الفلاح: حكومة مصغّرة أو لجنة دولية… مقترحات لعبور الانسداد نحو الانتخابات

الفلاح: المشهد الليبي مجمّد بتشبّث الأجسام الحالية وتدخّلات خارجية

ليبيا – أكد المحلل السياسي جمال الفلاح أن المشهد السياسي في ليبيا يعيش حالة من الجمود نتيجة استمرار وجود الأجسام السياسية الحالية وتشبّثها بالسلطة، إلى جانب التدخلات الدولية التي تدعم بعض الأطراف دون غيرها، ما يعمّق الانقسام ويُبقي على حالة التعطيل السياسي.

الأجسام المهيمنة وتعطيل الاستحقاق
أوضح الفلاح في تصريح لوكالة «سبوتنيك» أن «بعض القوى المهيمنة على الساحة الليبية لا ترغب في إجراء الانتخابات، لأنها تدرك أن أي تغيير في البنية السياسية سيؤثر على مصالحها ونفوذها»، مضيفًا أن هذه الأطراف «تسعى إلى الحفاظ على الاستقرار الشكلي حفاظًا على مصالحها المشتركة ومصالح الدول الداعمة لها، بينما يبقى المواطن الليبي هو الضحية الحقيقية لهذا الواقع».

تساؤل وطني وكلفة اجتماعية
أشار إلى وجود «فئة من الليبيين تملك حسًا وطنيًا صادقًا» لكنها تواجه سؤالًا مؤلمًا حول قبول الشعب بهذا الوضع، معتبرًا أن المواطن «دفع ثمن الجمود والانقسام السياسي وثمن رفاهية النخب المتحكمة بخيرات البلاد».

تدهور اقتصادي وضغط معيشـي
قال الفلاح إن «الوضع الاقتصادي في ليبيا يشهد تدهورًا خطيرًا»، مع «انهيار الدينار الليبي أمام الدولار وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق»، ما تسبب في «عجز كبير» وأثّر سلبًا على قطاعات حيوية بينها «الصحة والتعليم».

جوهر الأزمة ومسؤولية الداخل والخارج
بيّن أن من يعرقل المشهد السياسي بالدرجة الأولى «الأطراف المحلية التي تنفذ أجندات خارجية»، لافتًا إلى أن «جميع المبعوثين الأمميين» الذين تعاقبوا على الملف الليبي «أجمعوا على أن الطبقة السياسية الحالية هي جوهر الأزمة لتمسكها بالسلطة ورفضها لأي تغيير حقيقي».

دور المجتمع الدولي والضمانات
شدّد على أن «للمجتمع الدولي دورًا محوريًا» إذا توصّل مجلس الأمن إلى «اتفاق واضح يدعم المسار الشرعي لإنهاء الجمود السياسي ويحدّ من التدخلات السلبية»، مؤكدًا أن الأطراف الحالية «تبحث عن ضمان بقائها في السلطة تحت شعار دعم المسار الانتخابي»، وأن أي انتخابات من دون «ضمانات حقيقية ومحاسبة للمعرقلين لن تحقق الاستقرار المنشود».

مقترحات للخروج من الانسداد
دعا الفلاح إلى تشكيل «حكومة مصغّرة مستقلة» مهمتها تهيئة الظروف للانتخابات خلال «مدة زمنية محددة»، أو تشكيل «لجنة دولية للإشراف على العملية الانتخابية»، معتبرًا أن «كل الخيارات السابقة استُهلكت»، وحان الوقت «لتجاوز الأجسام الحالية عبر تشكيل لجنة أزمة وطنية تتولى تنظيم الانتخابات والإشراف المباشر عليها» لإنهاء الجمود الراهن.

Shares