الولايات المتحدة – أظهر مقطع فيديو متداول ذكر غوريلا وهو يندفع بعنف نحو جدار زجاجي في حديقة حيوان سان دييغو بكاليفورنيا، محطّماً إحدى طبقات لوح زجاجي مُقوّى ثلاثي الطبقات أمام أنظار زوار مذعورين.
وأفاد مسؤولو الحديقة في بيان نُشر عبر صحيفة “نيويورك بوست” أن الغوريلا، ويُدعى “ديني” (Denny)، يبلغ من العمر 10 سنوات، وينتمي إلى نوع “الغوريلا الغربية المنخفضة”، وهو نوع مهدّد بالانقراض يعيش في الغابات المنخفضة بغرب إفريقيا. وأضافوا أن الحادث وقع مؤخراً في موطن الغوريلا داخل الحديقة، دون أن يُصاب “ديني” بأذى.
وثّقت لقطات حصلت عليها شبكة “CBS8” اللحظة التي اندفع فيها الغوريلا نحو الجدار الزجاجي، ما أثار صراخ الزوار ودفعهم للابتعاد بسرعة.
وأوضح متحدث باسم حديقة الحيوان أن سلوك “ديني” يُعدّ طبيعياً بالنسبة لذكر غوريلا شاب، مشيراً إلى أن “الاندفاعات المفاجئة، والركض الجانبي، وسحب الأشياء أو التصعيد الظاهري للقوة كلها سلوكيات شائعة لدى ذكور الغوريلا المراهقة”.
وكان “ديني” قد عاش سابقاً مع إخوته، من بينهم شقيقه “ماكا” (Maka)، الذي تُوفي في أغسطس الماضي عن عمر يناهز 30 عاماً إثر نوبة قلبية مفاجئة، وفق ما أعلنته الحديقة آنذاك.
وفي تعليق لها، أشارت الدكتورة إيرين رايلي، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة سان دييغو الحكومية، إلى أن سلوك “ديني” قد يكون متأثراً بعوامل متعددة، منها الحزن على شقيقه.
وقالت: “غالباً ما تقوم الغوريلا، لا سيما الذكور، بما يُعرف بـ’عروض الاندفاع’، كوسيلة لإظهار القوة أو التأكيد على وجودها”.
وأضافت أن من الصعب تحديد المُحفّز الدقيق دون وجود معلومات إضافية، لكنها لفتت إلى أن “التحديق المباشر في عيون الغوريلا قد يُفسَّر على أنه تهديد، وهو أمر لا يدركه كثير من الزوار”.
وأشارت رايلي أيضاً إلى احتمال أن يكون “ديني” ببساطة يلهو بالاندفاع والركض، لكن تركيزه على الزجاج قد يوحي بوجود مثير خارجي دفعه للتصرّف بهذه الطريقة.
يُذكر أن الغوريلا الغربية المنخفضة هي أكبر الرئيسيات حجماً في العالم، إذ يمكن أن يصل وزن الذكور البالغة إلى 500 رطل (نحو 227 كيلوغراماً). ويعاني هذا النوع من انخفاض حاد في أعداده بسبب تدمير مواطنه الطبيعية في وسط إفريقيا، ما جعله مصنّفاً على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.
المصدر: “نيويورك بوست”