار وتفاعل مع الانتخابات وان تنجح المفوضية في إجراء الانتخابات لعل النجاح يكون تمهيد لنجاح الانتخابات العامة التي تبدو بعيدة المنال.
الكبير أشار خلال مداخلة عبر برنامج “العاصمة” الذي يذاع على قناة “فبراير” وتابعته صحيفة المرصد إلى أن الترحيب متوقع وطول السنوات الماضية كانت البعثة الأممية مرحبة بإجراء الانتخابات البلدية وترى فيها قدرة الشعب الليبي على اختيار من يدير شؤونه وبالتالي هذا الترحيب يعتبر تحصيل حاصل.
ورأى أن المشكلة هي في عزوف الناس على التفاعل مع الانتخابات والمبادرة في التسجيل والاعلان عن المشاركة فيها ويبدوا أنه حالة من الإحباط لدى المواطن الليبي وعدم القناعة أنه يمكن للانتخابات إن نجحت تحدث بعض التغيير والفارق بحسب قوله.
وتابع “لكن في النهاية ما المكسب الوحيد الذي سنخرج منه في انتخابات البلدية هي ممارسة انتخابية تضاف إلى تراكم التجربة الإنتخابية، حتى تصبح العملية الإنتخابية أمر مألوف وطبيعي ومع مرور السنوات والتجارب تتكرس وتترسخ وتصبح ممارسة طبيعية يحرص المواطن على التفاعل والمشاركة فيها وهذا اقل مكسب يمكن أن نخرج من هذه العملية والتحديات كثيرة وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها “حفتر” (القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر) لا اعتقد انه سيحصل فيها انتخابات حقيقية لأن السلطة في يد “حفتر” ولن يسمح ان يقرر الشعب من يختار للبلديات ومن يدير شؤونه”.
وبيّن أنه بالنسبة للمنطقة الغربية وقياساً بالانتخابات التي جرت في أغلب الدوائر الانتخابية والمدن خلال السنوات الماضية فمن المعتقد أن الانتخابات ستكون ناجحة ما عدا هذه النقطة السلبية التي لا يمكن تجاوزها وهي ضعف المشاركة بسبب ضعف إقبال المواطنين على التسجيل في قوائم الانتخابات.
وأفاد أن الظروف المفروض انها ملائمة والبلاد ما زالت في حالة استقرار نسبي في ظل وجود انقسام سياسي وحالة من التيه والتخبط والازدواجية في القرارات بوجود ما وصفهم بـ” حكومة موازية ومشروع نقلابي ديكتاتوري” (الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان المنتخب) ومع ذلك في سنوات سابقة كانت الظروف أكثر سوء ولم يكن الاستقرار كما في هذه السنة والسنوات الماضية مع ذلك جرت الانتخابات ونجحت وربما السبب الرئيس في نجاح الانتخابات البلدية لأنها ليست محل صراع وفقاً لقوله.
ونوّه إلى أن الإقبال الضعيف مع عدم وجود حراك شعبي حقيقي يدفع نحو حراك الانتخابات العامة كل هذا يجعل هناك شك بأن الانتخابات ستفتح شهية المواطن الليبي وتنشط ذاكرته للانتخابات العامة وستعيد القناعة له انه يمكن التغيير عبر الانتخابات.
وأضاف “لابد أن نؤكد اننا نتلمس خطواتنا الاولى في الممارسة الديمقراطية عبر الانتخابات، لا زال المجتمع المدني ضعيف والاحزاب في بدايتها والممارسة الديمقراطية في بدايتها بدليل المواطن من ثاني تجربة اصيب بالاحباط وبدأ يعزف عن المشاركة”.
وأوضح في الختام أن التحدي الكبير هو أن المجتمع الليبي يقوم على وحدة القبيلة وهذا يؤثر على الانتخابات ويجعل الاختيار نحو العامل الجهوي والقبلي.