العبدلي: حكومة الدبيبة تخشى فقدان موقعها السياسي ورفض الحوار المهيكل نابع من الخوف من نهاية المرحلة
ليبيا – قال المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي إن أبرز دوافع الأطراف الرافضة للمشاركة في الحوار المهيكل، وخصوصًا من الأجسام التنفيذية، تعود إلى تخوفها من فقدان مواقعها السياسية، مشيرًا إلى أن حكومة الدبيبة عندما وصلت مرحلة الحوار المهيكل بدا واضحًا أن نهايتها السياسية أصبحت مسألة وقت.
تراجع نفوذ حكومة الدبيبة وتوتر علاقتها مع تركيا
وأوضح العبدلي في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة يدرك أن حكومته تقترب من نهايتها، خصوصًا بعد غياب أي تحركات أو زيارات خارجية له مؤخرًا، في وقت دخلت حكومته في أزمة مع حليفتها الاستراتيجية تركيا عقب محاولة تقييد تحركات السفير التركي في ليبيا ومنعه من التواصل مع سلطات الشرق إلا بإذن مسبق من وزارة الخارجية.
وأضاف أن هذا الموقف أضعف الدبيبة أمام المجتمع الدولي، مؤكدًا أنه أصبح على قناعة بأن نهاية حكومته وشيكة.
موقف حكومة حمّاد الرافض للحوار
وأشار العبدلي إلى أن حكومة أسامة حمّاد أعلنت رفضها المشاركة في الحوار المهيكل، معتبرة أنه غير واضح المعالم، وأن المسار الأول المتعلق بتشكيل المفوضية لم يُستكمل بعد، منتقدة توجه بعثة الأمم المتحدة نحو ما وصفته بـ”الحلول الخارجية” التي تتدخل فيها أطراف دولية، معتبرة ذلك تدخلًا مرفوضًا في الشأن الليبي.
وأضاف أن الحكومة هدّدت أي جهة تقدم أسماء مرشحين للحوار من طرفها، معتبرة ذلك تجاوزًا لصلاحياتها، ما يعكس تصعيدًا واضحًا في موقف الرفض.
الانقسام بين الأطراف وتأثيره على العملية السياسية
وبيّن العبدلي أن البعثة الأممية طلبت من الجامعات والبلديات والأحزاب ترشيح ممثلين للمشاركة في الحوار، لكن رفض الحكومة لهذا الإجراء يضع البعثة في موقف صعب، خصوصًا وأن حكومة حمّاد تسيطر على مناطق الجنوب والشرق، ما يمنحها نفوذًا أوسع ويحد من قدرة البعثة على إدارة الحوار بفعالية.
وشدّد على أن هذا الرفض سيؤثر سلبًا على العملية السياسية ويُعرقل جهود تجاوز حالة الجمود الراهنة، لافتًا إلى أن مجلس النواب بدوره أبدى تحفظات مشابهة عبر تصريحات عدد من أعضائه.
الخوف من فقدان السيطرة على السلطة
وأوضح العبدلي أن الرفض لا يتعلق بالحوار ذاته، بل هو خوف من فقدان السيطرة على مقاليد الحكم، خاصة وأن الحوار المهيكل قد يُفضي إلى تشكيل مجلس تأسيسي جديد يحل محل مجلسي النواب والدولة ويقود إلى توحيد الحكومة.
ورغم أن البعثة لم تُعلن رسميًا نيتها تشكيل مجلس تأسيسي، إلا أن العبدلي يرى أن مخرجات الحوار ستؤدي إلى ذلك، بما يمهّد لتوحيد السلطة التنفيذية وإنهاء حالة الانقسام السياسي.
تأييد دولي وتمديد ولاية البعثة
ونوّه العبدلي إلى أن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة من قبل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن يُعد دليلاً على الدعم الدولي لخارطة الطريق الأممية، مؤكدًا أن البعثة ستستفيد من رفض الأجسام الحالية ومن دعم القوى الكبرى لإنجاح الحوار المهيكل.
مرحلة جديدة موحّدة
وختم العبدلي تصريحه بالتأكيد على أن الحوار المهيكل سينجح، وأن ليبيا مقبلة على مرحلة جديدة ستنبثق عنها حكومة واحدة وجسم تشريعي موحد، ما ينهي حقبة الانقسام السياسي التي أثقلت البلاد لسنوات طويلة.

