«يونيسف» تسلّط الضوء على تجربة «مُزُن» للإنذار المبكر بقيادة الشباب في ليبيا
ليبيا – تناول تقرير ميداني نشره «صندوق الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) تجربة حمزة عون من مكتبه في ليبيا لتوسيع نطاق منظومة إنذار مبكر بقيادة الشباب، ضمن برنامج «الابتكار عبر الحدود» الذي يبرز تجارب روّاد الابتكار وتأثيرهم الاجتماعي.
الأثر: نظام إنذار مبكر مجتمعي واسع الوصول
أوضح التقرير أن فيضانات 2023 التي تسببت بانهيار سدّين ووفاة قرابة 6 آلاف شخص كشفت الحاجة إلى منظومات فعّالة. «مُزُن» — نظام إنذار مبكر طورته مؤسسة «رؤية» — يعالج تنبؤات الطقس ويقارنها بقراءات مباشرة من شبكة تضم 45 محطة أرصاد، لرصد الحرارة الشديدة، الأمطار، الفيضانات، الغبار والعواصف الرملية. عند بلوغ العتبات، يرسل تنبيهات وإرشادات متابعة إلى نحو مليون متابع عبر المنصات، ولديه أكثر من 100 ألف مستخدم للتطبيق إضافة إلى مستجيبي الطوارئ والسلطات المحلية، ما يضعه على مسار أن يكون أول نظام وطني للإنذار المبكر مبنيًا على المجتمع.
التحديات: مواءمة مع السلطات وبنية تحتية مرنة
باعتبار «مُزُن» مبادرة يقودها الشباب وفي ظل غياب نظام وطني رسمي، تطلب الأمر عملًا مستمرًا لمواءمة الأدوار مع الجهات العامة. جرى تعزيز مرونة الشبكة بإضافة مصادر طاقة شمسية واتصالات ترددية بعيدة المدى لمواجهة انقطاعات الكهرباء والاتصال، وبُسّطت رسائل التحذير. كما يجري تدريب مراقبين شباب في مناطق نائية لضمان التحقق الميداني واستدامة التشغيل.
إنجازات: تمويل وتوجيه لتوسيع النطاق
اختير المشروع لبرنامج «سبارك أكسيليريتور 2025» التابع لليونيسف، ما أتاح التمويل والتوجيه للانتقال من المفهوم إلى التطبيق على نطاق أوسع والتنفيذ على المستوى الوطني.
الشراكات: تكامل أدوار «رؤية» و«يونيسف»
تتولى «رؤية» العمل الميداني (إنشاء المحطات، تدريب المتطوعين، التواصل المجتمعي وإدارة صفحة مناخية على فيسبوك بأكثر من 910 ألف متابع). وتدعم «يونيسف» التوسع المسؤول ضمن مبادرة «الإنذارات المبكرة للجميع»، عبر بناء منظومة بيانات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل القراءات الخام إلى تحديثات آنية، والتنسيق مع السلطات الوطنية ومزودي الاتصالات.
دروس مستفادة: قيادة شبابية وتصميم بسيط ومتكرر
خلصت التجربة إلى أن القيادة الشبابية تجعل الرسائل واقعية ومحلية وذات أثر، وأن التنبيهات القصيرة الواضحة مع خطط احتياطية للاتصال تتفوق على اللوحات المعقدة. كما يضمن التصميم المشترك مع الهيئة الوطنية للكوارث المعايير والمصداقية، فيما يسرّع التكرار التجريبي والتحسينات المتتابعة بناء أنظمة متينة.
الآمال المقبلة: منصة مفتوحة المصدر واندماج وطني كامل
يأمل الفريق أن تعمل «مُزُن» بكامل طاقتها كمنصة مفتوحة المصدر قابلة للمحاكاة، وأن تُدمج كليًا في الأنظمة الوطنية بحيث تتبع السلطات وفرق الاستجابة والمجتمعات نهجًا موحّدًا عند اقتراب الأحوال الجوية القاسية، بما يقلل المفاجآت ويُنقذ الأرواح.
ترجمة المرصد – خاص




