«العربي الجديد»: مناورة تركيا في ليبيا… من التدخل التكتيكي إلى النفوذ الإقليمي
تحوّلات الانخراط التركي ومسار التأثير
سلّط تقرير تحليلي نشرته صحيفة «العربي الجديد» القطرية الضوء على مفهوم «مناورة تركيا في ليبيا من التدخل التكتيكي إلى النفوذ الإقليمي»، مؤكدًا أن أنقرة بات لها اليوم دور حاسم في تشكيل المسار السياسي الليبي ومستقبله الاستراتيجي على المدى الطويل عبر موازنة نفوذها في شرق البلاد وغربها، بعد تحولات ملحوظة مرّ بها انخراطها خلال السنوات الأربع عشرة الماضية.
اتهام بضخّ رأس مال سياسي وعسكري وتحوّل في المكانة
أشار التقرير إلى أن تركيا ضخت رأس مالها السياسي ومواردها العسكرية في ليبيا لإعادة تشكيل البلاد وفق رغباتها، ولم تعد «قوة إقليمية مترددة»؛ بل «عظمى بحكم الأمر الواقع» بتفوّقها على معظم القوى الأخرى، بما فيها جهات دولية فاعلة. وبيّن أن أنقرة تمتلك اليوم قواعد عسكرية وتنفّذ اتفاقيات أمنية ملزمة، وتمارس مذكرة تفاهم بحرية محل جدل.
هيمنة على المشهد السياسي ونفوذ حاسم في المستقبل
لفت التقرير إلى أن تركيا تهيمن اليوم على المشهد السياسي في ليبيا الممزقة وتمارس نفوذًا حاسمًا على مستقبلها، مرجعًا ذلك إلى انقسام القوى الغربية وتردد منافسين إقليميين، ما يجعلها «شريكًا لا غنى عنه» ويثير تساؤلات حول هيمنة وشيكة على البلاد بلا منازع.
شهادة حافظ الغويل: «لا شيء يحدث دون تركيا»
نقل التقرير عن المحلل السياسي حافظ الغويل قوله: «لا شيء يحدث اليوم في ليبيا من دون تركيا»، موضحًا أن البداية كانت عندما «غضّ الجميع الطرف» في أواخر 2019، حين اتخذت أنقرة «خطوة جريئة» بالتدخل العسكري دعمًا لحكومة الوفاق الوطني المحاصَرة، ليتطور الأمر إلى «موطئ قدم استراتيجي راسخ وطويل الأمد» في ليبيا.
ذراع اقتصادية وعقود مربحة في غرب ليبيا
أشار التقرير إلى أن أنقرة لا تكتفي بالحضور الأمني والعسكري؛ بل تعمل على ضمان عقود اقتصادية مربحة تعزّز نفوذها في عموم غرب ليبيا، ما رسّخ موقعها شريكًا لازمًا في ظل تشتت المواقف الغربية وتردد منافسين إقليميين.
المذكرة البحرية: ثِقل قانوني وجيوسياسي في شرق المتوسط
بحسب التقرير، تحوّلت تركيا «الدخيلة» في شرق المتوسط—بسبب الجزر اليونانية وغياب منطقة اقتصادية خالصة معترف بها لها—فجأة إلى «جار بحري يتمتع بحقوق مشروعة أقرتها ليبيا». وأبرز أن اعتراف ليبيا، رغم هشاشتها وانقسامها، منح تركيا ثِقلًا قانونيًا وجيوسياسيًا مهمًا، وجعل ساحل ليبيا الطويل عامل رفع لمكانة أنقرة في الشؤون البحرية الإقليمية.
موازنة النفوذ شرقًا وغربًا
أكد التقرير أن تركيا وازنت نفوذها في الشرق والغرب دون إبعادٍ كامل لروسيا أو حلفاء «الناتو»، بما يعكس نهجًا إقليميًا براغماتيًا ومتعدد الأوجه.
المرصد – متابعات