“المواد الكيميائية الأبدية”.. أحد أكبر التحديات البيئية في العصر الحديث!

إنجلترا – تعد المواد الكيميائية مثل الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS) واللدائن الدقيقة (الميكروبلاستيك) من أكبر التحديات البيئية والصحية في العصر الحديث.

وفي حين أن كلا من هذه المواد تم دراستها وتنظيمها بشكل منفصل، تظهر أبحاث جديدة أن تأثيرها المشترك قد يكون أكثر سمية وضررا مما كان يعتقد سابقا.

وفي دراسة حديثة، تم تعريض يرقات المياه لمزيج من الفاعلات بالسطح الفلورية واللدائن الدقيقة (جسيمات صغيرة من البلاستيك)، ما أسفر عن تأثيرات سامة أكثر شدة، بما في ذلك انخفاض معدلات المواليد ومشاكل النمو، مثل تأخر النضج الجنسي وتوقف النمو.

وتسلط هذه الدراسة الضوء على ضرورة فهم التفاعلات الكيميائية بين المواد السامة وكيفية تأثيرها على الحياة البرية، ما يفتح المجال لمزيد من البحث حول تأثيراتها على صحة الإنسان والبيئة.

وأظهرت الدراسة أيضا أن اليرقات التي تعرضت سابقا للتلوث الكيميائي كانت أقل قدرة على تحمل التعرضات الجديدة.

وكتب مؤلفو الدراسة، الذين يعملون مع جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، أن النتائج “تؤكد على الحاجة الملحة لفهم تأثيرات الخلطات الكيميائية على الحياة البرية وصحة الإنسان”.

وتعرف الفاعلات بالسطح الفلورية بأنها فئة من نحو 15 ألف مركب تستخدم عادة لصنع منتجات مقاومة للماء والبقع والحرارة.

وتُسمى هذه المواد “المواد الكيميائية الأبدية” لأنها لا تتحلل وتتراكم بشكل طبيعي، وترتبط بالسرطان وأمراض الكلى ومشاكل الكبد واضطرابات المناعة والعيوب الخلقية ومشاكل صحية خطيرة أخرى.

واللدائن الدقيقة هي عبارة عن قطع صغيرة من البلاستيك تضاف عمدا إلى المنتجات أو تنشأ عندما تتدهور السلع البلاستيكية. وتم العثور عليها في جميع أنحاء الجسم البشري، ويمكنها عبور حاجز الدم في الدماغ. وربطتها الأبحاث بأضرار النمو واضطراب الهرمونات وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشكلات صحية أخرى.

وغالبا ما يتم معالجة البلاستيك بالفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS)، لذلك يمكن أن تحتوي المواد البلاستيكية الدقيقة على المادة الكيميائية.

وقارن الباحثون مجموعة من اليرقات المائية التي لم تتعرض أبدا للتلوث بمجموعة أخرى تعرضت للتلوث في الماضي.

وتتمتع اليرقات المائية بحساسية عالية للمواد الكيميائية، لذلك يتم استخدامها بشكل متكرر لدراسة السمية البيئية.

وتعرضت كلتا المجموعتين لقطع من مادة PET، وهي مادة بلاستيكية دقيقة شائعة، بالإضافة إلى PFOA وPFOS، وهما من أكثر مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية شيوعا وخطورة. ويعكس الخليط الظروف الشائعة في البحيرات حول العالم.

ووجد مؤلفو الدراسة أن المزيح كان أكثر سمية من الفاعلات بالسطح الفلورية والجزيئات البلاستيكية الدقيقة بمفردها. وعزا الفريق نحو 40% من السمية المتزايدة إلى التآزر بين المواد ما يجعلها أكثر خطورة.

ونظر الباحثون إلى أن التآزر له علاقة بتفاعل الشحنات الكهربائية بين اللدائن الدقيقة ومركبات الفاعلات بالسطح الفلورية.

أما بقية السمية المتزايدة فقد عُزيت إلى التأثيرات السامة الناتجة عن المواد بشكل منفصل.

وقال المؤلفون إن اليرقات المعرضة للمزيج أظهرت “انخفاضا ملحوظا في عدد النسل”. كما كانت أصغر حجما عند النضج وأظهرت نموا جنسيا متأخرا.

المصدر: الغارديان

Shares