ليبيا – أكد عضو الاتحاد العالمي للمسلمين وعضو جماعة الاخوان المسلمين، ونيس المبروك، أن الصلح والمصالحة والإصلاح من القيم العظيمة الثابتة التي جاء بها الإسلام، وهي الوسيلة التي ارتضاها لحل الخلافات وفض النزاعات، سواء كانت قضايا مالية أو اجتماعية أو سياسية أو حتى في أوقات الحرب.
وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك“، قال المبروك: “أقول إنها قاعدة، لأن هناك استثناءات في حال تعذّر الرجوع إليها. من يتدبر القرآن الكريم والسنة النبوية، سيجد أن النصوص في هذا الباب زاخرة، ويكفي أن الله سبحانه وتعالى قال: لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ…“.
النموذج الإسلامي في الإصلاح والصلح
وتطرق المبروك إلى مواقف نبوية وأخرى من الجاهلية للتأكيد على قيمة الصلح، قائلاً: “النبي صلى الله عليه وسلم أقسم بقوله: والذي نفسي بيده، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها. وقبله في بدر قال عن عتبة بن ربيعة: إن يكن في القوم خير، فعلى صاحب الجمل الأحمر. عتبة طالب بحقن الدماء رغم انتقادات قومه”.
وأضاف أن الجاهلية كانت تصف من يجنح للصلح بالجبن، وهو وصف لا يزال يتردد لدى البعض حتى اليوم، مشيرًا إلى أن ليبيا اكتوت بنار الحرب، لكن بفضل الله وضعت الحرب أوزارها، وأصبحت الدولة والمجتمع في أمس الحاجة للتذكير بقيمة الصلح والمصالحة.
الحاجة إلى حكومة موحدة وخطة شاملة
وأوضح المبروك أن المصالحة لا تؤتي ثمارها إلا من خلال حكومة موحدة، مصحوبة بخطة ثقافية واجتماعية وقانونية لتحقيق العدالة وجبر الضرر. كما دعا إلى فتح حوار مجتمعي شامل لمناقشة أصول المصالحة ووسائل تحقيقها، خاصة في ظل التغيرات التي تعصف بالمنطقة، والتي تستوجب الاتحاد والقوة.
دعاء للوحدة والاستقرار
وختم المبروك منشوره بالدعاء قائلاً: “اللهم اجمعنا على كلمة سواء، وأبدلنا من بعد خوفنا أمناً، واحفظ هذا البلد وسائر بلاد المسلمين من كل سوء”.