ليبيا – آراء مختلفة حول العملية الأمنية في مدينة الزاوية !
في إطار العمليات الأمنية والعسكرية الهادفة إلى إعادة الاستقرار ومكافحة الجريمة في غرب ليبيا، انطلقت حملة شاملة في مدينة الزاوية، بإشراف حكومة عبد الحميد الدبيبة، وبمشاركة قوات المنطقة العسكرية الساحل الغربي. وقد أثارت هذه الحملة ردود فعل متباينة بين مؤيدين لها ومعارضين لآليات تنفيذها. وفيما يلي أبرز التصريحات والمواقف التي صدرت من شخصيات ليبية مختلفة حول العملية:
النمروش: العملية خطوة أولى لاستعادة الاستقرار
أكد صلاح النمروش، آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي التابعة للمجلس الرئاسي، أن العملية الأمنية في مدينة الزاوية تُعد خطوة أولى ضمن خطة شاملة تهدف لإعادة الاستقرار غرب البلاد.
- التنسيق الحكومي: أوضح النمروش في تصريح عبر برنامج “حوارية الليلة” على قناة “ليبيا الأحرار“، وتابعته صحيفة المرصد أن العملية جاءت استجابة لنداءات الأهالي وتوجيهات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، بالتعاون مع القائد الأعلى للجيش، وبمتابعة من عبد الله اللافي لضمان نجاح الخطة.
- الأهداف: استهدفت الحملة أوكار تجارة المخدرات والمجرمين في منطقة أبو صرة، مع تركيز على تمشيط المدينة ومحيطها لضمان تجنب الخسائر البشرية.
- طابع أمني لا سياسي: شدد النمروش على أن العملية ليست سياسية كما يروّج البعض، بل تأتي لمعالجة الأوضاع الأمنية المتدهورة جراء أنشطة التهريب والجريمة المنظمة. وأعلن استمرار العمليات في الزاوية تمهيدًا للتوجه إلى مدن أخرى في إطار خطة موسعة.
الراجحي: غياب المعارضة المباشرة واستغراب من تسييس الحملة
أشار عبد السلام الراجحي، رئيس مركز إسطرلاب للدراسات وعضو جماعة الإخوان المسلمين، خلال مداخلة في البرنامج ذاته، إلى أن ما يميز العملية هو غياب المعارضة المباشرة من تجار المخدرات، إذ لم يسعفهم الوقت لتأليب الرأي العام.
- تفنيد ادعاءات التسييس: اعتبر الراجحي أن وصف الحملة بأنها سياسية يستبطن إشارة إلى أن تجار المخدرات والبشر هم خصوم سياسيون للحكومة، وهو ما نفاه جملة وتفصيلًا.
- اتهامات بتورط شخصيات رسمية: وإدعى الراجحي بأن هناك وزراء في حكومة أسامة حماد وأعضاء في مجلس النواب متورطين في شبكات التهريب، استنادًا لتقارير دولية وصحافة مالطية، حسب زعمه، داعيًا حكومة حماد لرفع الغطاء عنهم.
- خطوات ما بعد العملية: شدد على ضرورة دعم وتفعيل الأجهزة الأمنية والشرطية في المدينة، ومحاسبة المتورطين قانونيًا، ورفع الغطاء الاجتماعي عنهم. كما دعا إلى توسيع نطاق العملية الأمنية في مدن الساحل الغربي الأخرى، مؤكدًا قدرة القوة العسكرية المدعومة بسلاح الجو على فرض الأمن.
الحبيب الأمين: تأييد للعملية ودعوة لمزيد من الحزم
رأى القيادي في مدينة مصراتة الحبيب الأمين أن بدء العمليات في الزاوية قرار صائب وخطوة مهمة لتأمين مقدرات البلاد ووقف استنزاف ثرواتها.
- تعقب عصابات التهريب: طالب الأمين، في منشور عبر موقع “إكس“، بأن تكون للدولة أجنحة طويلة لتعقب المهرّبين وقطع دابرهم.
- ضرورة الاستمرار: دعا إلى عدم توقف العملية العسكرية واستمرارها بعيدًا عن حسابات السياسيين، مؤكدًا أنها الحل العملي والمباشر للقضاء على عصابات التهريب.
بالخير الشعاب: انتقاد لآلية الإعلان المسبق عن العملية
بدوره، علّق عضو مجلس النواب بالخير الشعاب على العملية العسكرية في الزاوية، معبرًا عن تحفظه على آليات تنفيذها.
- توقيت الإعلان: تساءل الشعاب، في منشور على “فيس بوك”، عن جدوى الإعلان المسبق عن العملية قبل أيام، معتبرًا أن ذلك كان بمثابة تحذير مسبق لتجار المخدرات والمهربين كي يهربوا أو يتواروا عن الأنظار.
- تشكيك في الفاعلية: وصف الشعاب العملية بأنها قد تكون مجرد أوهام في الزاوية ما لم تحظَ بالتخطيط السري الضروري والعمل الميداني الفعّال.
إلى أين تتجه الأوضاع الأمنية في الزاوية؟
بالرغم من تأكيدات القيادات العسكرية ومسؤولي الحكومة على أهمية الحملة العسكرية والأمنية في الزاوية، يظل التساؤل قائمًا: هل ستحقق هذه العملية الهدف المنشود وتضع حدًّا لتدهور الأوضاع الأمنية بعد سنوات من الفوضى، أم أن المهربين وتجار المخدرات سيستغلون فرصة الإعلان المسبق ويمتصون الصدمة ريثما تعود القوات لثكناتها، ليعاودوا نشاطهم من جديد؟ يبقى الرهان على استمرار هذه العمليات وتطبيق خطة أمنية طويلة الأمد لضمان بسط سيادة الدولة والحفاظ على أمن واستقرار المدينة.