ليبيا – العيادي يدعو لاعتماد مقاربة شاملة لمكافحة الفساد في اليوم الدولي لمكافحة الفساد
أهمية تبني مقاربة وطنية شاملة
شدد الخبير الدولي في مجال مكافحة الفساد كمال العيادي، خلال مشاركته في الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة الفساد الذي نظمته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في مدينة بنغازي، على ضرورة اعتماد ليبيا لمقاربة وطنية شاملة تتماشى مع أولوياتها الوطنية.
وأكد العيادي في تصريح لوكالة الأنباء الليبية “وال” أن العالم شهد تقدمًا ملحوظًا في مكافحة الفساد، حيث أصبحت السياسات والاستراتيجيات أكثر تطورًا وفعالية، وتستند إلى مرجعيات واضحة يمكن لأي دولة الاستفادة منها.
خياران رئيسيان لمكافحة الفساد
أوضح العيادي أن هناك خيارين رئيسيين لمكافحة الفساد:
- “المقاربة الزجرية”: تركز على العقوبات والردع، ما يؤدي إلى نتائج سريعة، لكنها قد تترك آثارًا سلبية طويلة المدى.
- “المقاربة الوقائية”: تعتمد على بناء ثقافة النزاهة والشفافية من خلال تعديل القوانين وتعزيز القيم الثقافية، ما يحقق استدامة الجهود على الرغم من بطء النتائج.
وأشار إلى أن نجاح أي من المقاربتين يعتمد على تكييفها مع الخصوصيات الوطنية والسياسية والاجتماعية للبلد.
التعاون الدولي واسترداد الأموال المنهوبة
أكد العيادي أن التعاون الدولي عنصر أساسي في مكافحة الفساد، حيث يساعد على استرداد الأموال المنهوبة ومواجهة الفساد العابر للحدود. وأشار إلى أهمية تبادل الخبرات بين الدول ووضع أطر قانونية فعالة لتعزيز الشفافية.
الشراكة بين القطاعين العام والخاص
تناول العيادي أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مكافحة الفساد، موضحًا أن القطاع الخاص يلعب دورًا مزدوجًا في هذه الظاهرة، حيث يتعرض أحيانًا للابتزاز وأحيانًا يسهم في الفساد عبر تقديم الرشاوى.
وأكد أن دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد يتجاوز الحفاظ على المال العام إلى ضمان الشفافية في المعاملات بين القطاعين.
الإرادة السياسية عامل حاسم
اختتم العيادي حديثه بالتأكيد على أن مكافحة الفساد تتطلب إرادة سياسية جادة واستثمارات كبيرة من الجهد والموارد، مشيرًا إلى أن تحقيق الشفافية والعدالة يستحق هذا العناء.