ليبيا – قال الخبير العسكري عادل عبد الكافي الموالي بشدة لتركيا، إن هناك استهجانًا كبيرًا في ليبيا بسبب تصريح وزير الداخلية المكلف في حكومة تصريف الأعمال عماد الطرابلسي، الخاص بشرطة الآداب وشرطة النساء، وذلك لأنه انزلق في هذه التصريحات إلى مساحة جديدة من الحديث لم تكن مألوفة في الشارع الليبي.
عبدالكافي أشار في تصريحات خاصة لموقع “عربي بوست”، إلى زاوية أخرى من الأمر وهي أن ليبيا تواجه أزمة كبيرة بسبب انتشار معسكرات اللاجئين الأفارقة وبطبيعة الحال هذه الأماكن تسببت في انتشار جرائم أخلاقية كبيرة كالاتجار في الجنس والمخدرات والدعارة.
وذهب عبد الكافي في تحليله للأمر إلى مساحة جديدة ويقول إن تصريحات الوزير ربما تتسبب في الإطاحة به أو على الأقل سوف يوجه له عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة لفت نظر بسبب ” فجاجة” تصريحاته، إذ أن المجتمع الليبي شأنه شأن المجتمعات العربية، فهو مجتمع محافظ وهذه تصريحات أساءت للشعب الليبي.
أما بخصوص ما قاله وزير الداخلية من تفعيل شرطة الآداب وشرطة النساء في كل أنحاء ليبيا قال عبدالكافي:” إن وزير الداخلية ليس له أي صلاحيات في شرق ليبيا ولا يستطيع أن يفعل ذلك، فالرجل ليس له أي نفوذ في مناطق سيطرة خليفة حفتر”.
وأضاف:” الوزير ربما يكون بهذه التصريحات، يغازل صدام حفتر ويحاول أن يكسب ثقة معسكر الرجمة في إشارة إلى معسكر خليفة حفتر”.
وبخصوص تفعيل شرطة الآداب بالأساس، قال عبدالكافي إن ليبيا فيها شرطة الآداب منذ عهد معمر القذافي ولكنها بطبيعة الحال ضعيفة للغاية ويسيطر عليها العقلية القديمة، مشيرًا إلى إن الشرطة تعمل بالسياسات القديمة الخاصة بالنظام السابق وهو ما يعيق عملها بشكل جيد.
ولفت إلى إن القانون الليبي لا يسمح بوجود أوكار رسمية للدعارة وبالتالي فليبيا لن يكون فيها مثل هذه الأوكار التي قال الوزير إنه سوف يقتحمها للبحث عن أي جرائم أخلاقية، مستدركًا:” أن السيولة الأمنية في ليبيا بطبيعة الحال خلقت خروقات أخلاقية بلا شك، خاصة في عدم وجود أي رقابة أمنية على الوضع في ليبيا وتراجع الأجهزة الأمنية عن العمل بشكل محترف”.
في المقابل، أشار عبدالكافي إلى أن الأجهزة الأمنية مطلوب منها تطوير أداءها وهيكلها وأفرادها من أجل العمل بشكل محترف لمواجهة أي أزمة تتعلق بتجارة المخدرات أو الأخلاق في ليبيا.
وأبدى عبدالكافي تخوفه من وقوع صدام بين وزارة الداخلية وميليشيات مسلحة في ليبيا إذا ما تم اكتشاف إن بعض عناصر هذه الميليشيات لها ارتباط بتجاوز أخلاقي،قائلا:” إن المشهد المنفلت للأمن في طرابلس يتكرر كل فترة وإن الميليشيات العسكرية في الغرب تصطدم بشكل كبير مع الداخلية اذا ما أرادت الداخلية التدخل في شؤون هذه الميليشيات المسلحة”.