بيروت – حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، السبت، من مخاطر جر البلاد لحرب جديدة إذا تجددت العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية.
جاد ذلك بعد إعلان إسرائيل استهداف مستوطنة المطلة (شمال) بثلاث صواريخ، قالت إنها أطلقت من لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ هدنة أعلنت قبل نحو 4 أشهر وارتكبت إسرائيل خلالها مئات الانتهاكات.
وقال سلام في بيان اطلعت عليه الأناضول إنه يحذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية أفادت، السبت، بانفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء القطاع الشرقي من الجنوب، كما رصدت قصفا مدفعيا معاديا ضد بلدة الخيام ( تتبع قضاء مرجعيون في محافظة النبطية)، مشيرة إلى أن 3 قذائف “ميركافا” استهدفت البلدة حتى الساعة 08:00 (ت.غ)
بالإضافة إلى تعرض بلدات يحمر الشقيف، وأرنون، وكفرتبنيت في قضاء النبطية (جنوب) لقصف مدفعي اسرائيلي، وفق الوكالة ذاتها.
كما لفتت إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت رشقات رشاشة في اتجاه مناطق حولا ومركبا وكفر كلا الحدودية مع إسرائيل.
وفي سياق متصل، أشار بيان سلام إلى إجرائه اتصالين هاتفيين بكل من وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى، والممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، على خلفية التطورات التي شهدتها المناطق الجنوبية للبنان، صباح السبت.
وفي حديثه مع منسي، شدد سلام على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم.
فيما جدد خلال مباحثاته الهاتفية مع بلاسخارت على أهمية “مضاعفة” الأمم المتحدة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل.
وأوضح للممثلة الأممية أن عدم انسحاب إسرائيل “يشكل احتلالا وخرق للقرار الدولي 1701، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في نوفمبر/ تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان.
وفي وقت سابق السبت، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن تكون المطلة مقابل العاصمة اللبنانية بيروت، قائلا في بيان أن “أي إطلاق للنيران على المطلة، سيقابل بقصف إسرائيلي للعاصمة اللبنانية وليس فقط لمناطق إطلاق النيران بجنوب لبنان”.
كما توعد الجيش الإسرائيلي متمثلا في رئيس الأركان إيال زامير بالرد “بقوة” على إطلاق قذائف صاروخية من لبنان تجاه مناطق بالشمال.
وكانت تل أبيب أخلت المستوطنات المحاذية لقطاع غزة (جنوبا) والمقابلة للبنان (شمالا) على خلفية حرب 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أن يعود ساكنيها بعد ضمان أنها مناطق آمنة.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل 1091 خرقا له، ما خلّف 84 قتيلا و284 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و115 قتلى و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الماضي.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن عن موعد رسمي للانسحاب منها.
الأناضول