ليبيا – دراما “لوكربي”: انتقادات عائلية وتشكيك في الروايات الرسمية
أثارت دراما “لوكربي” الجديدة، التي سيتم بثها هذا العام، جدلاً واسعًا وانتقادات شديدة من قبل أسر ضحايا حادثة تفجير طائرة “بان أمريكان 103” عام 1988، التي أسفرت عن مقتل 270 شخصًا. التقرير الذي نشره القسم الإنجليزي في شبكة “بي بي سي” الإخبارية البريطانية، وتابعته صحيفة “المرصد”، سلّط الضوء على تعقيد القضية وتشكيك البعض في الرواية الرسمية.
محتوى الدراما والانتقادات
وصفت دراما “لوكربي” بأنها “أول نظرة تلفزيونية على متاهة هذه القضية”، إذ استندت إلى كتاب ألّفه جيم سواير، والد إحدى الضحايا. ركز الكتاب على فرضية أن عبد الباسط المقرحي، المواطن الليبي الوحيد المدان في القضية، كان بريئًا، وهو ما أثار غضب أسر الضحايا، لا سيما الأميركيين منهم.
وبحسب التقرير، تعرضت الدراما لانتقادات لأنها لم تتناول إدانة المقرحي في عام 2001 على يد قضاة اسكتلنديين، وهي إدانة أُيدت مرتين خلال الاستئناف حسب زعمهم.
تشكيك في الروايات الرسمية
تطرّق التقرير إلى ادعاءات جيم سواير ومؤيديه، الذين أصروا على أن اتهام ليبيا في القضية كان مدفوعًا بمصالح سياسية. وأشاروا إلى تورط محتمل لإيران والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اللتين كانتا تنتقمان من الولايات المتحدة لإسقاط طائرة ركاب إيرانية قبل الحادثة بخمسة أشهر.
ومع ذلك، رفضت الشرطة الاسكتلندية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي هذه الفرضية، مشددين على عدم وجود أدلة تدين الفلسطينيين أو الإيرانيين، وهو ما وافق عليه قضاة المحاكمة.
محاكمة جديدة ومشتبه به آخر
أشار التقرير إلى محاكمة منتظرة في الولايات المتحدة للمواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي، المتهم بصناعة قنبلة “لوكربي”. تتضمن الاتهامات استخدام مكونات قنبلة يُزعم أنها بيعت لليبيا من شركة سويسرية، مما يعيد ربط القضية بالدولة الليبية.
أسرار لم تُكشف ووثائق سرية
كشف التقرير عن وثائق استخباراتية بريطانية سرية يزعم أنها تشير إلى تورط إيران والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكن هذه الوثائق ظلت محظورة بموجب شهادات “حصانة المصلحة العامة”. كما أشار التقرير إلى تفاصيل جديدة حول قطعة من موقت القنبلة، يُعتقد أنها تحتوي على طلاء مختلف عن ذلك الذي اشترته ليبيا.
ردود فعل أسر الضحايا الذين تم تعويضهم من ليبيا
هاجم أسر الضحايا المسلسل بحدة، متهمين إياه بمحاولة تبرئة المقرحي وتقديمه كشخص بريء، ووصفوه بأنه “إهانة لذكريات أحبائهم”. وأكدوا أن الدراما تحاول إعادة كتابة التاريخ بطريقة مشوهة ومؤلمة لعائلات الضحايا.
ختام
يبرز التقرير تعقيد قضية “لوكربي”، التي لا تزال محاطة بالأسرار والنظريات المتضاربة، وتسلط الدراما الجديدة الضوء على الجوانب الخفية منها، لكنها أثارت غضبًا كبيرًا بين أسر الضحايا، الذين يطالبون بإبقاء الحقيقة كما يرونها دون تغيير أو تشكيك.
ترجمة المرصد – خاص