ليبيا – جدل حول تعيين اللواء محمود حمزة ومشاركته في اجتماع استخباراتي بطرابلس
أثار تعيين اللواء محمود حمزة، مديرًا لإدارة الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة تصريف الأعمال برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومشاركته في اجتماع عسكري استخباراتي لدول الجوار الليبي في العاصمة طرابلس، ردود فعل متباينة بين الخبراء والمحللين السياسيين.
انتقادات حول الكفاءة والخبرة
أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة، يوسف الفارسي، انتقد تعيين حمزة في هذا المنصب، معتبرًا أنه يفتقر إلى الخبرات المتراكمة المطلوبة لهذا الدور الحساس وفق الأعراف العسكرية العالمية وحتى جيوش دول الجوار. وحذر الفارسي في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط“ من خطورة إسناد ملف أمني حساس إلى قائد مسلح، مؤكدًا أن إخراج مشهد الاجتماع العسكري بهذا الشكل يعمق الانقسام في الصف العسكري الليبي، ويعكس محاولات حكومة الدبيبة لفرض وجودها على الساحة الإقليمية، مع تجاهل قوات الجيش في شرق البلاد.
دعم لدور حمزة في المنطقة الغربية
على الجانب الآخر، رأى المحلل السياسي السنوسي إسماعيل أن اختيار اللواء حمزة لإدارة ملف أمن الحدود يبدو منطقيًا بالنسبة لبعض المتابعين للشأن الليبي. وأشار السنوسي إلى أن حمزة، بصفته قائدًا للواء 444، يعد من أبرز الشخصيات العسكرية في غرب ليبيا نظرًا لتنظيم قواته وقوتها وعددها، إلى جانب انضباطها العالي. وأكد السنوسي أن حمزة يحظى بقبول واسع، سواء في الدوائر المحلية أو لدى الجهات الرسمية، مشيرًا إلى خبرته في العمل الأمني والعسكري، بالإضافة إلى التزامه بتعليمات وأوامر رئاسة الأركان ووزارة الدفاع.
انعكاسات إقليمية ودولية
الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد بويصير، سلط الضوء على الأبعاد الإقليمية والدولية لحضور اللواء حمزة في الاجتماع الاستخباراتي بطرابلس، معتبرًا أن هذا الحضور يعكس وزنه المتزايد محليًا ودوليًا، خاصة لدى الأطراف التركية والأميركية. وأشار بويصير إلى أن حمزة يتصدر مشهد القوة العسكرية في غرب ليبيا بصفته قائد أكبر قوة مسلحة هناك.
تباين الرؤى
في حين يرى البعض في تعيين حمزة خطوة ضرورية لتعزيز سيطرة الحكومة في المناطق الغربية، يعتبر آخرون أن هذا القرار قد يؤدي إلى تعميق الشرخ في المشهد العسكري الليبي، وسط توترات متصاعدة حول مراكز القوة والنفوذ بين شرق البلاد وغربها.
يبقى الجدل حول دور حمزة وإدارته لإحدى أهم المؤسسات العسكرية في ليبيا، مرآة للصراع الأوسع بين الأطراف السياسية والعسكرية في البلاد، في ظل محاولات محلية ودولية لإيجاد حلول مستدامة للأزمة الليبية.
من هو محمود حمزة ؟
محمود حمزة هو آمر “الكتيبة 444 قتال”، وتعد إحدى أبرز المجموعات المسلحة في طرابلس. قبل عام 2011، لم يكن شخصية معروفة، لكن بعد سقوط نظام معمر القذافي، برز كآمر لتشكيل مسلح داخل قوة الردع الخاصة وقاد عملية اقتحام منطقة فشلوم في طرابلس بعد احتجاج اهاليها ضد المجموعات المسلحة. أسس كتيبة 20-20 بعد انفصاله عن قوة الردع الخاصة بقيادة عبد الرؤوف كارة، ثم تحولت الكتيبة إلى “اللواء 444” تحت رئاسة الأركان التابعة للمجلس الرئاسي.
بسببه اندلعت حرب دامية في طرابلس
في أغسطس 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة في طرابلس بعد اعتقال حمزة من قبل “قوة الردع الخاصة” في مطار معيتيقة. هذا الاعتقال أدى إلى مواجهات بين “اللواء 444” وقوة الردع، مما أسفر عن سقوط 55 قتيلاً وحوالي 150 جريحًا. تم الإفراج عن حمزة لاحقًا بوساطة شيوخ المدينة، وعاد إلى وحدته.
يُعتبر “اللواء 444” من أقوى الفصائل المسلحة في طرابلس، حيث يسيطر على مناطق واسعة في العاصمة. تلقى اللواء دعمًا وتدريبًا لعناصره من تركيا. في السابق، اصطدم حمزة مع قادة عسكريين آخرين، مثل اللواء عبد الباسط مروان، آمر المنطقة العسكرية بطرابلس.
تُظهر هذه الأحداث تعقيد المشهد الأمني في طرابلس، حيث تتنافس مجموعات مسلحة متعددة على النفوذ، مما يؤدي إلى اندلاع اشتباكات متكررة تهدد استقرار المدينة وسلامة سكانها.