بنغازي تُعيد تقديم نفسها على السجادة الحمراء: افتتاح درامي لمؤتمر الإعلام العربي 2025
ليبيا – ليلة الانطلاق في بنغازي مشت بخطى واثقة: تنظيم محكم، استقبال لائق، وصياغة مدروسة لرسائل المكان والزمان. حضرت «صحيفة المرصد» بين الضيوف ورصدت الحكاية من لحظتها الأولى إلى ختام الافتتاح، حيث بدا المشهد كأنه عرضٌ مُحكم الإخراج لمدينة تريد أن تُعرّف بنفسها كما تراها هي، لا كما تُروى عنها.
افتتاح بصياغة سينمائية
على بساط أحمر نظّمته «شركة الراية الليبية للإعلام» تدفّق الضيوف إلى قاعة الاحتفال. يبدأ الحفل بعزف قطعة موسيقية تُجمّع أناشيد الدول العربية في نشيد واحد، ثم ينتقل الإيقاع إلى لوحة درامية تُحكي فيها «قصة بنغازي» مدينة تنهض من تحت ركام سرديات قديمة إلى صورة تحاول أن تستوي على الضوء.
كلمة وتعهدات وتكريم
بعد المشهد الدرامي، اعتلت «الراية» المنصّة بكلمة افتتاحية حدّدت فيها غاية المؤتمر ومساره: تكوين تقليد مهني سنويّ، وإطلاق شراكات عملية في التدريب والتحوّل الرقمي. تلا ذلك تكريم الرعاة وسط أجواء احتفالية، قبل أن تختتم الفقرة بعملٍ غنائيّ خاص بالحدث: أغنية «تعيش بلادنا» للثلاثي الليبي محمد الوشيّش وانتصار عطية وأبوبكر محمد؛ هديةٌ من الجهة المنظمة للمواطنين وضيوف المدينة.
حضور وإشادات
أجمع الضيوف على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال. وعلى هامش الافتتاح، التقت «المرصد» عددًا من أبرز الحضور؛ قال المذيع البارز ووزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي لـ«المرصد»: «وجدنا بنغازي في الواقع مدينة تعيد بناء نفسها بغير ما نسمعه في الإعلام». وأضاف الإعلامي الليبي البارز محمد زيدان: «اليوم أظهرنا وجهًا آخر لبنغازي وليبيا في مؤتمر الإعلام العربي». ومن بين الشهادات التي وثّقناها، قالت الإعلامية المصرية هالة سرحان: «ذُهلنا من الواقع الحالي لبنغازي مقارنةً بما كنا نسمعه عنها في المراحل المريرة السابقة». كما صرّح صانع المحتوى الليبي محمد السيليني (رحاليستا): «المؤتمر العربي للإعلام في بنغازي حدث كبير، ونتمنى نتيجة إيجابية وإضافة للمدينة وليبيا».
شراكات عملية
على المنصة نفسها، وقّعت أكاديمية دبي للإعلام اتفاقية مع شركة الراية الليبية للإعلام في التدريب والإعلام الرقمي، تتضمن نقل خبرات الذكاء الاصطناعي من دبي إلى بنغازي، خطوةٌ تربط الخطاب بالفعل، وتضع للحديث سقفًا مهنيًا قابلاً للقياس.
رعاة من القطاع الخاص
يقف وراء الفعالية رعاة من القطاع الخاص، في مقدمتهم توسايلي الليبية للحديد، ميد سكاي، وبرنيق للطيران، مصرف التجارة والتنمية، إلى جانب شركاتٍ أخرى، في تمويلٍ يُصاغ بمنطق السوق ومقتضياته، بعيدًا عن ميزانيات الدولة.
وجوه وقاعات ومحاور
حضورٌ عربيّ لافت شارك في الافتتاح وجلساته، من مي شدياق ونيشان ديرهاروتيونيان إلى بوسي شلبي وأروى وسامي قاسمي وأميرة الفضل وبروين حبيب ورُلى الطراونة وهند خليفات والاعلامي الكبير محمود سعد وآخرين. وعلى امتداد ثلاثة أيام، تتحرك جلسات المؤتمر بين التحوّل الرقمي وبناء القدرات وتبادل الخبرات وصناعة الشراكات، لتجعل من بنغازي نقطة تلاقٍ وخارطة طريق لما بعد الصور الأولى.
المرصد – خاص