أسرار العمر المديد.. وصفات سحرية من حياة ثلاث معمرات تجاوزن المئة عام!

فرنسا – قد يكون أقصر طريق لمعرفة الأسباب التي تجعل بعض البشر يعيشون أعمارا طويلة، الاطلاع على تجارب هؤلاء ومعرفة طرق عيشهم والظروف المحيطة بها.

يعكف العلماء والمتخصصون في عدة دول في دراسة اسرار الشيخوخة ورصد الأشخاص المعمرين وخاصة أولئك الذين تحاوت أعمارهم حد 110 سنوات. الخبراء يحللون بدقة حياة الأشخاص أصحاب الأعمار الطويلة ويتتبعون حتى أسلافهم ويجمعون أيضا عينات من دمائهم ومن الحمض النووي. كل ذلك من أجل معرفة الطريقة التي يتخطى بها بعض البشر حاجز “الموت” ويتمكنون من العيش أطول بكثير من غيرهم.

يتصدر قائمة الأشخاص الأطول عمرا ثلاثة نساء. معرفة جوانب من حياتهن تتيح الإلمام بالجوانب الحياتية العملية المباشرة التي تسهم في امتداد العمر وبلوغه حدودا قصوى نادرة مقارنة بالمعدلات العمرية الشائعة.

الأولى وتدعى جين لويز كالمان ولدت في بلدة آرل الفرنسية في 21 فبراير 1875. عاشت كالمان 122 عاما و164 يوما، وتوفيت في 4 أغسطس 1997. لعدة سنوات كانت تعد أكبر الأشخاص عمرا على الكوكب، وهي الشخص الوحيد الذي تأكد بشكل رسمي أنه تجاوز بالفعل حد 120 عاما.

من المعلومات الأخرى المتوفرة عن أسرتها أن أربعة من أشقائها توفوا في مرحلة الطفولة، في حين أن شقيقها الأكبر عاش عمرا مديدا مثلها، وتوفى عن عمر ناهز 97 عاما. سُجل أيضا أن 68 شخصا من أقاربها عاشوا أعمارا أطول من المعتاد، إلا أنها الوحيدة التي تجاوزت المئة عام.

كانت جين لويز كالمان متزوجة بأحد أباء عمومتها، وكان ميسور الحال ما جعلها تتفرغ لأعمال المنزل. كانت تمارس لعبة التنس وتعزف على البيانو. عاشت سنوات طويلة أكثر من الجميع، لكنها في نفس الوقت قاسمت من رحيل أحبتها الواحد تلو الآخر على مدى عقود.

بعد ترملها، ورثت ثروة كبيرة من زوجها، وعاشت حياة مريحة، إلا أنها اضطرت حين بلغت من العمر 110 عاما إلى الانتقال للعيس في دار لرعاية المسنين، لأنها عن طريق الخطأ أثناء الطهي تسببت في احتراق منزلها.

العلماء الذين درسوا هذه السيدة في سنواتها الأخيرة، سجلوا أنها احتفظت بقواها العقلية حتى النفس الأخير إلا أنها فقدت سمعها وبصرها بشكل تام تقريبا.

ذكر المحيطون بهذه المرأة أنهم يعتقدون أن سر عمرها المديد يتركز في موقفها الإيجابي من الحياة، فيما رأت هي أن السر مرتبط بتناولها بشكل منتظم لزيت الزيتون والفواكه.

المرأة الثانية في قائمة الأشخاص الأطول عمرا تدعى كين تاناكا وهي من اليابان وقد عاشت 119 عاما و107 أيام، على الرغم من معاناتها أثناء الحرب العالمية الثانية من مرض حمى نظيرة التيفية، وإصابتها مرتين بالسرطان. في المرة الأولى هدد حياتها سرطان البنكرياس وهي في سن 46 عاما، وفي المرة الثانية أصيبت بسرطان القولون حين كان عمرها 103 سنوات، وفي المرتين تمكنت تاناكا من هزيمة هذا الداء القاتل.

أفراد عائلة هذه السيدة اليابانية صاحبة العمر المديد يعتقدون أن سر طول عمرها يكمن في تدينها الشديد، في حين تؤكد هي أن السر في ذلك يكمن في ثلاثة عناصر هي ” زواج ناجح ونوم صحي ونظام غذائي سليم”.

المرأة الثالثة أمريكية واسمها سارة دي رومر نوس، وقد عاصرت سبع حروب خاضتها الولايات المتحدة وعايشت أزمنة 23 إدارة رئاسية أمريكية، وحين بلغت من العمر 117 أصبحت أكبر شخص على قيد الحياة في العالم، قبل أن يحين أجلها في 30 ديسمبر 1999، وتتوفى عن عمر ناهز 119 عاما و97 يوما.

ما يميز هذه السيدة المعمرة أيضا أن العديد من أقاربها عاشوا أعمارا طويلة. جدتها توفيت عن 98 عاما، وابن عمها عاش 105 أعوام، وعاشت ابنتها الوحيدة 101 عاما.

المهم في حياة هذه السيدة أنها لم تدخن أبدا، ولم تتبع نظاما غذائيا خاصا لكنها في نفس الوقت لم تعان في حياتها مطلقا من الوزن الزائد، ولم تفرض في تناول الطعام، لكنها في نفس الوقت كانت تحب الحلويات وخاصة شوكولاتة الحليب وكذلك المكسرات ورقائق البطاطا، ولم تكن تروق لها الخضراوات.

يتردد أنها أجابت حين سئلت عن سر عمرها المديد قائلة: “عليكم أن تكونوا قادرين على شغل أنفسكم والعمل الجاد وعدم القلق بشأن أعماركم”.

يمكن لكل شخص أن يستفيد من المعلومات حول هذه الأعمار الثلاثة المديدة بما يناسبه، إلا أن وصفة السيدة المعمرة اليابانية المختصرة والسحرية تبدو صالحة للجميع وتنحصر في “زواج ناجح ونوم صحي ونظام غذائي سليم”.

المصدر: RT

Shares