من 1820 إلى اليوم: مسجد قرجي يحفظ مزيج الطراز العثماني والأندلسي والإيطالي

مسجد قرجي بطرابلس.. تحفة عثمانية تتحدى الزمن

ليبيا – سلّط تقرير لوكالة “الأناضول” التركية الضوء على مسجد “قرجي” التاريخي في قلب المدينة القديمة بطرابلس، مؤكّدًا صموده لأكثر من قرنين قرب الميناء القديم، بما يحفظه من زخارف بلاطية عثمانية فريدة وتفاصيل حرفية دقيقة نادرة في شمال إفريقيا، وذلك وفق ما أكده المؤرخ الثقافي عبد المطلب أبو سليم.

الموقع والتاريخ
أوضح أبو سليم أن بناء المسجد ارتبط بتاجر من أصول جورجية هو مصطفى بك قرجي الذي اختار الاستقرار في طرابلس، لتبدأ ورشة البناء وتستمر خمسة عشر عامًا بين 1820 و1834، فخرج المبنى تحفة معمارية تعكس شغف صاحبها وذائقة معمارية عالية.

الهيئة العامة
ويأتي المسجد بمخطط مربع تبلغ أبعاده 16×16 مترًا، تعلوه طبقة علوية على هيئة حرف (يو)، مع فضاء داخلي يستند إلى 9 أعمدة رخامية، تدعمه خارجيًا 25 عمودًا يُرجَّح أن بعضَها جُلب من مدن أخرى، في تكوين يوفّر تماسكًا إنشائيًا وأناقة بصرية في آن.

الطرز والزخارف
ويجمع التصميم بين التأثيرات العثمانية والأندلسية والإيطالية؛ إذ تتوشح الواجهات الداخلية والخارجية بزخارف بلاطية ثرية، وتحفّ تيجان الأعمدة وأجزاء البلاطات زخارفُ جصّية بالغة الدقة، بينما تتوزع 16 قبة تُثري الإيقاع المعماري وتُضفي على الفضاء إحساسًا بالاتساع والهيبة.

عناصر خاصة وحفظ المنبر
ويقابل المحراب قسمٌ مخصّص للضيوف المهمين يُعرف بـ“السودة”، فيما أُزيل المنبر الخشبي عام 2014 لأغراض الحفظ والصيانة تمهيدًا لعرضه في المتحف الوطني الجديد، بحسب ما أفاد به أبو سليم.

ترجمة المرصد – خاص

 

Shares